الرئيسيةسناك كورونايوميات مواطن

صيام المحرومين.. أي رمضان ينتظر السوريين في زمن كورونا؟

فتاوى حول الصيام وموسم درامي بدون مسلسلات.. كيف سيمضي السوريون شهر صيامهم؟

سناك سوري _ دمشق

يطرق رمضان أبواب السوريين، بعد نحو أسبوعين، على وقعِ تداعيات أزمة فيروس كورونا وما سبّبته من تغييرات في كافة نواحي حياتهم فهم يمضون معظم يومهم منعزلين في منازلهم ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة السورية لمواجهة هذا الوباء العالمي، ويمتد مفعول معظم هذه القرارات إلى موعد غير محدد بانتظار أي طارئٍ جديد يبشّر بزوال الخطر.

أهم المتغيرات التي ستواجه الشهر الكريم، هي الارتفاع الكبير في أسعار السلع لاسيما الغذائية منها، ورغم أن هذا الغلاء يرافق السوريين منذ سنوات لاسيما مع انخفاض قيمة الليرة السورية أمام القطع الأجنبي، إلا أن إجراءات حظر التجول وتقييد الحركة ساهمت أيضاً في هذا الارتفاع، خاصة وأن الغلاء يترافق مع تراجع في مستويات الدخل بسبب خسارة الكثيرين لجزء أو لكل مداخيلهم بسبب توقف معظم نشاطات العمل في مختلف المجالات.

اجتماع الغلاء وحظر التجول سينعكس على حركة السوق قبيل رمضان وخلال أيامه بعد أن كانت تشهد ازدحاماً ملحوظاً حتى في أكثر سنوات الحرب عنفاً، فقد اعتاد السوريون أن يتبضّعوا ما يحتاجون ويشتهون ضمن تحضيراتهم لشهر الصيام، إلا أن مشهد التحضيرات سيتأثر خلال العام الحالي حكماً بآثار كورونا والاحتراز منه.

اقرأ أيضاً:دراسة: تكاليف معيشة الأسرة في سوريا 430 ألف ليرة شهرياً

وبما تيسّر لهم من مؤن سيصوم المسلمون السوريون شهرهم بعد أن حسمت وزارة الأوقاف الجدل حول إجازة عدم الصيام بسبب الفيروس، حيث قال مستشار وزير الأوقاف “حسان عوض” الأسبوع الماضي أنه لا يجوز اتخاذ الفيروس شمّاعة لعدم صيام الشهر.

وأضاف “عوض” في حديث لإذاعة “المدينة” المحلية أن الصيام غير مضرّ خلال أزمة الفيروس الحالية، مبدياً تحفظ على ما قاله مفتي “مصر” السابق حول جواز عدم الصيام، وذكر أن وزارة الأوقاف السورية تواصلت مع الأطباء وأكدوا لها أن الإنسان السليم لا يضره الصوم فيما يعود القرار في الحالات المرضية للأطباء.

سيمضي الصائمون إذاً شهر رمضان في منازلهم أغلب أوقات النهار، وبينما اعتمدت وزارة الاتصالات نظام الباقات لشبكة الانترنت لن يجد الكثيرون مجالاً لتسلية أوقاتهم وإمضاء ساعات النهار بعد انتهاء باقاتهم المحدودة بسقوف الوزارة إلا في التلفاز.

ورغم ذلك فإن موسم كورونا الحالي لم يعفِ الدراما من التأثر بعواقبه، حيث أوقفت وزارة الثقافة الشهر الماضي كافة عمليات التصوير والإنتاج للأعمال الفنية لشركات القطاعين العام والخاص ضمن الإجراءات الاحترازية من الفيروس، وذكرت مجلة “هي” الفنية أن أعمال درامية بارزة كانت على قائمة انتظار الجمهور لمتابعتها في رمضان توقفت عن العمل خاصة أن التوقّف عن التصوير في “سوريا” رافقه أيضاً إجراء مماثل في “لبنان” ما عطّل قطاع الدراما بشكل شبه كامل.

وذكرت المجلة أن مسلسلات مثل “الهيبة” في جزئه الرابع و “شارع شيكاغو” و”بورتريه” و “سوق الحرير” توقفت تماماً بسبب القرارات الأخيرة، فيما ينتظر المتابعون شهر رمضان للتعرف إلى الأعمال التي نجَت من لعنة كورونا واستكملت مشاهدها قبل حلول الأزمة.

رمضان هذا العام سيكون مختلفاً عمّا عهده السوريون سابقاً، ورغم كل الظروف التي مرّت خلال سنوات الحرب وما رافقها من مآسٍ وانعكاسات كارثية على حياة الناس، إلا أن مشهد شهر الصيام المقبل يبدو مغايراً تماماً لكل ما سبقه، في حين لا تزال الآمال معلّقة على النجاة من أزمة الفيروس بأقل الخسائر واستعادة الحياة الطبيعية للسوريين الذي عانوا طويلاً خلال السنوات التسع الماضية.
يذكر أن السوريون بغالبيتهم يعيشون حالة حرمان من أبسط مقومات الحياة بسبب الحرب وتداعياتها على الواقع المعيشي إضافة لأزمة كورونا الحالية.

اقرأ أيضاً:كورونا..سوريون يستثمرون الحجر المنزلي بالغناء والموسيقى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى