حرية التعتير

مخيم تل البيعة المنسي: أطفال يبحثون عن أحلامهم في القمامة

مئة عائلة نازحة تعتمد على الله في النجاة من مأساتها.

سناك سوري – متابعات

لم تستطع إحدى السيدات القاطنات في مخيم “تل البيعة” بمحافظة “الرقة”، الوصول إلى واحد من المشافي القريبة منها، لتضع حملها على الطريق، ما أدى إلى موته بعد أيام قليلة، لينضم إلى جنين آخر، مات بنفس الطريقة، بسبب نقص الخدمات الطبية، والصحية في المخيم الذي يضم 100 عائلة، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

عدد كبير من الأطفال، النازحين من “ريف دير الزور”، و”حمص” يركضون في أرض المخيم الصحراوية، وهم حفاة، وتأكل الشمس أجسادهم بعد أن وجدوا أمامهم مساحات للعب، دون أن يعبئوا بضربة شمس أو لسعة عقرب. ولكن تحول التفتيش في القمامة إلى لعبة آخرى بعد أن عجزت كل المنظمات الإنسانية عن احتواء أحلامهم الصغيرة، فباتوا عرضة للمرض والأوبئة.

بنى الرجال قبل تركهم لعوائلهم من أجل البحث عن لقمة العيش، خيامهم من أكياس الخيش والشراشف كي تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء الذي ينتظرونه بتوجس وخوف، خاصة أن قليلاً من المطر، يحول حياتهم لجحيم قاتل كما ذكرت وكالة أنباء “هاوار”.

وذكرت الوكالة عن سكان المخيم: «أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم وجود مصب لمجاري الصرف الصحي، و”حمامات” نظامية، ما يجعل النازحين يقضون حاجتهم في العراء، ما ينذر بانتشار الأمراض والأوبئة بين النازحين وخاصة الأطفال ومنها ظهور مرض “اللشمانيا”».

غياب المدارس، والخدمات الأساسية، حول عشرات الأطفال إلى مرضى بحاجة ماسة للعلاج النفسي، والدعم الاجتماعي، فلا ألعاب مناسبة، ولا ترفيه، ولا قصص تنسيهم ظلمة الليل بلا كهرباء أو تلفاز، ولا ثياب تقيهم البرد القارص، لا طفولة.

وتتجاهل المنظمات النظر في حال المخيمات العشوائية، فيما يعتمد النازحون فيها على العمل ضمن الحقول لتأمين مصدر للعيش، بينما يقدم “مجلس الرقة المدني” سلة شهرية لا تكفيهم سوى 15 يوماً.

“الحرب السورية” جعلت آلاف السوريين من المنسيين، فلا “حكومة” قادرة على الوصول إليهم، ولا منظمات تعتبرهم من النازحين، ما يجعل أجيالاً من الأطفال السوريين خارج نطاق الجغرافية والحياة.

اقرأ أيضاً كارثة إنسانية في مخيم الركبان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى