الرئيسيةتقارير

هذيان علي صقر على خشبة مسرح طرطوس: تعبير عن واقع السوريين

علي صقر يعود إلى المسرح بـ"صفر تكلفة".. ومصطفى سليم يُلوِّن السخرية

أخرجت مسرحية “هذيان – فتحة ضمة كسرة”، الناس من بيوتهم إلى بيوتهم، كما يقول كاتبها ومخرجها، “علي صقر”. معتبراً أن “هذيان” جزء من سوريا، أو ما تبقى من السوريين.

سناك سوري – تيماء يوسف

“صقر” الذي انقطع عن المسرح سنوات عديدة، عاد بمسرحية تشبه الحياة من على خشبة المسرح القومي في طرطوس. واختار موعداً لبدء عرضها اليوم العالمي للمسرح 27 آذار الماضي.

بالنسبة لـ”صقر” المسرح طقس اجتماعي جميل يضم الجميع. ومسرحية هذيان أخرجت الناس من بيوتهم إلى مكان يشبه بيوتهم. على حد تعبيره لـ”سناك سوري”.

نقل الواقع بكل مافيه وبطريقة غير مألوفة، هو ما أراده الكاتب، مضيفاً: «نافذتي تُطل على شارع، بشر، أمكنة و تواريخ أنقلها بشكل غير مألوف».

هذيان قُدِمَت بصفر تكلفة، فكل ما احتواه المسرح من ديكور و إكسسوارات كان إمّا من بقايا مسرحيات قديمة أو بدائل من إعادة تدوير للأشياء. الكاتب والمخرج علي صقر

وتقاطع العرض المونودرامي مع الواقع السوري حتى بتكاليفه. يقول “صقر” أن العرض أُنجز بـ “صفر تكلفة”. وكل محتويات المسرح من ديكور و إكسسوارات كانت إمّا من بقايا مسرحيات قديمة، أو بدائل من إعادة تدوير للأشياء كـ الليدات مثلاً الّتي صنعها بنفسه. وحتى الكهرباء لم تكن موجودة.

وبالنسبة للموسيقى فقد تعمّد “صقر أن تكون “صامتة” فـ:«ضجيج المولدات والباعة الجوالين هو الطاغي». كما تعمّد أن تكون بعيدة عن أي رتوش أو مونتاج أو استخدام للذكاء الاصطناعي وبأبسط الإمكانيات.

وأضاف أن «العمل من دون ذكاء اصطناعي، لأن المسرح لحم ودم وأحاسيس، وفعل ورد فعل مع الجمهور».

فترة التدريب كانت قصيرة وممتعة، بحسب “صقر”، مشيداً ببطل العمل الذي أدى دوره بكل حماس. مشيراً أن العرض المسرحي كان دعوة للحب والتسامح والأمان، ودعوة لسوريا الجميلة.

ويتمنى “صقر”، أن يجول العرض المسرحي على باقي المحافظات السورية. لكن ما ينقص لتحقيق هذه الأمنية هو الدعم المادي، غير الموجود حالياً.

العمل من دون ذكاء اصطناعي، لأن المسرح لحم و دم وأحاسيس، وفعل ورد فعل مع الجمهور. الكاتب والمخرج علي صقر

مصطفى سليم.. البطل الساخر

يقدم العرض نقداً ساخراً معتمداً على بطله الممثل الشاب “مصطفى سليم”. الذي حاول تلوين صوته بما يتناسب مع المشاهد. آخذاً الحضور إلى عالمه بحواراته مع ذاته ومع الشخصيات التي افترض وجودها بجانبه.

استطاع الممثل الشاب أن يقدم حالات اجتماعية متعددة. مجسداً الكثير من العواطف كـ الحب، الانكسار، الأمل و الاغتراب، وسطَ تفاعل الجمهور الذي شعر بأنه يرى بيئته لكن من زاوية المتفرج هذه المرة.

الفن و خاصة المسرح يحتاج وجود فئة الشّباب لينهض و يزدهر الممثل الشاب مصطفى سليم

وأضاف “سليم” لـ”سناك سوري”، أن قصة “هذيان” تدور حول شخص يمرّ بثلاث مراحل زمنية مختلفة. ففي الطفولة، يعيش أول قصة حب مع المعلمة. وصولاً إلى التمثيل والمسرح والحياة في المنزل، وإخراجه من عالمه الصغير إلى المجهول.

والمرحلة الثانية، تضمّنت السعي لتحقيق أحلامه، لكن شعوره الدائم بعدم جدارته ترك الكثير من النّدوب. والمرحلة الثالثة والأخيرة، شعرَ بطل العمل بأنه مرفوض من مجتمعه. واعتقد أن الجنون أصابه فلجأ للمصح العقلي كحل. ليكتشف في النهاية أنَّ هذا الحل فارغ مثل واقعه وأنَّ المكان الّذي هرب منه هو المكان الّذي ينتمي له.

زر الذهاب إلى الأعلى