الرئيسيةيوميات مواطن

الحب تفاصيل.. حين يهديك سائق التاكسي ربطة خبز

حتى سائق سيارة الأجرة يستطيع أن يكون لطيفاً.. هل جربت أن تبادله اللطف وتحكم؟

سناك سوري-داليا عبد الكريم

كان الدكتور “رفيف المهنا” (كاتب وطبيب نفسي)، مع زوجته في المقعد الخلفي كما اعتاد أن يجلس معها، بأحد سيارات الأجرة في “دمشق”، عندما فاحت رائحة الخبز ليتساءل عن مصدرها، ويعرض السائق اللطيف بكل ود أن “يضيفه” من خبزه الذي اشتراه لعائلته، ليصف “المهنا” المشهد الذي وثقه عبر منشور في فيسبوك، تحت عنوان: “الحب تفاصيل”.

يروي “المهنا” تفاصيل ما جرى، حين ذهب مع زوجته إلى منزل شقيقته في “جرمانا”، واستقل سيارة الأجرة من ساحة “العباسيين”، يضيف: «أنا بس كون مع مرتي بحب أقعد ورا ..معها مشان نحكي ونشوف بعض».

مضى الثلاثة في طريقهم، الزوجان وسائق السيارة، لتكمل المشهد أغنية لفرقة “تكات”، كما يقول “المهنا”، معبراً عن حبه للفرقة، قبل أن يصلوا إلى “باب شرقي”، وتبدأ رائحة الخبز بالنفاذ إلى أعماق الطبيب النفسي، يضيف: «وأنا بحب جداً ريحة خبز الأفران لما يكون طالع هاللحظة».

توجه “المهنا”، بالسؤال إلى السائق عن مصدر الرائحة، ليجيبه السائق اللطيف: «إيه معي خبز بالطبّون، مد إيدك وكول» عارضاً على العائلة أن يقف على اليمين ليتمكنوا من إحضار الخبز، إلا أن الطبيب رفض وشعر بالحرج، لكن على طريق المطار لم يعد يستطيع المقاومة!.

اقرأ أيضاً: هنا سورية.. ابتسم وعيش اللحظة!

“المهنا”، طلب من السائق كالأطفال كما يصف نفسه هذه اللحظة، أن يقف قليلاً ليحضر “شقفة خبز”، وهنا كانت ضحكة السائق تعلو وجهه، والطبيب خرج من السيارة وأحضر نصف رغيف من الخبز، يصف الطبيب المشهد: «فرحتي كانت عظيمة وروحي هي اللي كانت تأكل مو جسمي، وطبعًا مرتي اشتركت معي بهالعمل العظيم بشقفة صغيرة».

وصلت العائلة إلى وجهتها، وحين كان الزوجان يقفان أمام البناية، فاجأهم السائق اللطيف وهو يعود إليهما ركضاً بعدما وجد مكاناً رَكَنَ فيه سيارته، وهو يحمل بيده ربطة خبز هدية منه للطبيب، يضيف “المهنا”: «ما قال ولا كلمة … ولا كلمة وما خلاني أعمل شي ورجع عم يركض باتجاه سيارتو، راح .. و عينيّ دمعت من الفرح».

يختم “المهنا”، منشوره الذي وثق فيه هذه الحادثة بذات البداية: «الحب تفاصيل»، حتى مع سائق السيارة تستطيع أن تكون لطيفاً فيبادرك اللطف ذاته، سائق السيارة الذي نتوجس منه معتقدين أنه يريد أجرة كبيرة فحسب، يستطيع أن يكون إنسانياً مثلنا إن بادرناه بالمثل.

يقول المناضل اللاعنفي “مارتن لوثر كنغ”، إن «الكراهية تشل الحياة، والحب يطلقها. الكراهية تربك الحياة، والحب ينسقها. الكراهية تظلم الحياة، والحب ينيرها»،على أمل أن نلتفت يوماً ما إلى ما يستطيع الحب واللطف تقديمه لنا ولحياتنا، بطريقة تحيطنا بالإيجابية والقدرة على الاستمرار وسط كل هذه السلبية في حياتنا.

اقرأ أيضاً: “سوريا الخبز والملح” مبادرة لاستعادة “سوريا” ما قبل الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى