إقرأ أيضاالرئيسية

سوريا: امرأة ريفية تصدِّر المكدوس

في “سوريا” نساء مكنّ أنفسهن بأيديهن… اليوم الدولي للمرأة الريفية

سناك سوري_ نورس علي

استطاعت “سامية الخضر” أن تفتح خط تصدير عبر معارف وأصدقاء لبيع منتجاتها المنزلية وأهمها المكدوس ما بين “بانياس” و “فنزويلا” بقدراتها الفردية بينما عجزت الحكومة الموقرة التي تمتلك كل الإمكانيات عن تصدير الفائض الكبير من موسم الحمضيات إلى “روسيا” فالخلاف على جودة العملية التصديرية وسوء عمليات التوضيب والفرز منذ عامين دفع السورية للتجارة العام المنصرم لدعم جزء قليل من المنتج وشرائه من المزارعين وتوزيعه على المواطنين المتضررين من الحرب.

“سامية الخضر” سيدة ريفية آثرت أن تكون مُكافِحة في زمن الحرب لتؤمن مصدر دخل لأسرتها، ولكن تمرسها على صناعة المؤن المنزلية لم يشفع لها لتحتفل باليوم الدولي للمرأة الريفية الذي يصادف 15 تشرين الأول من كل عام، فهي لم تنتظر مناصرة من أي جهة حكومية جاهرت دوماً بالاحتفال بهذا اليوم وافتتاح دوائر وشعب لتمكين المرأة الريفية، إلا أن عجزها عن الدعم المادي الذي تحتاجه المرأة الريفية لتكون فاعلة في مجتمع يحتفل دوماً لمجرد الاحتفال الظاهري فقط، كان هو الأبقى.

توظيف الطبيعة ببراعة الموروث

هي أيضاً وظفت الطبيعة التي تحيط بها وزرعتها بالنباتات اللازمة لصناعة المؤن المنزلية الشتوية منها والصيفية، بهدف توفير احتكار الأسعار من قبل التجار وتوفير بعض التكاليف عليها والأجور المضاعفة على الزبون، وهذا حقق لها نجاح أدخلها اليوم أغلب منازل الناس بمنتجاتها، كسفيرة المائدة الحسنة.

ولم تكن الحرفية “ريم حماد” الشابة المقبلة على الحياة أقل نجاحاً حيث وجدت نفسها على الأرض بين المحتاجين للرعاية دوماً قبل أن تقرر توظيف مهاراتها فطورتها وأتقنت حرفة صناعة الهدايا من أسلاك النحاس والاكسسوارات التزيينية والمنزلية، وافتتحت سوق تصريف خاص بها يعتمد على المعارف والأصدقاء والمعارض الفردية والجماعية، بينما الجهة الرسمية المعنية بهذه الريفية كتمكين بقيت خارج التغطية بكونها اختصت لنفسها الترويج والتثقيف فقط وتوجيه الدعوات للمشاركة بالمعارض بعيداً عن الدعم المادي والتوسع بالمشروع.

واللافت أن معرضاً يفتتح اليوم في حديقة “تشرين” بـ”دمشق” تشارك فيه كحرفية متمكنة، هو احتفال بدولية التمكين للمرأة، لكن لا يعول عليه بكونه للترويج فقط وليس لاستثمار طاقتها ودعمها فيما بعده، علماً أن في مثل هكذا معارض تتم عمليات تسويق خجولة.

“ريتا ناصيف” وظفت مكونات البيئة الريفية وصنعت الشنكليش والسمن البلدي ودبس الرمان وتحتاج للتسويق خارج نطاق قريتها المراح في ريف بانياس. فهل يعول على دولية هذه الاحتفالية بفتح أفق تصريف بكونها متمكنة من خبراتها وصناعة المنتجات الريفية.

يذكر أن دائرة المرأة الريفية في مديرية زراعة طرطوس تعمل على حوالي 200 مشروع متنوع الاختصاصات لتمكين المرأة الريفية في “طرطوس” بحسب مصادر من داخل مديرية الزراعة، وهو عدد قليل مقارنة بعدد النساء المهتمات بتمكين أنفسهن ذاتياً ولا يلقين أي دعم  من الجهات الحكومية.

اقرأ أيضاً: تمكين المرأة السورية مصفوفة متكاملة أم استعراض للعضلات الذكورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى