الرئيسيةيوميات مواطن

“يحيى خضور” يحمل تجارته منذ 35 عاماً ويدور بها

“أبوكفاح” حمل عربة رزقه على رقبته

سناك سوري- نورس علي

على الرغم من وجود الكثير من بسطات البيع في حديقة “الباسل” بمدينة “طرطوس” إلا أن الشاب”مصطفى يوسف” يحرص على شراء حاجياته من بسطة “يحيى خضور” المعروف بـ “أبوكفاح” فهو لديه حسب رأيه  أسلوبه المقنع وقدرته على ترغيب الزبون بالشراء منه.

حياة “أبو كفاح” مع عمله الإضافي بدأت منذ مايقارب 35 عاماً تنقّل خلالها بين مرحلتين الأولى استمرت لمدة عشر سنوات حمل خلالها “الكشة” وهي الحمّالة الخاصة التي حضّرها بنفسه وحمل بها أغراضه على رقبته يتجول بين الحارات والمقاهي وعلى الكورنيش البحري، لكنه طورها فيما بعد إلى عربة صغيرة دعمها بالأسلاك الحديدية ويتجول بها في حديقة الباسل و يساعده في بعض الأحيان أبناءه بالعمل فهي بالنسبة لهم إرثهم الذي أمّن لهم حياة كريمة ولن يتخلوا عنه أبداً.

يمتلك الستيني “أبو كفاح” روحاً مرحة، وفي ذاكرته وعلى لسانه الكثير من قصص النجاح والإنسانية والحزن والفرح التي شكلت حافزاً كبيراً لدى البعض للتوقف عنده والاستماع إليها، ويضيف في حديثه مع سناك سوري:«أعدت منذ فترة تأهيل عربتي ودعمتها بأسلاك معدنية بنفسي لأستمر في العمل عليها فهي السند الوحيد الذي يساعدني لإعالة أسرتي المؤلفة من خمسة أشخاص».

اقرأ ايضاً:ياسر صيصان: آسف لأولئك الذين ينظرون للنصف المفقود من جسدي

رحلة عربة الكفاح التي تبدأ صباح كل يوم تنطلق من منزله في مشروع “الجمعية” بمدينة “طرطوس” باتجاه الحديقة ويتجول بها حاملاً مايمكنه وضعه على العربة من إكسسوارات ومسابح وعلكة وبسكويت وقداحات ومصابيح وغيرها وتستمر مايقارب 12 ساعة، وهنا يقول:«لا أتمسك بالسعر وأحاور الزبون وأتفاوض معه غايتي البيع الكثير ولو بربح بسيط، همي الأول كان ألا يحتاج أولادي أحد طالما أنا قادر على العمل وهم اليوم أسسوا حياتهم الخاصة بعد أن أكملوا تعليمهم».

ابتسامة لا تفارق وجهه

مجموعة واسعة من العلاقات الاجتماعية أسسها الرجل الهادىء الذي تبدو عليه ملامح الحيوية والنشاط فالأطفال منهم أصبحوا شباباً والشباب أصبحوا رجالاً أيضاً، وهنا يستذكر أنه بدأ عمله كبائع متجول بمبلغ 100 ليرة سورية منذ مايقارب 35 عاماً لكن الأسعار ارتفعت اليوم وفي حال رغب أحد بتأسيس عمل مماثل فهو يحتاج لما لايقل عن 20 ألف ليرة سورية، لكن يحز في نفسه أن نفوس الناس كانت مريحة أكثر وأسهل بالتعامل لكنه سعيد بمايحققه من مبيع في كل يوم يصل إلى مايقارب 1500 ليرة سورية.

أسس “أبو كفاح” علاقات صداقة مع رفاق المهنة وهو يشعر بالانعاج في كل يوم يمر ولايراهم فيه ويضيف:«ألتقي في كل يوم أناساً جدداً و أحاول أن أبني معهم علاقات خاصة ليصبحوا زبائن لدي، وهذا كان مجدي في كثير من الأحيان، فلدي زبائن في أرجاء الحديقة والمقاهي على الكورنيش البحري ويسألون عني في حال غيابي أو تأخري».

خلال عملية البيع والتفاوض مع الزبائن

حرفة البائع المتجول حرفة تكاد تنقرض في وقتنا الحالي لولا بعض القلائل جداً الذين مازالوا يعملون بها وفق ما أكده الباحث التراثي “حسن إسماعيل” حيث قال: «هذه الحرفة قديمة جداً وعمل بها قلة قليلة جداً في جميع الريف الساحلي مستخدمين فيها الدواب “الحمير”، وكانوا يجولون على مدار أيام طويلة في مختلف القرى الريفية البعيدة عن سكنهم بهدف بيع المنتجات التي يتسوقونها من المدينة، وخاصة منها زينة الصبايا والصابون المعطر والحاجات الخاصة في قرى دون أخرى، حيث تتم عملية البيع بالمقايضة في أغلب الأحيان، وهذا ما أحتاج إلى خبرة ومعرفة وأسلوب متفرد بالتعامل مع الناس، وأظن “أبو كفاح” تميز بهذا الأسلوب وإلا لما استمر وحافظ عليها».

اقرأ أيضاً:جريح الحرب “حمزة كناج” تطوع لصيانة كراسي زملائه المصابين

عربة البائع الجوال يحيى خضور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى