الرئيسيةحرية التعتير

الطفل “حسن ملحم” المرض سرق فرحته ومواقع التواصل هوَّنت حالته

الحرب سرقت والده…سوريون تبرعوا للطفل بمبالغ على قدهم 5000 و 10000.. قليل ما يملكونه يكفي بعضهم البعض!

سناك سوري – سها كامل 

بدأت الحكاية حين قررت والدة الطفل “حسن ملحم”، نشر قصة معاناة ولدها عبر السوشيل ميديا، أملاً بالوصول إلى حل لوضع الطفل الذي يعاني منذ ولادته تقريباً مع المرض، ليتم الأمر وتنجح الأسرة التي خسرت والدها في الحرب بالحصول على الأمل بالعلاج.

يعاني الطفل “حسن ملحم” الذي حظيت قصته بتفاعل كبير عبر السوشيل ميديا، وضعاً صحياً ونفسياً غاية في الصعوبة، فهو يعاني من مرض جلدي مناعي بدأ ينتشر في جسده بعد ولادته بعدة أشهر، وبقي هذا المرض يلازمه إلى أن أصبح الآن بعمر الـ 14 عام، المشكلة ليست فقط بانتشار الحبوب الحمراء في جسده الصغير، إنما أيضاً بصعوبة حركته وارتداء ملابسه، و الحساسية الجلدية التي تُطلق رائحة غير لطيفة تزعجه، وتزيد حالته سوءاً، بحسب ما ذكرت والدته لـ”سناك سوري”، مضيفة أنه كل ما كان زوجها يجنيه من عمله في الباطون كان يصرفه على علاج ولده.

مرضه جعله صعب المزاج و متأخر في المدرسة 

تراجعت حالة “حسن” النفسية نتيجة مرضه، ما ضاعف الأعباء على الأم أكثر وأكثر، تضيف: «أصبح في الفترة الأخيرة صعب المزاج، يغضب من أي كلمة، يكره رائحة جسده التي تفوح حتى بعد خروجه من الحمام مباشرة، أحاول أن أخفف عنه، أضع له المُعقمات، لكن المرض أثرّ أيضاً على دراسته، و تراجع تحصيله في المدرسة، كما أثرّ المرض على أسنانه التي بدأ يعاني من آلامها أيضاً».

اقرأ أيضاً: ابن حلب يمشي إلى ما قبل الحرب بلا ساقين

20 ألف ليرة  كل ما نملك!

الوالدة “رويدة ملحم” التي تعيش مع أسرتها المكونة من 3 أطفال أكبرهم “حسن” في قرية “الجافعة” بريف مصياف، تحاول مساعدة ولدها وعرضه على الأطباء باستمرار، تضيف: «نزور الطبيب في منطقة “الدريكيش” منذ نحو عام، لكن حالة ولدي غير مستقرة، بعض الأحيان ألاحظ تحسّن، لكن في الفترة الأخيرة تراجعت حالته الصحية والنفسية، وانتشر المرض في جميع أرجاء جسده، و رغم أن الطبيب يقدّر وضعنا المادي، إلا أن تكاليف علاجه فوق طاقتي بكثير».

يحتاج “حسن” شهرياً إلى 20 ألف ليرة أدوية فقط أي ما يعادل الراتب الذي تحصل عليه العائلة، كما تقول الوالدة، وتضيف: «المشكلة أن العلاج طويل الأمد، ويتطلب مراجعة أسبوعية للطبيب وأدوية ومراهم ومُعقمات، و أنا لا أملك سوى راتب زوجي التقاعدي 20 ألف، بعد استشهاده قبل 5 سنوات حصلت على مبلغ 200 ألف تعويض، لكن كونه متطوّع في القوات الرديفة، لم أحصل على وظيفة، كما أن عائلة زوجي (والده والدته) يسكنان معنا في منزلنا، الذي سقط جزء من سقفه على رأس ولدي الأصغر منذ فترة، نتيجة التشققات والرطوبة».

منزل العائلة

التبرعات أنقذت الموقف

أمام هذا الواقع، استجابت الأم لنصيحة أحد المقربين الذي طلب منها نشر قصة ابنها عبر الإنترنت لعلها تصل إلى من يساعدها، وبالفعل تم الأمر، تضيف الوالدة: «بعد نشر قصة حسن على الانترنت وصلتني تبرعات، سأعمل على علاجه من خلالها، أهل الخير دلوني على أكثر من طبيب، قالوا سيعالح ابني بشكل نهائي، أتمنى أن أجد علاج له وألا تتدهور حالته أكثر من ذلك، وصلني تبرعات الحمدلله 100 ألف وأكثر، كما أن هناك عائلة تبرعوا لنا لتحسين وضع منزلنا وصيانته والتخلّص من الرطوبة».

قصة الطفل “حسن” لاقت الكثير من التفاعل عبر “فيسبوك”، وتناقلها العديد من السوريين، مطالبين الجهات المعنية بالنظر بحالة أسر ضحايا الحرب، والعمل جديّا على تحسين أحوالهم، ليس فقط بالتكريم والخطابات، وكتبت فاتن: «ذوي شهداء القوات الرديفة تقريباً نفس الوضع ماحدا اهتم فيهن من أصحاب صورني وأنا مأمصدق..هي حالة من كتير حالات بس مو كلها متنشر عالفيسبوك».

البعض الآخر قدّم حلولاً لربما تكون مفيدة، وهي أن يخصص أهالي كل قرية صندوق تبرعات، للعائلات التي تعاني حالات مشابهة، وكتبت “ساميا”: «لازم بكل ضيعة يكون فيها صندوق تبرعات لمساعدة الناس».

“فراس ” صاحب محل ألبسة مستعملة في مدينة مصياف، فضّل عدم نشر صورته قال لـ “سناك سوري”: «قرأت قصة الطفل حسن على “فيسبوك” تعاطفت معه كثيراً، قررت نشر قصته على صفحة محلي أيضاً، كونها تحظى بالكثير من المتابعين، وكان التفاعل جيّداً، تواصل معي عدد من الأشخاص وتبرّعوا بنقود و أغطية للعائلة، جمعته كلها في محلي، ثم حملتها إليهم، زرتهم في منزلهم و أدركت مدى صعوبة حالة الطفل، و مدى حاجتهم للدعم والمساعدة».

التبرعات التي حصل عليها الطفل “حسن” معظمها من السوريين الذين قرأوا قصته على “فيسبوك”، و كما قالت والدته لـ “سناك سوري”، «في ناس تبرّعت بـ 5000 آلاف وناس بـ 10000، كل واحد حسب قدرته»، ليثبت السوريون مرة آخرى أنهم أكبر من الخطابات والوعود، وأن وقع الفعل أعلى بكثير من وقع الكلمات والدراسات والخطط الإسعافية وأن قليل ما يملكونه يكفي لمساعدة بعضهم البعض مهما اشتدت وطأة الظروف والحرب والحصار أيضاً.

اقرأ أيضاً: وزارة التنمية الإدارية: المنشورات عن سجن “زوجة شهيد” تمس بهيبة الدولة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى