الرئيسيةسناك ساخن

البطولة أن تمنع غرقه لا أن تنقذه.. عن طوفان اللاذقية

الطوارئ لم تستجب لنداء الاستغاثة… وحياة الرجل كانت في خطر

سناك سوري – بلال سليطين

يرى كثيرون أن مافعله محافظ اللاذقية هو عمل بطولي، فقد ساهم في إنقاذ رجل من الموت بعد أن غرقت سيارته في مكان يبعد عن المحافظة مئات الأمتار (محيط كنيسة اللاتين) وهو على بعد أمتار أيضاً من منحدر باتجاه المرفأ يمكن أن تصرف المياه من خلاله باتجاه البحر.

ماحدث تماماً وفق روايتين متطابقتين لأسرة “المونسينور” “أنطوان ديب” فإن الرجل كان في طريقه لزيارة أمه فجر اليوم السبت وهو طقس يواظب عليه بشكل دائم، ليفاجئ بغرق سيارته في الشارع نتيجة عدم تصريف مياه الأمطار في المصارف المطرية.
الجزء الثاني من القصة وهو بالغ الأهمية فإن الرجل لم يستطع فتح باب سيارته ولا الخروج منها، وحاولت شقيقته مساعدته بشتى الوسائل فاتصلت بكل أرقام وأجهزة الطوارئ في المحافظة وقد نشرت كلامها علناً على صفحتها الشخصية في فيسبوك إلا أن أحداً لم يستجب لها في إنقاذه، تقول إن بعضهم لم يرد وبعضهم الآخر أجاب بأن هذا ليس من مسؤوليته.

اقرأ أيضاً: الشفافية التي نحتاج تطبيقها – بلال سليطين

في هذه اللحظة ظهر المحافظ المنقذ وساهم مع من كانوا حاضرين في إخراج هذا الإنسان من سيارته التي كانت غارقة بسبب فيضانات محافظة اللاذقية التي تكررت عدة مرات خلال السنوات الخمس الأخيرة.

ارتفاع المياه الذي غرقت به السيارة يقدر بـ 1 متر وهو ارتفاع كبير جداً ويشير إلى سوء التصريف، خصوصاً وأننا لا نتحدث عن نفق وإنما نتحدث عن شارع رئيسي، فكيف تصل مياه الأمطار فيه إلى هذا الحد.
بالعودة إلى الجزئية الرئيسية، المحافظ في الشارع يساعد الناس، والطوارئ لا ترد على الهاتف، وطوارئ أخرى تقول إنه لاعلاقة لنا بالأمر، والرجل على وشك الغرق في سيارته، فهل دور المحافظ أن يكون هنا في هذا المكان، أم دوره أن يتفقد عمل أجهزة الدولة وتعاطيها مع الطوارئ، يتابع ويتحقق مع فريق عمله طبعاً من استجابة الطوارئ الرد على الاتصالات، استجابة سيارات الإسعاف، بمعنى أدق استنفار كل الأجهزة المعنية في هذه اللحظة.
وفق التركيبة الإدارية التي فرضتها السلطة التنفيذية رغم وجود القانون 107 (إدارة محلية) فإن المحافظ هو أعلى سلطة في المحافظة وهو المسؤول عن عمل كل أجهزة الدولة، وهو المسؤول عن الجزئية الرئيسية وهي “وقوع فيضان” في بعض أحياء المدينة، فهو محافظ من عام 2014 أي أمضى 5 سنوات في المحافظة، وهذه ربما المرة الثالثة أو الرابعة التي تشهد المحافظة فيضانات في عهده، وبالتالي السؤال الجوهري هو ماهي الإجراءات التي اتخذت لمنع حدوث هكذا فيضان!؟ ومن يتحمل مسؤولية تكرار حدوثه؟.

اقرأ أيضاً: التَنمُّر على الإصلاحيين – بلال سليطين

لاشك بأن مافعله المحافظ كفعل شخصي هو فعل إنساني شهم وهو شجاع بموقفه ونزوله وميدانيته، لكن هل هذا مكان المحافظ ودوره، هل يجوز أن يكون المحافظ هنا يعمل وأجهزة الدولة الأخرى بعضها يقوم بواجبه وبعضها يغفل واجباً آخر!؟.
هناك فرق كبير بين الإدارة المدنية والإدارة بخلفية عسكرية، موقع المحافظ بالمهام الموكلة إليه يحتاج مديراً قائداً إدارية وفريق عمل ومتابعة، وليس فرداً لوحده، والوجود في الشارع لابد أن يقترن بالمتابعة لأجهزة الدولة الأخرى المعنية في عملها، ليتحقق التكامل، فلايجوز أن نكون مهتمين بفتح الشوارع فقط دون الجاهزية لإنقاذ الناس!؟
كلمة حق إن مافعله المحافظ لايفعله محافظون كثر، خصوصاً من ناحية توقيت نزوله إلى الشارع ووجوده ومبادرته في الإنقاذ، لكن كان الدور الأهم هو الوقاية من حدوث هذا الأمر من أساسه أو الجاهزية للتخفيف منه فيما لو كان لابد من وقوعه.
كثيرون سيدافعون ويهاجمون الآن، لذلك لابد من القول إن القضية ليست “ابراهيم خضر السالم” بشخصه فهو “شهم شجاع” على الفعل الذي قام به، وإنما القضية هي مهام المحافظ ودوره ومسؤليته عن طوفان مدينة وغرق سيارات وتهديد حياة بشر، مسؤوليته ومسؤولية المعنيين معه من المكتب التنفيذي إلى البلدية والخدمات الفنية.
السؤال الأخير هنا.. ماذا لو لم يكن المحافظ موجوداً في تلك اللحظة… هل كان الرجل غرق لاقدر الله!؟.

اقرأ أيضاً: سوريا: مرحلة عصيان الهضم … بلال سليطين

تعليق شقيقة رجل الدين على الحادثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى