الرئيسية

سوريا.. مدير مدرسة يتوجس من سلوك غريب للطالبات

ماذا فعلت الطالبات في مدرسة “ياسر كاسو”؟

سناك سوري – خاص

«طوبى للفقر يغسلنا» عبارة صغيرة اختصر فيها “عناد ديوب” مدير مدرسة “ياسر كاسو” في مدينة جبلة، واقع الحال، عندما فوجئ بمبادرة قامت بها عدد من طالبات مدرسته لمساعدة زملائهم المحتاجين للباس أو حذاء، ويقول إنه لم يستطع أن يمنع دمعته المخبأة في بئر قلبه من النزول، على حد تعبيره.

مدير المدرسة المختلطة للتعليم الأساسي – حلقة أولى- في مدينة جبلة “عناد ديوب” تحدث عن المبادرة العفوية للطالبات وقال لـ”سناك سوري”: «توجست منذ فترة أسبوع من أكياس تحملها بعض الطالبات ويقمن بإخفائها في الغرف الإدارية، ثم يعدن لأخذها لاحقاً»، يضيف «عند التدقيق تبيّن أنها ملابس وأحذية لزملائهم من الطلبة المحتاجين سيما الوافدين الذين يعانون ظروفا صعبة بعيداً عن منازلهم، طالبات من الصف الخامس والسادس بادرن إلى مساعدة زملائهن وأردن أن يبقى الأمر سرّاً تجنّباً لإحراج زملائهم».

مدير المدرسة عناد ديوب

يقول “ديوب” إنه فوجئ عندما رأى ما بداخل الأكياس التي سبق وأن توجس منها، ويضيف: «يجمعن في هذه الأكياس ما يلاحظن أن زملائهن بحاجته، ويسلمّنها للأنسة التي تضعها في الغرفة الإدارية لوقت الفرصة أثناء الدوام أو بعد انتهاء الدوام ليسلمنها لهم، طلبن عدم تدخلي و أنا احترمت ذلك، وإلى الآن لا اعرف اسم أي طالب حصل على حذاء أو لباس من زميلاته».

رفضت الطالبات أن يتم إظهار الموضوع والسبب وفق “ديوب” أنه «لديهن قناعة أن هذا الموضوع إذا ظهر إلى العيان سيفقد قيمته الروحية، لكني قلت لهم يمكننا أن نظهره لتشجيع البقية للقيام بأمر مشابه و نتحفّظ على ذكر الأسماء».

اقرأ ايضاً: “سوريا الخبز والملح” مبادرة لاستعادة “سوريا” ما قبل الحرب

في ظل الحرب لا تنفعنا سوى إنسانيتنا

المرشدة الاجتماعية “عبير عباس” علّقت على مبادرة طالبات مدرسة “ياسر كاسو” و قالت لـ”سناك سوري” إن «هذا الفعل دليل على الحس الإنساني لدى هؤلاء الطالبات، لقد عبّرن عن إنسانيتهن وقدرتهم على بناء علاقات سليمة فيما بينهم، لتنعكس بالكثير من الايجابية والروح التعاونية، ليتشاركوا همومهم ويحافظوا على المبادئ والقيم الانسانية في الجانب التعليمي».

مبادرة طالبات مدرسة “ياسر كاسو” تعود لتذكرنا دائماً أن الانسانية لابد لها أن تظهر مهما قست الظروف، وفي ظل الحرب بسوريا أثبتت المبادرات الإنسانية الحقيقية، أنها أكثر تأثيراً من الموازنات المليونية و الخطابات الرنانة و الخطط الخمسية و أقوى من دخان الحرب و دمارها.

اقرأ أيضاً: “ليرتنا عزنا”.. “نجوى” أجرت عملية لطفلها بـ”ليرة” واحدة في “درعا”

الأوضاع المعيشية الصعبة فرضت نفسها على الجميع بنسب متفاوتة، ما دفع البعض للتفكير بأي مبادرات من شأنها المساعدة “على القد”، وفق العبارة الشعبية، فإلى جانب مبادرة الطالبات السابق ذكرها، برزت مبادرة أخرى على بساطتها لا تقل أهمية، وتقوم على فكرة سندويشة الزعتر.

حيث تداول ناشطون عبر الفيسبوك منشوراً دعوا فيه الأهالي لإرسال المزيد من سندويشات الزعتر أو أي نوع آخر متوفر، لكون قسم كبير من الأطفال في المدارس باتوا يأتون بدون زوادتهم اليومية «لعدم قدرة أهاليهم عليها، وهالشي عم يدفع بعض هالتلاميذ الى طلب شقفة من سندويشة رفقاتهم، أو ينطروا رفقاتهم ليخلصوا ليكملوا الباقي و في بعض الأحيان للأسف عمر الطفل وجهله عم يدفعه حتى “يسرق” سندويش زميله».

يضيف المنشور المتداول أن مديرة إحدى المدارس (لم يذكر اسمها أو اسم المدرسة)، تداركت الوضع وقامت «بإحضار مرطبان زعتر وزيت وكل يوم بتجيب خبز وبيلفّو للتلاميذ اللي ما معهم أكل، واللي عددهم عم يتزايد يوم عن يوم».

المطلوب بهكذا وضع من كل أم وفق المنشور، أن تزيد من عدد السندويشات وفق استطاعتها وتخبر طفلها أن يمنحها لزملائه الذين لا يمتلكون طعاماً، حيث أن الفكرة تساعد الأطفال المحتاجين من جهة، وتعلم الأطفال المانحين قيمة المشاركة والإحساس بالآخر، من جهة ثانية.

اقرأ أيضاً: “سوريا الخبز والملح” مبادرة لاستعادة “سوريا” ما قبل الحرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى