تقارير

سوريا: أزمة بنزين خانقة تشهدها معظم المحافظات .. والحكومة لا يوجد أزمة

الحكومة عندها متعة بإنكار الواقع… حدا يعيرها النظارات بلكي بتشوف الأزمة وبتعترف مرة واحدة بسوء التخطيط والتحضير

سناك سوري – متابعات

بين وجود أزمة حقيقية على الأرض، في الساحل السوري ومحافظتي “حمص”، و”حماة”، وبين نفي حكومي يختبئ خلف أصابع وزراءه، تبدو أرتال السيارات الطويلة أمام المحطات، (على رأي الحكومة) كنوع من الفرجة والاستعراض ليس إلا، واحتفالاً بالبطاقة الذكية، وبقدوم العيد، ونعمة الإجازة الحكومية الطويلة للسوريين الذين يريدون قضاء الإجازة مع العائلة بكل فرح وحبور.

ففي محافظة “حماة”، يتواجد البنزين في كل مكان عدا المحطات، وهي معادلة حاولت صحيفة “الفداء” المحلية حل معضلتها، لتكتشف أن اللتر يباع ما بين 350 – 500 ليرة في “السوق السوداء”، وخاله “أبو زيد الهلالي” من يتمكن من تعبئة خزان سيارته بـ 20 لتراً من المحطات المزدحمة، التي اضطرت الجهات المعنية في المحافظة تكليف عناصر من “الشرطة” لتنظيم الدور فيها، ودوريات الرقابة التموينية لمراقبة حركة البيع في المحطات ومنع تعبئة البدونات، ولكن من دون جدوى أيضاً.
مدير فرع “محروقات” المهندس “ضاهر ضاهر” عزا الأزمة الخانقة «إلى زيادة الطلب على البنزين من سائقي السيارات العاملة في “حماة” وعلى خط “حماة – حمص”، والراغبين بالسياحة ما بين “حماة”، و”الساحل”، الأمر الذي استدعى تدخلاً من فرع  “محروقات” وزيادة الطلبات من 18 إلى 19 طلباً في اليوم، وكل طلب 22 ألف لتر». (السوريون قرروا هذه الأيام فقط السياحة، والمسافرين بين “حمص”، و”حماة” قرروا فقط هذه الأيام الصعود بالباصات والسيارات، كانوا قبل الأزمة ماخذينها مشي، أو على الدراجات الهوائية انتصاراً للبيئة).  وأكد مدير المحروقات أن الوضع تحت المراقبة (ما حدا إلو حجة فالوضع تحت السيطرة).
لكن جرأة أحد العاملين في “مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك” فضحت المستور، فقد اعترف أن «سبب الأزمة الخانقة يعود إلى فتح “خط التهريب” من “حماة” إلى “لبنان” حيث تباع التنكة هناك بـ 9 آلاف ليرة».
وفي “حمص” أكد ناشطون أن سبب الأزمة تهريب الوقود، وفساد الجهات الإدارية والرقابية بـ”حمص”، وقال الناشط “فهد حامد”: «الأزمة الآن في “طرطوس”، و”اللاذقية” بسبب تفعيل قرار “البطاقة الذكية”.. شوف .. كتير مشكلة تصدر “بطاقة ذكية”، وأنت غبي!! مو زابطة ..بدك تكون أنت والبطاقة أذكياء.. هيك قرار غير مدروس رح يزيد الأزمة .. دون أي ناتج إيجابي سوى خلق سوق سوداء جديدة».

ونفى “محمود صليبي” مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في “حمص” وجود أي “أزمة” في المحافظة، على الرغم من طوابير السيارات أمام المحطات، وقال بحسب موقع “حمص نيوز”: «إن ما يتردد عن وجود أزمة في مادة البنزين غير صحيح، وهي أزمة مفتعلة، وأن وضع المحطات جيد. وأن حالات الازدحام على المحطات ضمن الحد المقبول، والمحطة الوحيدة التي تشهد ازدحاماً كبيراً هي محطة “الشعلة” الحكومية نظراً لتوافر البنزين فيها بشكل مستمر».

وأكد المدير الواثق على ضرورة أن تتشدد الأجهزة الأمنية بمراقبة وملاحقة المهربين الذين يقومون بتهريب المحروقات، وخصوصاً عند المناطق الحدودية، كذلك تجار “السوق السوداء” الذين يقومون باحتكار كميات كبيرة من المحروقات وبيعها للمواطنين على الطرقات بأسعار مرتفعة. (يعني اعتراف كامل وصريح بوجود تلاعب وتهريب؟. بس الوضع جيد عزيزي متسول البنزين في “حمص”).

اقرأ أيضاً غداً انطلاق العمل بالبطاقة الذكية في اللاذقية .. نرجو ربط الأحزمة

 واليوم شهدت محافظة “اللاذقية” بداية العمل بـ “البطاقة الذكية” التي كانت وبالاً على البعض (عدا المتنفذين) حيث أكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك “أحمد نجم” لـ”شام إف إم” عدم وجود أزمة بنزين في “اللاذقية”، وأن الضغط الكبير هو نتيجة أعداد السيارات المضاعف التي تصل للمدينة في ذروة “الموسم السياحي”.وأضاف “نجم” الذي نفى الأزمة: «أنه تم طلب كميات إضافية من البنزين، وأنها ستصل خلال الساعات القادمة لتخفيف الازدحام على الكازيات، وتأمين متطلبات المواطنين القاطنين والوافدين».

الناشط “محمد خليل” حلّ الموضوع على طريقته الخاصة، وقال: «إذا بيعرفوا طريق التهريب ليش مابيكافحوه؟ أكيد إلهم حصة، والمهربين معروفين بالإسم، ومحميين كمان..  صح النوم يا مدير المحروقات».

الوضع في “طرطوس” لا يختلف نهائياً عن باقي المحافظات ونفس الردود الرسمية عن الاصطياف وأن المحافظة منطقة عبور، ولهذا عبّر “وائل إبراهيم” (مواطن) عن هذه الأزمة الطرطوسية الجديدة بالقول: «يلي افتعل الأزمة القرار الخاطئ بتطبيق البطاقة الذكية. نحن فلاحين عنا موتورات لرش الأشجار، وموتور لقص الحطب وحشاشات ومولدات؟. من وين منجبلا “بطاقة ذكية”».
وختم الطرطوسي “أبو تمام” تعليقه على الأزمة بالقول: «بكل “سوريا” تقريباً مو بس بـ”طرطوس”، والسيد مدير المحروقات فقط ما عندو زحمة، وهو عاجز عن قول الحقيقة».

الحبور الذي يشعر به المواطن في هذه المحافظات راجع أساساً لأنه التقى مع أصدقائه ومعارفه وأهله في الطرق الواصلة إلى المحطات، بعد غياب طويل عنهم بسبب انشغاله في ملاحقة (أفراحه اليومية مع الحياة)، أما التجار والمهربين وأصحاب الكروش الكبيرة، فلهم (الحبور) من قبض العملة الخضراء، وما في “أزمة” صدقوهم؟!.

اقرأ أيضاً في أزمة البنزين.. المحروقات لم تخفض المخصصات والمواطن يتساءل وين عمتروح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى