الرئيسيةسناك ساخريوميات مواطن

أبو سليم محتار: بشتري قميص ولا بروح سياحة بالراتب؟

حيرة أبو سليم ما طولت كتير.. دخلكن في حدا تاني محتار يجي يشوف الحل؟

سناك سوري – حسان إبراهيم 

يحتار “أبو سليم” والذي لقَّب نفسه بهذا اللقب، من باب التفخيم الشرقي، وليس لأن اسم ابنه البكر كذلك، فهو لم وربما لن يتزوج في ظل الأوضاع المعيشية التي يعيشها مع غالبية إخوته في الوطن، في أمره وهو يقف أمام واجهات المحلات التجارية، يتمعن النظر في الموديلات، دون أن يستطيع شراء ولو قطعة واحدة منها، فكيف إذا أراد كسوة كاملة من بنطال وقميص وحذاء ليحتفل بالعيد أو عند قراره الزواج!؟.

قرر “أبو سليم” وهو من “حمص”، بنهاية المطاف وبعد صفنات متتالية، أن يقزِّم حلمه بحسب الحاجة الشديدة، وقرر شراء قميص واحد فقط (ليش أنت طايل تشتري واحد لحتى تقرر!!)، ومن أجل هذه الغاية خرج باحثاً في الأسواق عن ذاك القميص، لم يعد الموديل هو الهم الكبير عنده، بل أصبحت تلك الورقة الموضوعة عليه بالدبوس هي الأهم، أرقام متقاربة من بعضها ومكررة في غالب الواجهات التي وقف أمامها وتصفَّن فيها، ولا حاجة ليطرحها بكل مرَّة يتنقل فيها من واجهة لأخرى، من راتبه الضخم الذي يتقاضاه من وظيفته الحكومية، ليعرف كم سوف يتبقى منه بعد شراء القميص (الحلم)، فالرقم نفسه وهو 7000 ليرة سورية فقط لا غير!!!!!!.

اقرأ أيضاً: أسعار الألبسة الشتوية ترتفع 3 أضعاف.. قرارات الحكومة بتدفي أكتر!

الحسبة بسيطة جداً.. لأن راتب “أبو سليم” بعد اقتطاع كافة الحسميات الضريبية والنقابية، ومعها التأمين الصحي وصندوق الوفاة (وهاد الأهم) يبلغ  43000 ليرة سورية (ليرة تنطح ليرة بلا حسادة)، وفي حال امتلك الشجاعة وزلَّت قدمه داخل أحد المحلات التي يتصفَّن بواجهتها، واشترى قميصه ذو اللون الكيوي على تركواز أو على سماوي (مشان الزهزهة وجذب أنظارهنَّ) والمسعَّر 36000 ليرة سورية فقط لا غير، فإنَّ الباقي يكون ما ذكرنا أعلاه، لتبدأ رحلة تصفُّن جديدة يسأل خلالها: ماذا سأشتري بالباقي؟!

قرأ “أبو سليم” على موقع سناك سوري ما صرَّح به وزير السياحة حول تشجيع السياحة الداخلية، وأسعار الإيجارات للغرف الفندقية والشاليهات المبالغ بها – بحسب تصريح الوزير – وخطر بباله أن يستمتع بقضاء عطلة العيد في الساحل السوري، والاستغناء عن فكرة شراء قميص العيد (رح يلبسه بالعيد وكل يوم بعده)، فبدأ بالبحث عن أرخص الأسعار، واحتار ما بين استئجار شاليه على البحر، أو النزول في أحد الفنادق ذات المستوى الشعبي (كما هو وصفها) ليجد أنَّ سعر الإقامة لليلة واحدة فيه هو 22000 ليرة سورية، أمَّا الشاليه في الشواطئ الشعبية تتراوح أجرته ما بين 75000-100000 ليرة سورية (فقط لا غير).

عاد “أبو سليم” إلى الصفن مرة أخرى فكلام الوزير الذي نفى وجود أرقام خيالية للإيجارات في المنشآت السياحية، والواقع الذي لمسه شخصياً، أجبره على ذلك، وخاصة عند مشاهدة أحد الإعلانات لمنتجع سياحي فخم على صفحته بالفيسبوك، والأرقام فوق الخيالية بالنسبة له، التي أرسلت إليه عبر الماسنجر بعد استفساره عن أسعارهم، واحتار ما بين استئجار سويت طابق أول بسعر 305000 وبين سويت في الطابق الثاني بأجرة 330000 لليلة الواحدة طبعاً، لأنه استبعد فوراً فكرة الإقامة في شاليه دوبلكس عندهم بما أنَّ أجرة الإقامة فيه 465000 بالليلة الواحدة، وهذا ما لا طاقة لديه أبداً على تحملها.

من حق ‘‘أبو سليم” أن يحتار في اتخاذ القرار، لكن عندما حسم أمره تذكَّر بأنه قد قبض راتبه قبل عشرة أيام ولم يتبقّ منه سوى بضع مئات من الليرات، وهذا ليس حاله وحده، بل هو حال كلِّ من يفكر بشراء قميص من أفراد الطبقات المهدودة.

اقرأ أيضاً: وزير السياحة: إيجار الشاليه لا يتجاوز 50 إلى 75 ألف ليرة

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى