الرئيسيةشباب ومجتمع

اسطامو.. المدرسة غير آمنة أين يدرس أبناؤنا؟

هل نسيت التربية طلاب مدرسة حرف الهوى في اسطامو المنكوبة بالزلزال؟

لم تنجُ مدرسة طفلتي من زلزال الـ6 من شباط. حيث وبعد شهر تقريباً على الزلزال الذي حوّل قريتنا “اسطامو” بريف اللاذقية لقرية منكوبة. دُعينا إلى اجتماع في باحة مدرسة “حرف الهوى” الابتدائية اليوم الأحد، لتخبرنا الإدارة بأن المدرسة غير آمنة. ولا يمكن عودة الطلاب إليها.

سناك سوري-اللاذقية

أحد الحلول المطروحة خلال الاجتماع البحث عن منزل لاستئجاره ليصبح مدرسة جديدة. لكن غاب عن ذهن مديرية التربية أن القرية التي شهدت سقوط أكثر من 15 بناء سكني طابقي. وربما مثلها مهدد اليوم بالسقوط أو ينتظر الترميم، تخلو من أي عقار فارغ. وحتى من خرجوا من منازلهم لم يتمكنوا بعد من إيجاد البديل.

لم يخفِ كثير من الأهالي تخوفهم وحتى الشدّات النفسية التي يعيشها أطفالهم. وقالت إحداهنّ إن طفلها منذ ليلة الزلزال يعيش في الخيمة ويرفض دخول المنزل. وبالتالي لن تنجح بإقناعه الذهاب للمدرسة، خصوصاً إن تم استئجار منزل طابقي.

اقرأ أيضاً: راح شقا العمر.. لميس تُلقي نظرة الوداع على منزلها

تعددت الحلول التي طرحها الأهالي، لتشمل الحصول على 3 خيم كبيرة نوعاً ما، وتقسيم الدوام المدرسي وفق ما تراه الإدارة مناسباً. على الأقل لاستمرار تدريس المواد الرئيسية الثلاث، الرياضيات والعربي والإنكليزي، لكن المشكلة في ثمن الخيام ومن الذي سيتكفل بشرائها.

من بين الحلول كان نقل الطلاب إلى مدرسة “بسيقا” التي تبعد نحو 4 كم بشكل تقديري عن المدرسة. لكن تلك المدرسة أساساً سبق وأن عانت الطريق بالقرب منها من انهيارات ورغم أنها آمنة بموجب قرار لجنة السلامة. إلا أن مخاوف الأهالي ستمنعهم من إرسال أطفالهم.

تضاف إلى تلك المشكلة مشكلة أخرى لا تقل وطأة، وهي أجور المواصلات التي سيتكبدها أهالي في اسطامو لإرسال أطفالهم لتلك المدرسة. إضافة لتأمين المواصلات الكافية فإرسال مئات الطلاب يعني ضغطاً مضاعفاً على وسائل النقل الموجودة. وبالتالي قد لا يتسنى لكل التلاميذ الذهاب للمدرسة يومياً.

وهنا من الواجب تذكير الحكومة ولجنة الإغاثة أنه لا يوجد أحد في المناطق المنكوبة غير متضرر، الجميع متضرر لكن تتفاوت نسبة الضرر.

المؤسف الأكثر إيلاماً في هذا المشهد، أن هذه المشكلة من البديهي أن تكون مديرية التربية على علم بها منذ وقوع الزلزال. أي قبل شهر، وبالتالي كان من واجبها أن تبحث عن الحلول وتقدمها للطلاب وذويهم، لا أن تنتظر عودة الطلاب لتخبر ذويهم أن المدرسة غير آمنة ومن دون تقديم أي حل لهم.

يذكر أن قرية “اسطامو” تعتبر من أكثر المناطق المنكوبة تضرراً بالزلزال. الذي أودى بحياة نحو 54 شخصاً من أهلها بينهم عائلات كاملة.

اقرأ أيضاً: رفع سعر المازوت يفاقم المعاناة في سطامو المنكوبة بالزلزال

زر الذهاب إلى الأعلى