الرئيسيةرياضةشباب ومجتمع

رامي دروبي… صوّب عدسته 40 عاماً إلى كرة القدم

الدروبي في الحرب نزح حاملا أرشيفه معه

سناك سوري – عمرو مجدح

بكاميرته الخاصة التي حملها متنقلاً بين المحافظات السورية لمدة تقارب أربعين عاماً وثق “رامي الدروبي” ابن مدينة “حمص” تاريخ الرياضة السورية والمباريات فيها على أشرطة فيديو واحتفظ بها في أرشيفه.

“الدروبي” المولود عام 1960 بدأ بتصوير المباريات بعمر العشرين عام 1980 يقول في حديثه لـ “سناك سوري” :«في العام 1973 انتسبت إلى نادي الوثبة ولعبت ضمن الأشبال ثم الناشئين وصولاً للشباب وكنت منذ طفولتي عاشقاً للتصوير رغم عدم دراستي له إلا أنني كانت هاوي للتصوير واكتسبت خبرة مع الوقت بالممارسة والتجربة».

لم يكن التصوير سهلاً قديماً مثل اليوم حسب “الدروبي”:« كانت عملية معقدة فيها الكاميرات مربوطة بالكابل للتصوير الحي عن طريق الفيديو وليس الأشرطة ونحتاج لسيارة سوزوكي أو طنبر ثم ننسخ ما تم تصويره على أشرطة، وكنت أذهب قبل المباراة بساعتين حتى أجهز الكاميرا والمنصب والمسجل وفي حال عدم وجود الكهرباء أخذ بطارية كبيرة».

رامي الدروبي

إلى جانب تصوير المباريات كان “الدروبي” يعلق عليها:«أضع السماعات على أذناي وأوجه الميكرفون نحو فمي وأبدأ بالتعليق ولم تكن مهمة سهله حينها، علماً أن التلفزيون السوري لم يكن يصور سوى المباراة النهائية في تلك الأيام وأغلب المباريات كانت تنقل عبر الراديو»، مشيراً إلى أنه لم يكن يأخذ أجرة التصوير من النادي فكان كلما صور مباراة يقال له  “النادي مفلس”، لكنه كان يحصل على أجرة لقاء تصويره اللاعبين وأهاليهم الذين صورهم بناء على طلباتهم وذلك لقاء 500-1000 ليرة سورية لكل صورة.

اقرأ أيضاً: حكايا الملاعب.. مشجعة نادي الساحل: التشجيع لا جنس له

يحتفظ “الدروبي” بالكثير من اللقطات الاحترافية لأهداف وغيرها من اللقطات المثيرة التي كانت تحدث خلال المباريات والتي مازال حتى اليوم الكثير من اللاعبين القدامى يطلبونها منه حتى يشاهدها أحفادهم، كما يحتفظ ببطاقات الاتحاد الرياضي التي حصل عليها من العام 1980 إلى 2019 ويوضح أن نادي الوثبة والكرامة اعتمداه كمصور وحصل منهما على بطاقة مصور لكنه لم يكن موظفاً ضمن الطاقم الإعلامي لأي نادي و كان عمله مستقل والبطاقات كانت فقط لتسهل تواجده في الملعب والتصوير بحرية.

اقرأ أيضاً: حكايا الملاعب.. خالد نعمة ابن العائلة الوحداوية يشجع الجيش

بعض من أرشيف رامي الدروبي

الأزمة والحرب السورية مرت على “مصور المباريات” وكادت تلتهم أرشيفه  لكنه حملها معه كأي قطعة من قطع أثاث منزله قبل أن يغادره عندما ساءت الأحوال واضطر لتركه، مؤكداً أن هذه الأشرطة بالنسبة له ذهب وكنز وبعضها ليس موجود حتى في التلفزيون السوري وعندما تحسنت الأوضاع عاد إلى بيته ومعه “كنزه” الأشرطة وكان ذلك في نهاية العام 2017.

يعترف “الدروبي” أنه لا يحب خاصية البث المباشر التي يستخدمها بعض أبناء الجيل الجديد لتوثيق المباريات ويبرر قائلا : «ما زلت أحب التسجيل بدقة عالية ومرتبة وبعدها أعود إلى غرفة المونتاج بكل شغف للعمل.

يعتب “الدروبي” على المسؤولين عن الرياضة السورية الذين لم يلتفتوا لما يملك من أرشيف غني يمتد إلى 40 عاماً رافق خلالها جميع الأندية السورية لافتاً إلى أن العصر الذهبي لكرة القدم السورية كان في العام 1987 يوم لعب المنتخب السوري في “ألعاب البحر الأبيض المتوسط” حيث يقول:« لا أنسَ يوم ربحنا على فرنسا 1/2 وقبلها كسبنا اليونان وصوت عدنان بوظو يعلق على المباريات كان ذلك حقاً العصر الذهبي أيام اللعيبة “وليد أبو السل، رضوان عجم، فواز مندو، عبدالله مندو، رضوان الشيخ حسن”».

اقرأ أيضاً: حكايا الملاعب.. مشجع المجد وحلم المنافسة لجمهور المخيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى