الرئيسيةحرية التعتيرسناك ساخر

“هذا العام سيكون عام الكذا والكذا “.. “المسؤول بيحكي” والمواطن “بيحط بالخرج”

تكررت كلمة “عام كذا” في التصريحات الحكومية مؤخراً.. قولكن هو تغيير لغوي كرمال روتين الوعود يتغير شوي وما يمل المواطن؟

سناك سوري – دمشق

مرة سيكون “عام السكك الحديدية” ومرة أخرى سيكون “عام البريد السوري”، وثالثة سيكون فيها “عام السياحة لذوي الدخل المحدود”، كثرت الوعود التي لم تأت نتائجها على قدر التطلعات رغم مرور النصف الأول من العام.

لو كان بمقدور العام 2019 أن يتكلم، لاشتكى من الأحمال الثقيلة التي وضعها المسؤولون فوق ظهره، وإطلاق التسميات يمنة ويسرة عليه، وآخرها كان عام البريد السوري بحسب ما أعلنته بالأمس المؤسسة السورية للبريد على صفحتها الرسمية على الفيسبوك في إشارة منها لحزمة الخدمات الجديدة التي أطلقتها.

وبينما عم الفرح عموم المواطنين الذين اعتقدوا أن وثيقة “غير محكوم” التي أطلقتها المؤسسة بالتزامن مع إطلاق موقعها الالكتروني، ستكون الكترونية، لترقى لمصاف الإنجازات بحسب ما توحي به التسمية، فإذا بهم يصطدمون بالواقع الأليم، وتنفي المؤسسة ذلك مبينة أنها تشبه وثيقة “غير العامل” معلنة أنها غير مسؤولة عما يفهمه الناس.

يرى كثير من المواطنين أن منح وثيقة غير محكوم في مبنى البريد، خطوة جديرة بإطلاق تسمية عام البريد السوري على عام 2019، وبناء عليه فإن الخطوة الأخرى قد تكون إلغائها تماماً من القاموس الحكومي!.

عام سياحة ذوي الدخل المحدود

هذا العام ستكون السياحة لذوي الدخل المحدود .. شعار رفعه اتحاد غرف السياحة خلال اجتماعه في “طرطوس” قبل فترة، بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن”، جازماً بتطبيق الشعار هذا العام، بالتعاون مع أصحاب الفنادق والمنشآت السياحية.

وبما أن التصريح “تازة” ولم يمض عليه كثيراً، وبما أن موسم السياحة لم يصل لذروته، لا يمكن تقييم الأمر منذ الآن، تطبيقاً لمعايير الموضوعية في التقييم، إلا أن “المكتوب مبين من عنوانه”، خاصة إذا عرفنا أن سعر الكبين الواحد في الشواطئ المفتوحة المخصصة للسياحة الشعبية في “وادي قنديل” مثلاً سيكون 10000 ليرة، لليوم الواحد، والذي يرى فيه ذوي الدخل المحدود رقم كبير خصوصاً أنه يماثل ثلث الراتب فقط!.

عام السياحة لذوي الدخل المحدود يعني بالنسبة لهم وبحسب رواتبهم أن يجدوا كابينات سياحية بسعر 1000 ليرة في اليوم الواحد، أو رفع رواتبهم لتصبح ملائمة لمبلغ الـ10000 ليرة المطروحة، وهذا يشبه “حلم إبليس في الجنة”.

عام انتهاء التهريب

“سوريا” ستكون دولة خالية من التهريب بنهاية عام 2019، هذ الشعار رفعته الحكومة في الشهر الثاني من العام الحالي، إيذاناً ببدء حملتها الشهيرة ضد المهربات، والتي تفاءل بها المواطنون خيراً، قبل أن تطالها انتقادات كثيرة فيما بعد من المحللين والمختصين، باقتصارها على صغار المهربين، وتمنّعها عن كبارهم، فضلاً عما سببته من ارتفاع بعض أسعار المواد ك “الفروج”، في وقتها، بحسب رأي الكثيرين.

الحملة همدت تماماً ولم نعد نسمع عنها شيئاً، على العكس عادت المهربات بقوة إلى البلاد، ويبدو أن حملة الحكومة ورغبتها بإعلان سوريا خالية من المهربات لن تكون أمراً واقعاً في نهاية العام.

اقرأ أيضاً: الحكومة تعد بإعلان “سوريا” خالية من المواد المهربة نهاية 2019

عام السكك الحديدية

هذا العام سيكون عام السكك الحديدية، بحسب تصريح “نجيب الفارس” المدير العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية لصحيفة “الوطن”، مع نجاح المؤسسة جزئياً في عدة مشاريع كانت قد أعلنتها، مثل إعادة رحلة قطار الحبوب من مرفأ “اللاذقية” باتجاه صوامع الناصرية في “ريف دمشق” بعد سنوات من توقفه، والعمل على إنجاز مشروع النقل بالربط السككي بين “سوريا” و”العراق” و”إيران”.

التفاؤل “الغريب من نوعه” و الذي يرافق المسؤولين دائماً (يا ريت لو يوزعوا منه شوي عالمواطن المعتر)، لم يبدأ في هذا العام، بل ظهر منذ أواخر العام الماضي عندما وعد وزير الكهرباء سكان “حلب” بعام كهربائي في 2019، وتحدث رئيس الحكومة “عماد خميس” عن عودة البلاد إلى ما قبل الحرب في عام 2019، وفق ما تم التخطيط له أثناء إقرار الموازنة.

إلا أن ما حدث تالياً كان عودة سوريا إلى أزمات بداية الحرب، فانقطع الغاز، ثم البنزين، واستمر التقنين الكهربائي قاسياً، قبل أن يعتدل حاله باعتدال الطقس.

عام الأزمات

بينما كانت الحكومة تغرق في أحلام عسل الوعود التي تطلقها، كان المواطن يعيش عام أزمة البنزين، وعام أزمة الغاز، وعام الريجيم القسري بغياب معظم الأكلات الدسمة، وعام خيانة البطاطا التي تعالت على المواطن في وقت من الأوقات وتركته وحيداً، وعام ارتفاع سعر الدولار، الذي سحق الراتب المسحوق بالأصل.

كان أيضاً عام التكتكة من البرد بغياب المازوت، وعام الطوابير، وعام الانتظار، وعام تخفيف الدعم، وللأمانة فقد فعلت الحكومة خيراً حين لم تأت على ذكر زيادة الرواتب (حتى بالوعود ما بقا يحلم فيها المواطن).

وبما أن العام لا يزال في منتصفه فإن بورصة الوعود بعام “الكذا والكذا” مرشحة للصعود، فيما لا يزال المواطن يردد  في كل مرة..  “اسمع تفرح.. جرب تحزن”.

اقرأ أيضاً: “سوريا”.. لصالح من تضيع الحكومة ربع مليار ليرة سنوياً منذ سنتين؟!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى