يوميات مواطن

أسبوع الموضة في اللاذقية: خطوة نحو الاحتراف

انطلقت، أمس الأول، فعاليات أسبوع الموضة في اللاذقية، وهو الثاني من نوعه، وكان من تنظيم «مجلس الشباب السوري» بمشاركة خليط من المصمّمين المحترفين والهواة، وقد تميّز بالجرأة في التصاميم والتنوّع بالموديلات والأقمشة إلى جانب الألوان.

سناك سوري – السفير – بلال سليطين

يُقام أسبوع الموضة في اللاذقية «خريف وشتاء» للسنة الثانية على التوالي ويُعَدّ منصة العرض الاحترافية الوحيدة في سوريا، وصلة الوصل بين المصممين السوريين والجمهور، وقد بدا في نسخته الجديدة أكثر نضجاً من حيث التنظيم والالتزام بالمعايير العالمية في المنصة والإضاءة والموسيقى.

افتتح العروض المصمم فريد أبو دراع الذي قدّم مستوى عالياً من الجرأة وبدت تصاميمه متمردة وغريبة عن المجتمع المحلي نسبياً. يقول أبو دراع إنه يتوجّه إلى المرأة الجريئة الباحثة عما هو مختلف وغير تقليدي، مؤكداً أنه في الموسم المقبل سيقدّم تصاميم رجالية جريئة أيضاً، موضحاً أن تصاميمه هذا العام تنوّعت بين الأقمشة الشفافة والتول والمخمل المطرز يدوياً.
التنوّع كان صفة غالبة على العروض، حيث قدمت عبير الترك نماذج مختلفة تماماً وبدت كأنها ترسم الربيع في تصاميها الخريفية والشتوية التي غلبت عليها الفساتين الواسعة كبيرة الحجم والغنية باللمعان والإشراق.

القائمون على اسبوع الموضة كانوا قد أطلقوا قبل فترة مسابقة بعنوان «تصميمي» تقدّم لها عدد من المصممين الهواة وقد اختارت لجنة التحكيم أفضل ثلاثة منهم وقدمت لهم منحة تشغيلية أنجزوا من خلالها مجموعة تصاميم شاركوا فيها ضمن برنامج العرض لأول مرة في حياتهم. يقول ميار سليمان، وهو الفائز الأول بمسابقة «تصميمي»، «حاولت أن أربط بين اختصاصي الهندسي وبين هوايتي في التصميم من خلال فساتين منكهة بألوان العمارة الدمشقية».

خبراء الموضة أعطوا التصاميم علامة إيجابية. يرى مؤسس «جمعية مصممي الأزياء» ماهر المهاجر أن هذا الحدث هام جداً قدمت من خلاله تصاميم بلمسات فنية ومستوى جيد من الشياكة، إلى جانب أفكار جديدة تسجل للمصممين، ما يساهم في ترسيخ ثقافة التصميم والأزياء في سوريا والبناء التراكمي لها.

العارضات مشين على البوديوم بثقة أكبر هذا العام على وقع موسيقى اختيرت بدقة وعناية. بدا التطور واضحاً لدى بعضهن فيما ظهرت أخريات بحاجة لتدريب أكثر وفهم أكبر للعرض وأساليبه. تابع الجمهور جيداً ما قُدّم أمامه وبدت على الوجوه الانفعالات السلبية والإيجابية مع كل تصميم.

اقرأ أيضاً: مسؤولوا اللاذقية كذبوا على رئيس الحكومة

هدف أسبوع الموضة بالنسبة للقائمين عليه هو دعم الشباب بشكل أساسي وتوفير فرص للمحترفين وتنشيط الحالة الاقتصادية في البلاد، وهم يدركون جيداً أن هذا النوع من الأنشطة قد يتلقى انتقادات نظراً لظروف البلاد. ويقول يوسف الحايك، وهو من منظمي الفعالية: «ندرك جيداً ظروف البلاد الصعبة، لكن أهدافنا تصبّ في خانة الخدمة العامة. أفضل ما يمكن أن نقدّمه للذين ارتقوا هو أن نحيا بفرح».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى