الرئيسيةشخصيات سورية

خالد بكداش النائب الوحيد الذي خالف الاجماع على الوحدة مع مصر

وصفه ستالين بالنسر العربي … وانشق كثيرون عنه وورثته زوجته بقيادة الحزب

سناك سوري _ دمشق

تصادف اليوم الذكرى السادسة والعشرين لوفاة الأمين العام للحزب الشيوعي السوري “خالد بكداش” أول شيوعي يصل إلى مقعد النيابة في “دمشق” بانتخابات 1954.

توفي “بكداش” في 24 تموز 1995، عن عمر يناهز 83 عاماً أمضى سنواته بمسيرة سياسية حافلة بالأحداث والأسماء والنجاحات والإخفاقات، فكان النائب السوري الوحيد الذي خالف الإجماع على قرار الوحدة السورية مع “مصر” عام 1958 وفضّل عدم حضور الجلسة والتوجّه إلى “موسكو” التي لم يعد منها إلا بعد سنوات على الانفصال وتحديداً عام 1966.

يشيع أنصاره أنه أول نائب شيوعي في العالم العربي رغم أن مصادر أخرى تدحض تلك المعلومة وأبرزها كتاب “الياس مرقص” “تاريخ الأحزاب الشيوعية في الوطن العربي”، لكن “بكداش” يمتلك سابقة أخرى بأنه أول من ترجم كتاب “البيان الشيوعي” إلى اللغة العربية.

انخرط “بكداش” في صفوف الحزب “الشيوعي السوري اللبناني” عام 1930 حين كان في الثامنة عشرة من عمره، وأصبح عضواً في اللجنة المركزية للحزب عام 1933، ثم انتخب أميناً عاماً للحزب عام 1937 وحافظ على منصبه حتى وفاته.

في العام 1935، شارك “بكداش” في المؤتمر السابع للأممية الشيوعية، ونال خلاله لقب “النسر العربي” الذي أطلقه عليه زعيم الاتحاد السوفييتي “جوزيف ستالين”، إلا أن اكتساب الصفات الستالينية جعل “بكداش” واحداً من أسباب تشرذم حزبه لاحقاً.

حيث شهد العام 1964 تفرّق الحزب الشيوعي السوري اللبناني، إلى حزبين استقل كل منهما في بلده وتزعّم “بكداش” الجناح السوري، ثم انضم إلى أحزاب “الجبهة الوطنية التقدمية” المتحالفة مع “البعث” الحاكم وأصبح عضواً في قيادة الجبهة عام 1972، ما أمّن له كذلك الفوز مجدداً بالمقعد النيابي عام 1973.

اقرأ أيضاً: بعد أن تم تعديله وإقراره… الحزب الشيوعي يناقش مرسوم الأوقاف “يطعمكم الحج والعالم راجعة”

في نيسان 1972 جاء انشقاق جديد في صفوف الحزب بسبب الخلاف مع “بكداش” قاده الثلاثي “ظهير عبد الصمد، دانيال نعمة، رياض الترك”، ورغم تراجع “نعمة” و “عبد الصمد” لاحقاً إلا أن “الترك” واصل انشقاقه وشكّل “الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي”.

وشهد العام 1979 انشقاقاً آخر قاده “مراد يوسف” تحت اسم “منظمات القاعدة”، ثم انشقّ “يوسف فيصل” عام 1986 وشكّل “الحزب الشيوعي السوري الموحد”، ورغم ذلك بقي “بكداش” في موقعه برئاسة الحزب.

الزعيم التاريخي للحزب الشيوعي اتهم بالديكتاتورية والسيطرة على الحزب وممارسة إجراءات غير ديمقراطية داخل الصفوف، وقد زاد الاتهام بعد وفاته حين تسلّمت قيادة الحزب زوجته “وصال فرحة بكداش”، ومن بعدها ابنه “عمار بكداش” الأمين العام الحالي، في حين فضّل صهره “قدري جميل” الانسحاب من صفوف الحزب تحت اسم “لجنة توحيد الشيوعيين السوريين” وشكّل لاحقاً حزب “الإرادة الشعبية” الذي يتزعّمه.

يعد “بكداش” واحداً من أكثر الأسماء السورية إثارة للجدل لناحية تناقض المواقف تجاهه، حيث يصعب إيجاد رأيٍ محايد تجاه تجربة “بكداش” التي حظيت بأنصار كثر بقوا في صفوف الحزب معتبرين “بكداش” زعيمهم التاريخي، وحظيت بمناهضين رأوا في “بكداش” سبباً في تشرذم الحزب الشيوعي وتفرّق أجنحته وإضعاف دوره.

اقرأ أيضاً: نائب شيوعي يدعو لإنصاف أجانب الحسكة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى