الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

ابراهيم هنانو… أحرق بيته لأجل الثورة و مات مفلساً!

تفاصيل قد تودون معرفتها في ذكرى رحيل “إبراهيم هنانو” الثائر السوري الكردي الذي رفض إنذار غورو !!

 

سناك سوري _ محمد العمر

رحل “إبراهيم هنانو” بهدوءِ و طمأنينةِ بيتِهِ الريفي في قرية “ستي عاتكة” قرب” كفر تخاريم” بمحافطة “إدلب” في ٢١ تشرين الثاني ١٩٣٥ عن عمر ناهز ٦٦ عاماً.
لهنانو سيرة عكسية غير تقليدية، الرجل الذي يعرفه السوريون كبطل من أبطال الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي لم يكن يشبه النماذج التقليدية للثوار.
“إبراهيم ابن سليمان آغا هنانو” ذو الأصول الكردية كان أشدَّ حرصاً على سوريا من بعض العرب فلم يثنه نسبه عن الدفاع عن استقلال الأراضي السورية مرة أمام الأتراك رغم قربه منهم حيث تخرج من معهد الملكية الشاهانية الإدارية في “اسطنبول” و عُيّن موظفاً في الدولة العثمانية حتى آخر أيامها و وصل إلى منصب رئيس ديوان ولاية “حلب” لكن هذا لم يمنعه عن مواجهة المدّعين بأن “حلب” أرض تركية.
لاحقاً كان “هنانو” من الرافضين لإنذار “غورو” في حين قبله الملك” فيصل” العربي الهاشمي!
أتى “هنانو” من أسرة غنية فكان أبوه “سليمان آغا” من أثرياء” كفر تخاريم “و والدته من عائلة” الصرما “إحدى عوائل الأعيان في المنطقة، درس الحقوق في “اسطنبول” و تزوج من امرأة تركية و أنجب منها طفلين. هذه الظروف لا تنبّئ بميول ثورية أو دوافع للتمرد باهظة الثمن. موقع سناك سوري
لكن “هنانو” و مع بداية الاحتلال الفرنسي لسوريا قرر أن يتخلى عن حياته الوادعة المرفّهة و يتحول إلى مقاتل يخوض المعارك و يلوذ بالجبال و يحارب سلطة المستعمر بقوته الطاغية مقابل إمكانيات متواضعة للثوار.
استعمل “هنانو” نفوذه و صلاته بالأتراك لإمداد الثورة بالسلاح لكنهم سرعان ما انقلبوا ضده بعد اتفاقهم مع الفرنسيين، دفع “هنانو” ثمن قيادته للثورة في الشمال السوري مادياً و معنوياً.
الرجل الذي أحرق أثاث بيته على طريقة” طارق بن زياد” في إشارة إلى عدم التراجع عن القرار صرخ قائلاً« لا أريد أثاثاً في بلد مستَعمَر».
اشتد الخناق على ثورته فحاول زيارة” الشريف عبد الله” لطلب المعونة إلا أنه فشل في الوصول إلى شرق “الأردن” و انتهت ثورته حين اعتقله “الإنكليز” و سلموه للفرنسيين و استطاع بعدها أن يحصل على البراءة في محاكمة علنية. موقع سناك سوري
عيّن رئيساً للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية و بعدها أصبح زعيماً للكتلة الوطنية، و تعرض عام ١٩٣٣ لمحاولة اغتيال فاشلة نفذها واحد من عملاء الاستعمار.
بحلول عام ١٩٣٥ تدهورت حالة “هنانو” المادية و الصحية و وصلت ديون الرجل صاحب الثروة إلى أربعة آلاف و خمسمائة ليرة ذهبية لم يستطع سدادها من عائدات أملاكه لانشغاله بالسياسة، رغم ذلك لم يطلب “هنانو” معونة أحد و لم يقبض ثمن موقف بل دفع ثمن ثورته من ماله و لم يصنع ثروة باسم الوطنية.
و مع أواخر تشرين رحل بطلاً تاريخياً قبل أن يرى بلاده مستقلة و حملته الأكتاف إلى مثواه الأخير في “حلب” في المقبرة المسماة باسمه إلى الآن و أقيم بجانب قبره ضريح الجندي المجهول.
في العام ٢٠١٥ قامت مجموعة من مسلحي المعارضة بتحطيم تمثال “إبراهيم هنانو” في “إدلب” بعد سيطرتهم على المدينة التي يجهلون تاريخ بطلها.

اقرأ أيضاً :في فحص عضوية البعث.. سلطان باشا قائد حرب تشرين!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى