الرئيسيةيوميات مواطن

الدخان العربي (اللف) أكبر المستفيدين من “غلا الدولار”!

بعض أنواع الدخان المستورد وصل إلى 5000 ليرة للباكيت الواحد.. من شو بيشكي الـ”لف”!

سناك سوري – خاص 

استيقظت على خبر إقبال عدد كبير من المدخنين الذين أعرفهم نحو الدخان العربي والحمراء بعد ارتفاع أسعار الدخان المستورد الذي وصل إلى 5000 ليرة للباكيت الواحد في بعض الأنواع، وتذكرت صديقي الذي استبدل دخانه الأجنبي بالمحلي قبل أسبوعين بسبب الغلاء.

بالتأكيد خبر كهذا بات عاديا مع جنون الأسعار وارتفاع الدولار وما نعيشه من غلاء حمدت الله على نعمة أني من القلائل غير المدخنين في هذا البلد (كان راح ثلثي مصروف الشهر عليه) لكن التحقيق الصحفي والفضول لا يعرف مدخن وغير مدخن قررت أن أستغل الطقس الغائم باكرا قبل تساقط حبات المطر والتوجه نحو كراجات الفاروس الشهيرة في مدينة اللاذقية حيث تتواجد بسطات الدخان العربي.

شارع الكراجات مزدحم كالعادة بسطات متنوعة ومختلفة من ملابس مستعملة وزهور وأحذية وأدوات صيانة إلى أن وجدت مبتغاي قرابة الستة بسطات للدخان البلدي أو العربي خاطبت صاحب البسطة قائلا:

-منتعش سوقكم عالغلاء

هز برأسه موافقا ونطق بنعم، وبدأ بتعريفي بالثلاثة أنواع التي أمامه هذا ثقيل والآخر خفيف والثالث وسط وأما السعر فالكيلو بـ ٦ آلاف ليرة سورية تهربت من عروض البائع بالتدخين مدعيا العودة لاحقا وأني أختار أفضل الأنواع لصديق.

اقرأ أيضاً: “السويداء” عشرات الدونمات من دون محصول لعدم منح تراخيص زراعة التبغ!

البائع على البسطة الثانية قال الكيلو بـ٨ الألف ليرة لأن هذه النوعية فاخرة جدا (حسب وصفه) وأخرجها من مخبئ تحت الكرسي من بين تلك الأكياس الكثيرة، فهو لا يظهرها إلا للزبائن الخاصيين أمثالي، بينما لو يعلم حقيقة أني لا أعرف الفرق بين كافة الأنواع ربما كان ليجن.

أثار سؤالي المُلح عن سعر الدخان وبوحي بأني غير مدخن وعدم تجاوبي مع دعوات البائعين للتجربة بعض الشكوك والارتباك لدى أصحاب البسطات معتقدين أني من البلدية خاصة ذلك البائع الذي لملم بضاعته وهرب بعيداً، ما أثار حزني عليه وأسفي قليلا على اقتحامي لعالمهم بهذه الطريقة.

خلال متابعتي لمنشورات تناولت أسعار الدخان على مواقع التواصل الإجتماعي استوقفتني وأضحكتني مجموعة من التعليقات التي تعكس ظرافتنا السورية رغم المحن، يقول “الجنرال”: «بكرا بصادرو الدخان العربي»، وترد “بشرى”: «اقرف دخان بالعالم “…” قصيره هي أرخص شي هلا ب ٣٧٥»، أما “آمال” تقول : «بكرا بغلو سعر الحمراء لا تقولو لحدا عم تدخنو حمراء»، وتضيف “رهف”: «اي ممتاز شفتو شو طلعت سهله القصه هي انتصرنا اقتصاديا».

وتعقب “امرأة عزيز” قائلة: «من ساعتين شتريت باكيت اوسكار سعر الباكيت. 700 ليره,, حتى السم سعرو ارتفع» واشترك “ريان” و”سيزار” في الرأي والدعوة لتدخين الشاي وهي عادة اشتهرت بشكل بارز أثناء الأزمة خصوصا في المناطق التي تعرضت للحصار، يقول “سيزار”: «بالنسبة الي بنصحكن تلفّو شاي، 20 غرام شاي بتلف شي ٣ بواكي».

لم تخلو التعليقات من فكرة دعم المنتج الوطني، حيث يقول “ابراهيم”: «مدخن حمرا طويلة جديدة ولله منشان دعم المنتجات الوطنية.. وصار معي لحد هلق وجع بلعوم وضيق تنفس»، يضيف “عمار”: «بكون الواحد عم يدخن اجنبي بيقلب ع العربي بيمرض وبصير معو القلب وبروح عند الدكتور وبيطلع بدو دوا اجنبي بيشتريه وهيك بيرجع بيقوى الدولار “تيتي تيتي متل مارحتي متل ما جيتي”».
بكل الأحوال التدخين مضر بالصحة، فهل تساهم هذه الظروف المعيشية السيئة بدفع عدد من المدخنين للإقلاع عنه والتوفير على جيبوهم وحفظ صحتهم.

اقرأ أيضاً: مفارقة مضحكة: مزارع التبغ يدفع غرامات للحكومة بدل أن يأخذ منها ثمن محصوله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى