أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

وعود تنموية من الرئيس السوري لأهالي حلب .. والمدينة تواجه تحديات خدمية وأمنية

انقطاعات طويلة للكهرباء والمياه والانترنت .. حوادث أمنية مستمرة وحملة مرورية لضبط فوضى الشوارع

كشف محافظ “حلب” “عزام الغريب” عن لقائه أمس في “دمشق” بالرئيس السوري “أحمد الشرع” الذي حمّله رسالة خاصة إلى أهالي المدينة.

سناك سوري _ حلب

وقال “الغريب” عبر إنستغرام إن اللقاء كان فرصة ثمينة لعرض واقع المحافظة من جميع النواحي، بما فيها الفرص والتحديات والآمال والطموحات، مضيفاً أن “الشرع” حمّله رسالة لأهالي “حلب” مفادها أن المحافظة ستبقى العمق التاريخي والثوري والاقتصادي لـ”سوريا”، وأنه مهتم وعازم على تقديم كل ما يلزم للنهوض بواقع المحافظة.

وأكّد المحافظ أنه تلقّى وعوداً محفّزة في عدة مجالات مثل الصناعة والنقل والزراعة والرياضة والمشافي والاستثمار والخدمات، مشيراً إلى أنه عاهد الرئيس السوري ببذل كل ما بوسعه لتكون حلب درع سوريا ومنارتها الاقتصادية.

ما هو واقع حلب؟

لا تبدو مهمة “الغريب” سهلة في المحافظة التي تعيش واقعاً خدمياً متردياً، ففي وقتٍ ارتفعت فيه وتيرة الوعود بزيادة ساعات الكهرباء في “سوريا” إثر بدء ضخ الغاز من “أذربيجان” عبر “تركيا” نحو “سوريا” واعتماد محطة “حلب” الحرارية كأولى مستقبلي الغاز في البلاد، فإن عدد ساعات وصل الكهرباء في المدينة لا زال عند حدود 6 ساعات يومياً كحد أقصى، علماً أن مناطق واسعة من أحياء “حلب” الشرقية لا تزال خارج نطاق الكهرباء النظامية بسبب الدمار الذي تعرضت له البنى التحتية خلال سنوات الحرب، ويعتمد سكانها كلياً على “الأمبيرات” التي تثقل كاهلهم مادياً حيث يصل معدل سعر الأمبير الواحد إلى 55 ألف ليرة أسبوعياً.

أما واقع المياه في المدينة فليس أفضل حالاً من الكهرباء، حيث تتكرر معاناة الأهالي مع المياه خلال فصل الصيف، وقد بلغ معدل انقطاع المياه 8 أيام قطع مقابل يوم ونصف وصل، في ظل زيادة حاجة الأهالي للمياه صيفاً، وارتفاع أسعار الصهاريج إلى معدلات تفوق قدرة السكان.

وقد عانى أهالي “حلب” من انقطاعات طويلة في المياه خلال الأشهر الماضية حين اندلعت مواجهات بين “قسد” وفصائل “الجيش الوطني” حينها، في محيط سد “تشرين”، الأمر الذي يتخوف الأهالي من تكراره اليوم بعد حدوث مناوشات وقصف متبادل بين “قسد” والجيش السوري على محور “منبج” شرق “حلب” أمس، والحديث عن وصول تعزيزات إلى محيط سد تشرين الذي يعتبر المورد الأساسي للمياه إلى المدينة.

من جانب آخر، شهد الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الحالي انقطاعات متكررة وطويلة للانترنت الأرضي، وضعف شديد في الانترنت عبر شبكات الموبايل، دون توضيح سبب هذه الانقطاعات التي طالت مدينة “حلب” فقط دون غيرها من المحافظات.

وخلال الأشهر الأولى من العام الجاري، عانى سكان “حلب” من انقطاع الانترنت عن أحياء كاملة لفترات طويلة جراء تعرض كابلات الانترنت للسرقات الممنهجة، التي كانت تقطع الخدمة عن مناطق واسعة وتحتاج عدة أسابيع إلى أن تقوم مؤسسة الاتصالات بتركيب كابلات جديدة عوضاً عن المسروقة.

الواقع الأمني في حلب

أمنياً، وعلى الرغم من تراجع معدلات الجرائم التي كانت تقع بشكل شبه يومي في مدينة “حلب” خلال الأشهر الماضية، لا سيما جرائم القتل التي كانت تقع تحت عنوان استهداف “شبيحة” النظام السابق، دون الوصول إلى مرتكبيها، فإن الواقع الأمني لم يصل إلى مستوىً آمن بعد.

حيث شهدت المدينة يوم الخميس الماضي هجوم مسلحين على منزل في حي “كرم الميسّر” وإطلاق النار على سكانه ما أودى بحياة مواطن يدعى “أبو حسن دباغ” وإصابة الشاب “محمود كرمو البكار” بجروح نقل إثرها إلى المشفى، وتداولت صفحات محلية مقطعاً مصوراً لمواطن من الحي قال أن منفذي الهجوم كانوا عناصر من “شبيحة” النظام السابق.

كما خسر الشاب “محمد نور طرطور” حياته إثر رصاصة خرجت أثناء مشاجرة في حي “الخالدية” بحلب يوم السبت الماضي، ما دفع أهالي الحي في اليوم التالي للخروج بمظاهرة طالبوا فيها بنزع السلاح العشوائي ومحاسبة المجرمين وإعادة الأمن للشوارع.

تفعيل المخالفات المرورية

وبينما شهدت شوارع “حلب” خلال الأشهر الماضية فوضى مرورية واسعة أدت للعديد من حوادث السير، واختناقات مرورية غير مسبوقة وانتشار كبير للمخالفات بالتزامن مع قلة أعداد شرطة المرور، فقد أعلنت محافظة حلب إطلاق حملة ميدانية لضبط المخالفات المرورية مع زيادة أعداد عناصر شرطة المرور المنتشرين في المدينة.

وكشفت المحافظة عن نتائج حملتها خلال الأيام العشرة الماضية، حيث قامت بحجز 773 دراجة نارية، و1169 سيارة و87 ميكروباص لعدم وصولهم لنهاية الخط، و107 ميكروباصات لتغيير خط سير المركبة، و102 ميكروباص لتطبيق ركاب خارج المركز، مع تنظيم أكثر من 2238 ضبط مخالفة متنوعة.

في المقابل ورغم الواقع الصعب، فقد انطلقت عدة مبادرات محلية من فرق ومنظمات المجتمع المدني في “حلب” بهدف المساهمة في تحسين الواقع الخدمي، مثل حملات تنظيف الشوارع وإضاءتها ليلاً، ورفع الأنقاض في بعض الأحياء، وذلك بالتعاون والتشاركية مع “محافظة حلب”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى