هل يأخذ القانون حق الطفلة التي ارتفع أنينها ليومين قبل وفاتها دون أن تهتز مشاعر ملائكة الرحمة؟!
سناك سوري-جبلة
تتهم الأم “فداء حسون” مستشفى “الأسعد” وكادره بالإضافة لطبيبة الأطفال “حلا محمد”، بأنهم السبب وراء وفاة طفلتها ذات الـ8 أشهر التي دخلت المستشفى بسبب الإسهال لتخرج منه بعدة 3 أيام متوقفة القلب مُخلفة ورائها ذكريات مؤلمة لأسرة مفجوعة.
تقول الوالدة “حسون” في بث مباشر شاهده “سناك سوري” في “شبكة أخبار جبلة” الناشطة على فيسبوك: «توجهت لعيادة الطبيبة “حلا محمد” لمعالجة إسهال أصاب ابنتي “إيلينا”، أخبرتني الطبيبة أن الطفلة بحاجة لمستشفى كونها لم تقبل أن تتناول الشوارد التي تقيها من الجفاف، وألحت علي بدخول مستشفى “الأسعد” الخاص كونها طفلة والتعامل معها يحتاج عناية خاصة غير موجودة في المستشفى الوطني».
“حسون” تؤكد أنها أخبرت الطبيبة أنها لا تملك أن تدفع الكثير من النقود للمستشفيات الخاصة، إلا أن الأخيرة قالت لها: «لو كانت ابنتي لما أخذتها إلا لمستشفى خاص»، لتستجيب الوالدة لقرار الطبيبة خوفاً على ابنتها ذات الـ8 أشهر، تضيف: «وصلنا المستشفى بعد أن هاتفتهم الطبيبة بأن حالة إسعافية متوجهة لهم، إلا أن طبيب التخدير “وائل برهوم” وهو الوحيد المؤهل لفتح وريد كما أخبرونا لم يكن متواجداً، انتظرنا لعدة ساعات قبل أن يأتي ويفتح وريداً لـ”إيلينا”، إلا أن الأمور بدأت تسوء بعد ذلك حيث بدأ بطنها ويدها بالانتفاخ والتورم، ورغم مناشدتي الممرضات والطبيبة إلا أن الجميع كانوا يخبرونني أن الوضع طبيعي وعليّ ألا أقلق».
اقرأ أيضاً: بالتزامن مع مؤتمر الأطباء وفاة طفل بخطأ طبي في حلب!
الممرضات رفضن أن يتصلن بالطبيبة بسبب تأخر الوقت.. وفي الصباح فارقت “إيلينا” الحياة!
مضى يومان على الطفلة “إيلينا” دون أي تحسن يذكر، مع أنين لا يفارق صوتها وهو ما يوضح حجم الألم الذي كانت تعانيه، كما تقول الأم، التي تؤكد أنها لم تلقّ العناية اللازمة ولم يكن هناك سوى الممرضات غير المؤهلات مع غياب تام للاطباء حتى حين احتجات أحدهم عند الساعة الـ7 مساءً، تضيف: «كنت أشعر أن هناك خلل ما في الوريد، فقد كان الشاش حوله مليء بالمياه، الدكتورة والممرضات قالوا لي إنه مجرد تعرق لكن قلبي لم يكن مرتاحاً، حتى أتت إحدى الممرضات وفتحت وريداً جديداً، لكن معاناة طفلتي لم تتوقف».
الطبيبة “محمد” رفضت تخريج الطفلة في اليوم الثاني لكونها ما تزال ترفض تناول الطعام ومددت لها يومين آخرين، تضيف الوالدة”: «عند الساعة الـ2 ونصف ليلاً كان وضع طفلتي يزداد سوءاً أخرجت جوالي لأتصل بالطبيبة لكني لم أعد أملك رصيداً كافي، طلبت من الممرضات الاتصال بها اخبروني أن الوقت متأخر والأمور طبيعية وعليّ أن أنتظر حتى الصباح، وفي الصباح اتصلت بزوجي الذي أتى وأنا أريد ان أخرج طفلتي، هنا حضرت الطبيبة “حلا” وعندما رأت “إيلينا” قالت للكادر “شو عاملين بالطفلة”، بدأت أصرخ عليها وعليهم خصوصاً أن “حلا” لم تنتبه لطفلتي ولم تزرها وتعتني بها واكتفت بالمجيء لعدة دقائق تنظر إلى خروجها وتسألني عن طعامها».
