الرئيسيةتقاريرقد يهمك

“طرطوس” تحتفل بيوم السياحة العالمي بعد انقضائه!

“طرطوس” والسياحة.. هل يلتقيان أخيراً؟!

سناك سوري- نورس علي

تحتفل “طرطوس” باليوم العالمي للسياحة الذي يصادف في 27 أيلول من كل عام بإقامة المهرجانات والفعاليات والأنشطة السياحية، وتحضر هذا العام لإقامة مهرجان “أرواد السياحي” الأول في 29 أيلول أي بعد مضي يومين على المناسبة، هذا وكان الموعد المبدئي للمهرجان في العشرين من الشهر الجاري، وقد تم تأجيله لعدم اكتمال التحضيرات.

اقرأ أيضاً: انتقاد وزير السياحة يتسبب باعتقال صحفي في سوريا

مقالات ذات صلة

“طرطوس” والسياحة.. هل يلتقيان أخيراً؟!

تعتبر “طرطوس” إحدى أهم المدن السياحية في البلاد، تتميز بطبيعة جغرافية يتداخل فيها السهل مع الجبل والبحر، ومع ذلك فهي تفتقر للكثير من الخدمات السياحية والمنتجعات باستثناء عدد محدود يعرض عنه غالبية الشعب السوري لارتفاع أسعاره، ليبقى مكتمل الحجوزات خلال المناسبات والأعياد وفصل الصيف، في حين يبقى فارغاً معظم الأوقات الأخرى من العام.

مؤخراً، اتجه أهالي المحافظة السياحية للاستثمار في مجال الصناعات، خصوصاً الدوائية منها، وذلك لعدة أسباب أهمها مساحة الأراضي الصغيرة التي يمتلكها الأهالي المناسبة لمثل تلك المشاريع، وكون السوق الدوائية أكثر رواجاً من السياحية في بلادنا، فالمواطن الذي لا يملك دخلاً يكفيه لن يذهب باتجاه المنشآت السياحية، لكنه حتماً حين يمرض سيضطر لشراء الدواء، مع أن المنطق يقول إنه من غير المنطقي أن تستثمر أراضي سياحية لإنشاء معامل قد يكون مكانها الصحيح في المحافظات الأخرى التي لا تعتبر سياحية.

في المدينة السياحية، ما يزال أهلها ينظرون إلى شواطئهم كحلم “قد” يصبح حقيقة بعد وضع الشواطئ المفتوحة بالخدمة الموعودون بها منذ أكثر من 10 أعوام نهاية الصيف الجاري، في جنوب المدينة اثنان وواحد ثالث في مدينة “بانياس” التي يتميز شاطئها بكونه شاطئ رملي ممتاز للسباحة، إلا أن قلة الخدمات تجعل منه غير مهيئ بعد للاستثمارات السياحية، وربما هذا أحد محاسن الصدف الحكومية لأهالي المدينة الذين يجدون بها متنفساً مجانياً لهم خلال الصيف، بخلاف أهالي “طرطوس” الذين أودت المنتجعات السياحية المنتشرة على شواطئ مدينتهم بأحلامهم في زيارة البحر والسباحة به.

اقرأ أيضاً: عاملا نظافة لـ3 مناطق سياحية والسياحة “إلى البستنة في الصين.. در”

ولا ننسى ذكر المتنزهات الطبيعية الغارقة في انعدام الخدمات السياحية رغم توافد أعداد كبيرة من الزوار إليها أمثال غابة السرو والصنوبر في قرية “الجوبة” وكذلك محمية جبل “النبي متى” والمولى “حسن”.

من ناحية أخرى ترى الوزارة أهمية القلاع لا تقل عن أهمية المواقع الطبيعية حيث روجت لها عبر الكثير من الأفلام الوثائقية القصيرة، وكذلك حاولت الوزارة تقديم كوادر بشرية تخصصية بالعمل السياحي من خلال افتتاح كلية سياحة، ولكن تبقى النظرة قاصرة تجاه الفكر السياحي بالنسبة للخريجين فالغالبية يبحث عن وظيفة وليس عن استثمارات سياحية تبدأ بالمكتب السياحي، وما زاد الأمر سوءاً اندلاع الحرب وإقفال المكاتب السياحية القليلة جداً في الأصل.

واقع المدينة القديمة التي يفاخر مسؤولو المحافظة بها، متردي من حيث النظافة والخدمات المتوفرة، علماً أنها تعبر مشروع استثماري سياحي برأي مختصين بالشأن السياحي ويحتاج إلى عقول استثمارية تديره.

العقول الاستثمارية ربما لن تتعب نفسها بالاستثمار في المحافظة، أمام إهمال الخدمات في المناطق السياحية، وأبسطها الطرق التي توصل إليها والتي بغالبيتها ضيقة ومحفرة كالطرق الواصلة إلى “حصن سليمان” في “صافيتا” و”قلعة المرقب” في “بانياس”، وهما من أهم المواقع السياحية في المحافظة.

اقرأ أيضاً: مشاريع السياحة في “طرطوس” تأخرت 40 عاماً فقط!

أنشطة اليوم العالمي للسياحة 2018

تقول مديرة الترويج السياحي في “مديرية سياحة طرطوس” المهندسة “ليال يوسف” لـ”سناك سوري” إن الاحتفال باليوم العالمي للسياحة يتم سنوياً من خلال عدة أنشطة وفعاليات، منها على سبيل المثال “معرض المأكولات الشعبية” في قرية “المقرمدة” العام الماضي، والرسم والتلوين على الجدران لتحسين وتجميل بعض ساحات المدينة، بالتعاون مع الفرق الشبابية والجمعيات الأهلية، وإقامة حملات النظافة والمعارض الفنية، والمسير إلى بعض المناطق الريفية، بهدف الإضاءة على الأماكن السياحية والطبيعية في المحافظة.

تضيف: «بالنسبة لهذا العام نحتفل بيوم السياحة العالمي في جزيرة “أرواد” من خلال مهرجان “أرواد السياحي” الأول في ٢٩ و ٣٠ أيلول، بهدف إعادة الألق السياحي لها، ويتضمن عروض بحرية وسباق سباحة ومعارض للمهن اليدوية والفن التشكيلي ومعرض المأكولات الأروادية وحفلات فنية، وقد تم التحضير له بإقامة عدة حملات نظافة ودهان الجدران بمشاركة فرق تطوعية عدة».

المهرجان أعلن عنه خلال ورشة عمل أقيمت في أيار الماضي بحضور وزير السياحة ووزير النقل ومحافظ “طرطوس”، علماً أن أهم مشروع سياحي قد ينهض بالواقع السياحي في الجزيرة متوقف منذ سنوات، وهو مشروع الفندق ونادي اليخوت.

أخيراً وليس آخراً

تبقى المخططات التنظيمية المراعية للخصوصية السياحية من أهم العوائق للاستثمار السياحي المستدام، وكذلك التشريعات والقوانين التي حدت من تطور الواقع السياحي عبر المنشآت الضخمة في مختلف أرجاء المحافظة ومنها إعادة تأهيل قرية المنارة السياحية عبر شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، بقيمة 90 مليون دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى