الرئيسيةيوميات مواطن

راح شقا العمر.. لميس تُلقي نظرة الوداع على منزلها

قصة قد لا تكون الأقسى في حكاية الزلزال.. لكنها تختصر حال سوريين كثر اليوم

تقف “لميس السعدي” 42 عاماً، أمام حطام منزلها لتلقي نظرة الوداع على “شقا عمرها”، فهي التي اقتطعت من عملها وعمل زوجها. النقود على حساب متطلباتهم الشخصية، ليدخرا على مدى 10 أعوام قبل الأزمة، مبلغاً مالياً قررا استثماره بشراء شقة سكنية في “سطامو” كونها قرية السيدة الأربعينية وأسعار العقارات فيها منطقية حينها.

سناك سوري-خاص

تمت عملية الشراء، ودفعت “السعدي” وزوجها نحو مليون ونصف ثمن الشقة على العضم، لتأتي المرحلة الثانية وهي الإكساء. تقول “السعدي” لـ”سناك سوري”، إنها باعت ذهبها كاملاً الذي اشترته من عملها بأحد المحال التجارية في مدينة “اللاذقية”. وجهزت المنزل، الذي بات صالحاً للسكن فتم تأجيره، للاستفادة من ريعه لتستطيع العائلة المؤلفة من زوج موظف وطفلين التنفس قليلاً في ظل الظروف المعيشية الحالية.

من اثار الزلزال على منزل في قرية سطامو\خاص سناك سوري

 

وتضيف أنهم دفعوا كل ما يملكونه في المنزل، بينما مايزال عليهم بعض الديون التي ركبت عليهم في مرحلة الإكساء، والتي كانوا يدفعونها من الإيجار الشهري للمنزل.

في غمضة عين، السيدة الأربعينية التي كانت قبل عام ونصف تنظف المنزل بعد انتهاء عمليات الإكساء، جازفت اليوم ودخلت المنزل مع زوجها وأشقائها لفك ما يمكن فكه. من النوافذ وخزن المطبخ والأبواب، وحتى المغاسل وكل ما يمكن حمله، في محاولة منها لتخفيف الخسارة قليلاً. وبيع ما يمكن بيعه من تلك المستلزمات وإغلاق الديون المترتبة عليهم على الأقل.

من اثار الزلزال على منزل في قرية سطامو\خاص سناك سوري

«كان هذا المنزل مخصصاً لي ولزوجي، حيث اتفقنا أن نمضي فيه بقية حياتنا، بعد أن يكبر ولدينا ويقررا الزواج»، تقول “السعدي”. وتضيف أنه منزلهم في حي المنتزه بمدينة اللاذقية، كان سيصبح منزل الزوجية لابنهم بينما تسكن مع زوجها في منزل القرية. لكن هذا الحلم لم يعد متاحاً اليوم.

ربما ما تعيشه “السعدي” اليوم لا يقارن بآخرين فقدوا منازلهم التي لا يملكون سواها، إلا أن السيدة الأربعينية نموذج عن متضررين كثر. بنوا منازلهم واشتروها على حساب مستلزماتهم الشخصية، ليفكروا بتأمين مستقبل أولادهم، فمن يعوض الجميع اليوم، أولئك الجميع الذين مايزال بعضهم يدفع أقساط قرض خاص بمنزل لم يعد صالحاً للسكن.

من اثار الزلزال على منزل في قرية سطامو\خاص سناك سوري
اقرأ أيضاً: قرض الترميم يشغل بال من فقدوا منازلهم ولا يملكون رواتب تُغطي القسط الشهري

زر الذهاب إلى الأعلى