اقرأ أيضاً: “حلب”: مريض عاش 6 سنوات مع قطعة شاش في بطنه قبل أن يفقد وعيه
بدأت الطبيبة بإعداد أوراق خروج الطفلة ونقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى “الأطفال” في “اللاذقية”، كان على الأهل والطفلة التي تصارع الموت الانتظار لنصف ساعة حتى يحضر سائق السيارة خصوصاً أن طبيب التخدير بدوره لم يأتِ بحجة أن لديه عملية قيصرية، تضيف الوالدة: «كانت الدكتورة تصرخ بالكادر الطبي للمستشفى وتقول لهم “شو عملتو بالبنت ماعاد إلي ثقة فيكن ولا بالمشفى ولا بالدكتور وائل”، قبل أن تحضر السيارة وأترجى الطبيبة “حلا” الذهاب معنا في حال حدث أمر ما على الطريق لكنها لم تقبل حتى أخبرتها أني سأعوض عليها بدل التأخير على عيادتها».
لم تكد السيارة تمشي بضعة أمتار حتى توقف قلب الطفلة التي كانت تعاني منذ 3 أيام، ارتاح قلبها الصغير ليملأ حزناً أكبر في قلب والدتها المفجوعة، التي تقول: «عادت السيارة بسرعة إلى المستشفى وبدأ الممرضون يجرون لها إنعاشاً بالضغط بأيديهم على القلب، وأنا أصرخ لك جيبو جهاز الصدمة، في حين أن الدكتور “وائل برهوم” كان يقول لهم “شبها إمها عمتصرخ زتوها برا”، بعد ذلك وضعوا الطفلة على الفراش والدكتورة تكتب ورقة وتقول لي بنتك ماتت».
اقرأ أيضاً: خطأ طبي يقتل أُمَّاً ويهدد حياة طفلها
صاحب المستشفى للوالدة المفجوعة: «إذا الدكتورة والممرضين مهملين ليش ما خرجتي بنتك»!
أتت العائلة لتخريج الطفلة التي كانت قبل يومين تنبض بالحياة ويتوجهون بها إلى مكان دفنها، لكن الوالدة كانت مصرة على الإدعاء ضد المستشفى والكادر الطبي، تضيف: «دفنت طفلتي وتوجهت إلى الشرطة قائد الشرطة استقبلني بالكثير من المودة ودمعت عيناه حين أريته فيديو ابنتي، وعدني بأن القانون سيأخذ مجراه».
تقول الوالدة “حسون” إنها استغربت مواقف صاحب المستشفى والكادر الطبي حين واجهتهم في قسم الشرطة، تضيف: «كان صاحب المستشفى “فواز الأسعد” يجلس مرتاحاً وقال لي باستهزاء “إذا دكتورة الطفلة مهملة والممرضات مهملين شو النا علاقة” وقال لي أيضاً “إذا إنت حسيتي بإهمال ليش ماخرجتيها أو طلعتي على بيتي يلي هو فوق المشفى وخبرتيني”، بينما كان “وائل برهوم” طبيب التخدير يضحك وقال “مو شغلتي افتحلا وريد”، بينما لم تتحدث الدكتورة “حلا” بأي كلمة».
والد الطفلة “آدم عجيب” قال إن طفلته ماتت ولن يعيدها أي تصرف إلى الحياة، لكنه مصر على المتابعة بالقضية من أجل الأطفال الآخرين، كي لا يغادروا الحياة ضحايا الإهمال، مؤكداً أن الطب أصبح تجارة للكثير من الأطباء والمستشفيات.
اقرأ أيضاً: في سوريا: أخطاء طبية قاتلة .. والعقوبات غائبة