الرئيسية

ذكرى رحيل قائد الثورة السورية… رفض الزعامة والمناصب ودعا لثورة توحد كل السوريين

تبلغ الناس في 26 آذار 1982 أن قائد الثورة السورية الكبرى قد رحل تاركاً.....

أغمض “سلطان باشا الأطرش” عينيه للأبد في “القريا” مسقط رأسه و هو يحمل ذاكرة التاريخ السوري و أرشيف النضال ضد المستعمر.

سناك سوري _ محمد العمر

تبلّغ الناس في 26 آذار 1982 أن قائد الثورة السورية الكبرى قد رحل تاركاً إرث المقاومة لأجيال السوريين من بعده.

حين أذاع “الأطرش” للناس بيانه الشهير منادياً أيها العرب السوريون تذكروا تاريخكم….. إلخ. أشعل ثورة امتدت على طول البلاد و عرضها ضد المستعمر الفرنسي.

قاد “الأطرش” الثورة السورية انطلاقاً من “جبل العرب” ليوصلها إلى كافة المدن السورية دون استثناء. حيث أشعل “الأطرش” ثورة تتسع لكل السوريين و تنادي انتماءهم لأرضهم و وطنهم بعيداً عن التفرقة بين المناطق و الطوائف و العشائر و تواصل مع الثوار في كل المحافظات. مثل “ابراهيم هنانو” و “فوزي القاوقجي” و “حسن الخراط” و “الشيخ صالح العلي” و آخرين من مقاومي الاستعمار على امتداد الخريطة السورية.

اقرأ أيضاً :أحرق بيته لأجل الثورة و مات مفلساً!

كان “الأطرش” صلباً أمام محاولة الاستعمار الفرنسي عزل الجبل عن “سوريا” بتقديم عروض الاستقلال عن الوطن و إقامة دولة منغلقة عن المحيط السوري بزعامته فرفض بشدة.

قاد “الأطرش” عدة معارك ضد المستعمر الفرنسي و تواصل مع الثوار السوريين في باقي المحافظات. حتى امتدت الثورة إلى كل بقعة من “سوريا” و توالت هزائم المستعمر أمام ضربات الثوار.

و بعد عامين من المعارك و حصار الثوار الذين عانوا نقص السلاح و المؤن و كثافة القصف الفرنسي توقفت الثورة. بعد أن أجبرت المستعمر على إعادة توحيد “سوريا” التي قسمها إلى أربع دويلات.

نزح “الأطرش” نحو “الأردن بعد رفضه الاستسلام للمستعمر الذي حكم عليه بالإعدام قبل أن يعود إلى “سوريا”. بعد توقيع المعاهدة السورية الفرنسية.

شهد “الأطرش” جلاء المستعمر الفرنسي عن الأراضي السورية و أيد بعدها الوحدة مع “مصر” و رفض تولّي أي مناصب سياسية. عرضت عليه بعد الاستقلال و لم ينسَ رفقة السلاح و الثورة فقد زار قرى “الجولان” في وداع قائد ثورتها “أسعد كنج أبو صالح”. أحد أوائل المنضمين للثورة السورية الكبرى و الذي قاد النضال في “الجولان” باسم ثورة السوريين جميعاً.

أمضى “الأطرش” بقية حياته في “القريا” في محافظة “السويداء” حتى لحظة الوداع الأخيرة التي شهدها قرابة نصف مليون سوري. خرجوا في جنازته لتنتهي حياة قائد الثورة دون أن تنتهي ذكراه التي خلدها بكونه رمزاً وطنياً جامعاً لأبناء “سوريا” بكل أطيافهم.

اقرأ أيضاً :أول رئيس سوري بعد 8 آذار 1963 ودَّع الحياة في مثل هذا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى