سوريا الجميلةشباب ومجتمع

ياسر أمين.. شغفَ بالأنتيكا فحوّل منزله إلى متحف تراثي

في منزله الريفي أكثر من /300/ قطعة نحاسية وخشبية تعود لمئات السنين

سناك سوري- نورس علي

يشبه منزل “ياسر أمين” من ريف مدينة “بانياس” المتحف التراثي، حيث جمع فيه مئات القطع النحاسية والخشبية التي يقدر عمرها بمئات السنوات، جمعها بحب وشغف وقدمها للعرض المجاني أمام سكان قريته وكل زائر، فهو ابن عائلة حرصت على جمع التراثيات وحفظها من الضياع.

ترتيب النحاسيات

يجمع “أمين” القطع التراثية من مختلف المناطق والمحافظات التي يزورها ويدفع من أجل شرائها المال محاولاً بذلك تحقيق حلم يراوده بحفظ التراث من الاندثار ولو بجهد فردي، ويضيف في حديثه مع سناك سوري:«غالبية الناس لا تقبل وجود الأدوات النحاسية في منازلها بعد أن كانت جزءاً من حياة الأجداد، فتسارع إلى التخلص منها وإرسالها لي فأحفظها من الضياع كبابور الكاز والنحاسيات الصغيرة والحلة الخشبية الخاصة بعجن الطحين و المكاحل والهاون والمصابعين والفازات والبنادق وحجارة الشطرنج النحاسية».

اقرأ أيضاً:أقدم فرن في طرطوس مهدد بالإغلاق بسبب ارتفاع الضريبة وعدم ملائمتها للدخل

جمع الأدوات النحاسية والقطع التراثية هواية ورثها “أمين” عن أبيه وجده حيث يقول:«أفنى والدي حياته في التجوال من قرية لأخرى يبحث عنها ويجمع كل ما يحظى به أو يرشده إليه الأصدقاء، وكذلك جدي الذي عمل كبائع جوال في مختلف المناطق ليترصد وجود القطع التراثية فيقتنيها، أما أنا أختلف عنهما بطريقة المحافظة عليها فهم اقتنوها كأنتيكة يمكن أن تصبح سلعة متداولة ويتاجروا بها، بينما أقتنيها أنا لحفظها من الضياع، رتبتها في مختلف أرجاء منزلي كصمديات تزيينية لا يحق لأحد تحريكها حتى زوجتي، ولدي في متحفي الصغير ما يزيد عن /300/ قطعة نحاسية وخشبية تعود لمئات السنين ولخلفيات تاريخية متعددة».

من مقتنياته

أسلوب المحافظة عليها وحمايتها من الضياع دفع الكثير من أصدقائه ومعارفه ومن يسمع به، لإرسال قطعهم التراثية التي يرغبون بإزاحتها من منازلهم لعدم تناسبها مع عصريتها لمنزله دون أن يطالبوا بثمنها، حيث يقوم “أمين” حسب قوله بالبحث عنها في الكتب والمراجع التاريخية للاطلاع على تاريخ نشوئها وإلى أي حقبة زمنية تنتمي وليشرح لزواره عنها، موضحاً أن عمليات البحث تكون غالباً في المساء بعد الانتهاء من أعماله الزراعية.

بدوره “مضر حسن” طبيب بيطري يزور منزل “ياسر” بشكل مستمر للتمتع بجمال التراثيات التي يحفظها يقول في حديثه مع سناك سوري:«إن زيارته لمنزل “أمين” أشبه برحلة اطلاع ثقافية حيث يمكنه التعرف إلى موجوداته ويتشارك معه عمليات البحث في الكتب و الأحاديث المتناقلة عن الأجداد التي تمكنهما معاً من تحديد أصول القطع والأعمال أو العادات التي ترتبط بها».

اقرأ أيضاً:بيدروسيان عائلة سورية تصنع الفخار منذ 450 عاماً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى