الرئيسيةسناك كورونايوميات مواطن

كورونا وداعش يحرمان أهالي دير الزور من جني محصول الكمأة

كيف تأثر محصول الكمأة بـ “كورونا” .. وأين تباع الكمأة اليوم؟

سناك سوري – فاروق المضحي

انخفضت مبيعات “علي المحمد” من الكمأة في شارع “الوادي” بمدينة “دير الزور” هذا العام مقارنة بسابقه وذلك نظراً لتهديدات كورونا وداعش.

الطلب على الكمأة تأثر أيضاً هذا الموسم حسب ما أكده البائع، فالناس اتجهت نحو تأمين مستلزمات الحياة الأكثر ضرورة فالكمأة باتت من الكماليات عند الكثيرين، موضحاً أن أسعار المادة في أسواق “دير الزور” تشهد تبايناً وتتراوح بين ١٥٠٠ و٤٥٠٠ ليرة للكغ حسب نوعها وجودتها وحجم الحبة.

موسم الكمأة الذي يرتبط ظهوره بالبرق والرعد هو مصدر رزق للكثير من أبناء “دير الزور” حيث كانوا ينتشرون مثل هذا الوقت من السنة في البادية للبحث عنها وبيعها، حسب ما أكده”علي الحمدان” من أهالي قرية “الشميطية” والذي تأثر بالإجراءات الاحترازية وقرار منع التجول بين الريف والمدينة فلم يعد بالإمكان التوجه إلى البادية للبحث عنها أو تسويقها فانحصر بيع المحصول في القرى و بعض مراكز المدن مثل “البوكمال” و “الميادين” و “العشيرة” .

اقرأ أيضاً:سوريا: أهالي تدمر يجنون الكمأة بعد انقطاع طويل

كورونا ليست السبب الوحيد في إبعاد أهالي الدير عن محصولهم حسب “الحمدان” حيث يقول:«على الرغم من عدم تسجيل أي حالة وفاة هذا العام بسبب مخلفات الحرب في البادية، إلا أن الألغام من مخلفات داعش أودت بحياة الكثيرين في موسم الكمأة العام الماضي والناس يخافون من خطر وجود ألغام لم تنفجر بعد، إضافة للخوف الذي زُرع في نفوسهم بعد خبر المجزرة التي ارتكبها مسلحو داعش بحق ثمانية مدنيين كانوا يبحثون عن الكمأة في الرابع من شهر نيسان الجاري».

للكمأة سوق خاص في منطقة “الشولا” شمال شرق “دير الزور” كان يشهد في سنوات سابقة بازارات خاصة بالمحصول ليتم تسويقه إلى محافظات أخرى أهمها “دمشق” حسب حديث المدرس المهتم بالتراث الديري “صالح خلوف” لـ سناك سوري، لكنه اليوم شبه فارغ إلا من أعداد قليلة من المواطنين والباعة على حد تعبيره، موضحاً أن الكمأة فطر بري ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمتر تحت الأرض ويتراوح وزنها بين 30 إلى 300 غرام، لكن الأسواق السورية شهدت ثماراً بأوزان وصلت إلى 2 كغ، وله أيضاً أنواع منها الأسمر أو الحرقة، والزبيدي أو الشيوخ.

صالح خلوف

تفنن أهالي “دير الزور” في تحضير طبخات مختلفة من الكمأة حسب الباحث “خلوف” حيث يفضله البعض مسلوق أو مع البيض ويطهوه آخرون مع اللحمة وآخرون مع الكباب وانتشرت مؤخراً طريقة لتفريزه وطهيه في الشتاء.

كورونا و داعش حرما أهالي “دير الزور” هذا العام من التمتع بربيعهم لكنهم متأملون بالنجاة من كورونا ومن مخلفات داعش ليعودوا إلى طقوس حياتهم اليومية ويستعيدون مصادر رزقهم.

اقرأ أيضاً:أبو سائر بائع الحظ في زمن الكورونا

الكمأة الأسمر في أسواق دير الزور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى