الرئيسيةيوميات مواطن

في “اللاذقية”.. نتنفس المعاناة ولا نزفر الخيبة!

واقع المدينة يقول إنها تحتاج لتغيير جذري في الإدارات الحالية وآلية تعيينها على أمل أن يكون الخلف أفضل من السلف!

سناك سوري-رحاب تامر

صرخة استغاثة أطلقها أهالي “اللاذقية” عبر منبر السوريين “فيسبوك”، يشكون فيها الواقع الخدمي المزري للمدينة، فهل حقاً تُسأل الحرب لوحدها عن تلك المشاكل، أم أن وراء الأكمة مساحات شاسعة من الإهمال والتقصير.

تتحدث الشكوى المتداولة بين أهالي المدينة عبر الفيسبوك، عن ساعات التقنين التي وصلت إلى 4 قطع واثنين تغذية بالإضافة لنصف ساعة قطع خلال وقت التغذية، ويزداد الأمر سوءاً في بعض الأحياء الشعبية داخل المدينة.

حتى أمطار الخير انعكست وبالاً على الأهالي، لتتحول بعض الشوارع إلى بحر لا ينقصه سوى مجمع سياحي لأحد المتنفذين، بينما تنشف المياه من عروق المجاري المائية في المنازل وتقطع لساعات طويلة، المياه ذاتها تتساقط من سقوف منازل السكن الشبابي الذي سُلم للمكتتبين بعد تأخر سنوات طويلة “والله يجعلو سكن”، لقد سرقوا الحلم قبل أن يبدأ.

أزمة الغاز الذي اضطرت وزير النفط “علي غانم” لزيارة المدينة ووضع حد لها، لم تشهد أي انفراج كما كان مأمولاً، جرة الغاز ماتزال حلماً بعيد المنال.

في “اللاذقية” أيضاً، الحفر والجور ربما تزيد عن عدد السكان والنازحين حتى، مع أن ملايين كثيرة فاضت عن ميزانية المحافظة العام الفائت، ناهيك عن القمامة التي لا تجد من يزيلها من شوارع “عروس الساحل”، (يعني حجة ما في اعتمادات واهية جداً ولن تبرر التقصير والإهمال الحاصل بحق أهالي المدينة).

المعاناة لا تنتهي هنا، فمشهد الطلاب والأهالي في كراج الإنطلاق خارج المدينة تحت المطر بدون وجود شماسي أو ميكروباصات يزيد الهم هماً فوق هم، ولا سبيل لمساعدتهم فهم كما سواد هذا الشعب (عليهم أن يدبروا راسهم من قريبو).

هموم الأهالي وتراجع القدرة الشرائية لديهم مع ارتفاع الأسعار الجنوني مؤخراً، دفعهم للتساؤل عن جدوى “تحويلة الحفة” التي انهارت بعد خمسة أشهر على تدشينها علماً أنها كلفت خزينة الدولة مليار و200 مليون ليرة سورية، حتى لجنة المحافظة للتحقيق في الأمر نامت عالسيرة، ولا من شاف ولا من دري.

في “اللاذقية” أيضاً، يتعطل الهاتف الأرضي ومعه تذهب خدمة الإنترنت لأكثر من شهرين والاتصالات مع المقسم تفشل بإرسال عامل التصليح، والحجج مستمرة (شي الطقس مطر، شي مافي ميزانية للتصليح، شي الكبل انسرق ولسه مااشترينا كبل.. لا تنضب أبداً الأعذار)، علماً أنك كمواطن لن تُسامح بقيمة الاشتراك الشهري للإنترنت (شو ذنب خزينة الدولة إذا المسؤولين مقصرين!!).

الأعذار حاضرة دائماً وأبداً في قاموس المسؤولين، كما في قرية “كرسانا” مثلاً التي أبدع رئيس بلديتها بطرح الأعذار، فبالنسبة للقمامة (السيارة معطلة وحنصلحها)، والحفريات (لا مافي غير وحدة وسكرناها)، والإنارة (مشكلتها مشكلة وتحتاج إلى صيانة)، والصرف الصحي (بيكلف 25 مليون وما معنا)، ليبقى السؤال، ما حاجة البلدة إلى رئيس بلدية طالما أن مشكلاتها لن تحل أبداً، (ولا القصة برستيج وقامت وخلصت).

ختاماً، في “اللاذقية” يبدو من مجمل كل ما سبق أن لا مسؤول “حابب يشتغل”، جميعهم أثبتوا تقصيراً واضحاً انعكس على مناحي الحياة في هذه المدينة التي باتت تحتاج ربما إلى تغيير كامل قيادات الجهات المعنية فيها (والله أعلم).

اقرأ أيضاً: مسؤولو اللاذقية كذبوا على رئيس الحكومة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى