الرئيسية

52 عاماً مضت على نزوحهم.. نازحو “الجولان” لا بديل عن العودة

بعض القضايا لا تموت بالتقادم.. ومن ينسى أرضه وبيته وسنوات تعبه!

سناك سوري _ محمد العمر

حين خرجت العائلات السورية من “الجولان” عشية حرب حزيران 1967 لم تكن تعلم أن نزوحها سيطول عقوداً طويلة دون أن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم.

52 عاماً مضت عليهم بعيداً عن حقولهم ومحاصيلهم وقمحهم، كبرت فيها أجيال لم تعرف من “الجولان” سوى ذكريات الآباء والأجداد الدافئة، كبر الأطفال على حلم العودة، وهم نفسهم يربون أطفالهم اليوم على هذا الحلم.

تشير التقديرات إلى نزوح 140 ألف مواطن سوري من أصل 153 ألف من سكان “الجولان” المحتل أثناء نكسة حزيران، انتشر الجولانيون لاحقاً في “درعا” و”دمشق” وريفها وأمضوا تغريبتهم الطويلة تحت مسمى “نازحي الجولان” بينما استمر حلم العودة يراودهم رغم طول السنين.

أهالي “الجولان” المحتل لم يستسلموا يوماً لفكرة النزوح، حلم العودة مايزال يراودهم يستحضرونه كل عام في ذكرى الإضراب الشامل على قرار الاحتلال الإسرائيلي عام 1981 ضم “الجولان” الذي احتله عام 1967، فيقودون مسيرات العودة رغم كل المخاطر المتمثلة باستهداف قوات الاحتلال لهم.

اقرأ أيضاً: “الجولان” حديث مواقع التواصل الاجتماعي بعد تغريدة “ترامب”

مع حلول العام 1974 بعد حرب تشرين 1973 التي أدت إلى استعادة بعض القرى المحتلة مثل “بئر عجم” و”بريقة” و”الحميدية” ومدينة “خان أرنبة”، أخذ حلم العودة شكلاً آخر مع عودة سكان تلك القرى إليها بشكل تدريجي بعد تحريرها.

توارثت أجيال النازحين اسم “الجولان” وحلم استعادة تلك البيوت التي غادروها على عجل تحت قصف الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثمّ سياسة التهجير القسري الممنهج التي اتبعها الاحتلال في القرى التي اغتصبها عنوة.

وعلى الرغم من أن “نازحي الجولان” لم يتلقّوا دعماً إعلامياً عالمياً مناصراً لقضيتهم طوال العقود الماضية باستثناء الدعم الإعلامي المحلي إلا أنهم لم يتخلّوا عن فكرة الانتماء لـ”الجولان” والتمسّك بالهوية السورية والشعور بأن تلك الأرض لا زالت تنتظر أبناءها وترفض محتليها.

تحضر اليوم صورة “الجولان” لدى أهله المهجرين وهم يشهدون محاولات تشريع احتلاله والقضاء على أملهم بالعودة إلى أرضهم، ينسى العالم مأساة آلاف النازحين الذين نهب الاحتلال الإسرائيلي أرضهم وحقهم بالحياة، لكن أهالي الجولان لاينسون أرضهم.

اقرأ أيضاً: “سوريا”: قرار “ترامب” يجعل من “واشنطن” العدو الأول للعرب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى