الرئيسيةتقارير

النساء الريفيات في سوريا.. يشاركنَ الرجال العمل وقد لا يحصلنَ على مردود مادي

في اليوم العالمي للمرأة الريفية.. ملكة: الفقر بعمره ما تعدى على حدا

لا تنتهي أعمال النساء الريفيات في سوريا، عند حدود الأعمال المنزلية، فهنّ يشاركن الرجال العمل الزراعي. وبعضهنّ لا تجد متسعاً من الراحة طيلة اليوم.

سناك سوري-خاص

يبدأ صباح “ملكة محمد” 57 عاماً من ريف “جبلة”، بزيارة سريعة إلى البيت البلاستيكي لتتشارك مع زوجها وابنها. قطاف الثمار، أو العناية به من تسميد وإزالة الأعشاب الضارة وغيرها.

تنتهي السيدة الخمسينية من عملها هذا عند الـ11 صباحاً تقريباً، لتعود إلى منزلها، وتبدأ بإعداد طعام الإفطار. وتضيف لـ”سناك سوري” أن زوجها يساعدها أحياناً في غسيل أواني المطبخ. أو ترتيب غرف المنزل مشيرة أن زوجها تجاوز منذ زمن بعيد نظرة عموم المجتمع التي تستهجن عمل الزوج مع زوجته في المنزل.

الأعمال الزراعية لم تنتهِ بعد، مايزال هناك يوم حافل ينتظر السيدة الريفية. التي اختارت أن تعمل في مشتل زراعي صغير يمتلكه ابنها بالتشارك مع صديق له لكنّ بأجرتها اليومية. توضح: «بدأ ابني مشروعه هذا قبل عدة أعوام. وتعمل به كثير من جاراتي، فقررت في نفسي أن أعمل أيضاً فهو لا يتطلب الكثير من الجهد. إذ نجلس ونقوم بزرع الشتول الصغيرة. بينما نتناول القهوة والشاي وحتى المتة ونتسلى».

نساء يعملنّ بالأرض – سناك سوري

ترى “ملكة” أن العمل في المشتل أقرب ما يكون للتسلية. فالجارات هنّ نفسهنّ اللواتي اعتادت أن تجلس معهنّ. والأحاديث ذاتها فلماذا لا تستثمرها بالعمل والحصول على مردود مادي، تضيف: «هالأيام كتير صعبة، الغلا دبحنا وأي شغل بيطالع مصروف مو عيب نشتغلو فما بالك يكون مريح وقريب من بيتي ومع جاراتي».

تمضي السيدة الخمسينية نحو 4 ساعات بالعمل في المشتل الزراعي. لتحصل على قسط من الراحة قبل أن تبدأ بإعداد طعام الغداء لعائلتها المؤلفة من زوجها وابنها. بعد أن زوجت بناتها.

عند الساعة الـ6 مساءّ تحتفل “ملكة” بانتهاء أعمالها الزراعية، التي كانت تمتد حتى الساعة الـ9 مساءً في موسم قطاف التبغ قبل عدة أشهر.

تدخر السيدة ما تجنيه من أموال نتيجة عملها في المشتل الزراعي. كما أنها تحصل على جزء من موسم بيع محصول البيت البلاستيكي، سواء كان بندورة أو كوسا وغيرها. إلا أنها غالباً ما تستخدم مدخراتها في مصروف المنزل خلال الأوقات التي لا يوجد فيها دخل من الأرض لسوء الموسم أو خسارته أو حتى انتظار قطافه، كما تقول.

تُنهي السيدة الريفية حديثها لـ”سناك سوري” قائلة: «الفقر بعمره ما بيتعدى على حدا يا بنتي، الشغل موجود لكل من يبحث عنه».

ومثل “ملكة” غالبية جاراتها من النساء الريفيات في سوريا، اللواتي يعملن لساعات طويلة. ومعظمهنّ يعانين الفقر وسوء الأحوال المادية التي لا تترك لهنّ متنفساً للراحة رغم الحاجة لها نتيجة التقدم بالسن.

الفقر بعمره ما بيتعدى على حدا يا بنتي، الشغل موجود لكل من يبحث عنه ملكة محمد – تعمل بالزراعة

النساء الريفيات في سوريا .. نشاط دائم

تعلم الستينية “نور السعد” ابنة قرية الجوادية بريف الحسكة، تماماً كيف تنظم وقتها كما كل جاراتها الريفيات. حيث تبدأ معهنّ العمل منذ ساعات الصباح الباكر بإشعال النيران لإعداد الخبز كبداية ليوم شاق.

تقول السيدة الريفية في لقاء أجراه معها سناك سوري عام 2019. إن العمل لا يتوقف على الأعمال المنزلية، فهناك عمل الزراعة وتربية الأنعام إضافة للمشاركة في العمل الزراعي بمواسم الحصاد.

سيدات يعملن في الأرض-سناك سوري

الأربعينية “وضحه الخالد” من “اليعربية” في الحسكة، تقول إنّ يومها يبدأ قبل بزوغ الشمس، فتجهز الأغنام للخروج إلى المراعي. ثم تنظف الحظيرة الخاصة بالأغنام وتلك الخاصة بالطيور إضافة لأعمال المنزل. تحظى السيدة ببعض الراحة قبل عودة الأغنام التي تقوم بحلبها وتسخين حليبها لتجهيز اللبن ومشتقاته المختلفة.

تقول “وضحه”: «نعمل مع الرجال يداً بيد، وكثير من المرات نتحمل أعمال شاقة لغياب الرجل.. مستحيل أن يتوقف العمل لغياب الرجل».

ورغم كل ذلك التعب والسعي والعمل، فإن غالبية النساء الريفيات لا يحصلن على أجر من أعمالهنّ تلك. شأنهنّ شأن غالبية النساء اللواتي لا يحصلن على مردود مادي نتيجة القيام بأعمال المنزل. رغم أحقيتهنّ بالأجر لكونهنّ يمارسن أعمالاً مجهدة.

ويصادف اليوم الأحد 15 تشرين الأول، اليوم العالمي للمرأة الريفية. وتدعو الأمم المتحدة في هذه المناسبة إلى المطالبة بتكافؤ الفرص بين الجميع في الريف، داعية لعدم التمييز.

 

زر الذهاب إلى الأعلى