رأي وتحليل

واقع اللاذقية المضلل: المسؤولون في اللاذقية يكذبون على رئيس الحكومة

واقع اللاذقية المضلل:

دُهش رئيس الحكومة د وائل الحلقي من روعة الحياة في اللاذقية، شوارع نظيفة وأعمدة منارة وكهرباء متواترة، ومواطنون سعداء، حتى ظن أنه جاء ليدشن منشآت ليست إلا ترفاً على أهالي هذه المحافظة التي وصلت للكمال.

معالي رئيس الحكومة؛ إن الشوارع التي رأيتها نظيفة كانت قبل يوم واحد تفيض بالقمامة وسماكة الغبار عليها أكثر من سماكة الجل على شعرات المسؤولين الذين استقبلوك بكامل أناقتهم.

هل لاحظت أن الشوارع مبلولة؟، هذا لم يكن مطراً ولا بعض الندي!!!!، إنها مياه الصهاريج التي انتشرت في الشوارع طولاً وعرضاً في حملة شطف مسحت كل الغبار عن الطرقات التي ستمر عبرها، لكنها لايمكن أن تمحو الشعور بالقرف من هذا الواقع في داخل كل مواطن في هذه المحافظة التي قطعت فيها المياه ليومين عن المواطنين بينما كانت الشوارع تفيض بها من أجل سيادتك. ما رأيته كان واقع اللاذقية المضلل فقط.

الأنفاق التي مررت بها هل شاهدت كيف كان السيراميك فيها يشبه المرآة!!! قبل يومين فقط كانت أشبه بالخنادق الترابية التي يحفرها المسلحون (تراب، غبار، حطام ..إلخ)، فهي تشبه كل شيء إلا أنفاق الخدمة العامة.

هل رأيت عمال النظافة باللباس الموحد الجميل، رأيتهم؟ أود أن أخبرك بأنهم يرتدون هذه الثياب لأول مرة، وأن رواتبهم كانت متوقفة قبل فترة وجيزة، وأن المحافظة كانت تشكي قلة عددهم، لكنهم ظهروا في يوم وليلى وكأن البلدية كانت قد خصصتهم لكي يكمنوا لك، فبدا كميناً ناجحاً جداً.

هل رأيت الكهرباء والأعمدة المنارة، هل رأيتهم؟ نحن لم نرهم إلا في حضرتك!!!! ونصلي كي تطيل المكوث عندنا فالخوف كل الخوف أن يحصل معنا كما حصل بعد آخر زيارة لك عندما حرمنا من الكهرباء لأيام وليالي، فكانت تزورنا ساعة وتغيب خمسة آنذاك، أما قبل يومين فقط فقد كانت تغيب عنا متواصلاً أربع ساعات وتأتينا ساعتين تنقطع خلالهما أكثر مما تأتي.

معالي الدكتور الحلقي هل رأيت الوجوه المبتسمة في استقبالك؟ رأيتهم؟ هؤلاء وجوه من استقبلوك فقط ولو رأيت غيرهم لكانت الوجوه مكفهرة من شدة الغضب، لماذا سيكون هذا سؤالك؛ إليك الجواب إلى جانب الأجوبة التي يمكنك استخلاصها مماسبق؟

اقرأ أيضاً: أسبوع الموضة في اللاذقية: خطوة نحو الاحتراف

هل رأيت الجامعة التي وقفت بجانبها في المشروع العاشر، رأيتها؟ المبنى الذي تم منحها إياه هو المبنى الذي كانت تحلم اللاذقية بأن يدخل حيز الخدمة فهو مبنى التدريب والتأهيل، نعم التدريب والتأهيل الذي تحتاجه هذه البلاد لكي تبني جيلاً مدرباً مؤهلاً يعوض الخبرات التي هاجرت وخسرناها.

هل تذكر جبلة التي مررت بها لتدشن فيها بكلفة ملايين؛ هل تذكرها؟ في هذه المدينة التي يقطن فيها ستمائة ألف نسمة لايوجد مستشفى حكومي منذ ست سنوات بعد أن تم هدمه لاعادة تشييده من جديد ووضعت بيدك حجر الأساس له عندما كنت وزيراً للصحة وكنت إلى جانبك حينها وأجريت حواراً معك أتذكره؟، هذا المستشفى لم يبنى بعد، يوجد فقط بناء صغير يمكن القول أنه مستوصف كبير يخدم كل هذا الشعب البسيط المحتاج لمستشفى ويعبر المسافات إلى اللاذقية حتى يتداوى.

معاليك هل رأيت المباني التي دشنتها للسكن، يوجد مئات المكتتبين منذ أكثر من عشر سنوات إلى الآن لم يتم وضع حجرة واحدة في أساسات البناء الذي سيضم منازلهم، بعد أن كانوا وعدوا منذ زمن بعيد بأن هذه البيوت هي للسكن الشبابي وقد باتوا في سن الكهولة ولم يحصلوا عليها.

معالي رئيس الحكومة إن مجموعة “جوهر” (مسلسل الخربة) التي رافقتك وانتظرتك لاتمثل هذا الشعب ولا يمكنها أن تتحدث باسمه، كان الناس يمنون النفس أن تجالسهم أن تأتيهم وحيداً أن تجول على قراهم وأحيائهم وتستمع لهم بدون كل هؤلاء الذين راقوك.

معالي رئيس الحكومة إن الصورة التي رأيت اللاذقية بها هي صورة كاذبة وصنعت فقط من أجلك وستزول عندما تغادر، هل تذكر هؤلاء الأطفال الذين لبسوا لباساً أبيض بانتظارك لكي تضع حجر الأساس لمبنى العدالة، هؤلاء غادروا حزانى ليس على العدالة الغائبة عن اللاذقية وإنما لسبب آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى