إقرأ أيضاالرئيسية

ألف مبروك.. لا بل ألف ألف مبروك … هكذا استقبل الإعلام مسؤوليه الجدد

تملق أصحاب المناصب باقي ويتمدد

سناك سوري-لينا ديوب

ما إن يصدر قرار تكليف أحدهم لمهمة مدير دائرة أو مؤسسة، حتى تمتلأ صفحات الفيسبوك بصورته، مع سيل من المباركات، وكأنه حصل على بيت جديد، أو حذاء أو رحلة سياحية، أو أي جديد آخر في حياته الشخصية قد يسبب له بعض السعادة والفرح، متناسين أو معترفين أن مهمة المدير هي مجرد مكسب ومكان لتحصيل المكاسب، وليس تحد عليه مواجهته ليحقق إدارة ناجحة ومفيدة للمؤسسة التي يعمل بها ولمن يعمل معه داخل المؤسسة وعلاقتها بغيرها.

ولنا في التغييرات الإدارية التي حدثت في وزارة الإعلام قبل يومين مثالاً حياً، على كم التملق الذي تعانيه هذه الوزارة، حيث اختلط الحابل بالنابل، وامتلأت صفحات الفيسبوك الشخصية لأصحاب المناصب الجديدة بمئات المباركات والتهاني تفوق تلك التي حظي بها رابح الجائزة الكبرى في سحب يانصيب الإصدار الأول من هذا العام.

اقرأ أيضا : بالفيديو.. عضو مجلس الشعب قبنض: الطبل والزمر ضروري.. وأنا ضد أي حدا مابحب الإعلام..

البعض “ربما” يملك ملفاً كاملاً لصور ملتقطة مع الأشخاص الذين يشك بأنهم يوماً ما سيتدرجون في مناصب عالية وظيفياً، وهاهو ملفه اليوم يسعفه في اختيار الصورة المناسبة ومشاركتها مع صاحب المنصب الجديد وكأنه يقول للناس “انظروا أنا وهو خوش بوش”، وحين تغيير الشخص مستقبلاً فإن صاحب ملف الصور لن يكلفه الأمر أكثر من تبديل الصورة واسم الشخص مع الاحتفاظ بذات عبارات التهنئة والتبريكات.

وتضم عبارات المباركة التي ملأت ساحات “وغى” الفيسبوك تعداداً لمزايا الشخص وكأنه في بيئة وظيفية ومؤسساتية ستسمح له باستثمار خبرته وكفائته وماراكمه من تجارب، هذا إذا كانت موجودة، لأنه في مرات كثيرة يكون المعيار الواسطة والمحسوبية ونصف غرام كفاءة.

إن العلاقات الاجتماعية الودية ضرورية وهي جزء من الإدارة الناجحة، لكن هذا السباق على المجاملات المجانية يعكس خلل كبير في العلاقات الوظيفية وفي النظرة للإدارة.

اقرأ أيضا : في حمص معاقبة “مسؤولة” لأنها تحدثت للإعلام عن مشكلة

علما أنه في السنوات الأخيرة أصبحت المناصب عبئاً على بعض أصحابها، لأن المؤسسة أصلا تعاني تعثر وترهل وغياب أو نقص في الكادر المؤهل، بمعنى أن المدير الجديد لن يستطيع أن يرفع الزير من البير بسهولة، وهي فترة صعبة بسبب فوضى الحرب وآثارها السلبية الكثيرة.

أي أن ترك أحدهم لمنصبه يكون هدية تنعكس على صحته النفسية، لأنه سيرتاح من ضغوط عمل ليس بيده حلها ومواجهتها، ولنا في وزير الإعلام السابق مثال.

ربما كان على المجاملات أن تدور في فلك الأمنيات بالتوفيق في مواجهة تحديات الإدارة في هذا الزمن الصعب.

يقال أن التملق يحول المجتمع من مجتمع أفعال إلى مجتمع أقوال، وفي هذا الأمر السر الكبير وراء نجاح كل وزرائنا إعلامياً وفشلهم واقعياً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى