إقرأ أيضايوميات مواطن

“كشاشة ذباب” مكافأة عودته للوطن

بعد 20 عاماً عاد الدكتور بالكيمياء إلى وطنه

سناك سوري-رام أسعد

تفاجأت العائلة بقرار الدكتور “حسان”، ابن عم السيد الوالد العودة للوطن (هونولولو) بعد عشرين عام قضاها في بريطانيا، التي أكمل فيها دراسته العليا ليصبح برفسوراً لامعاً في الكيمياء.

عشرين عاماً قضاها الدكتور “حسان” بالغربة لم يأت خلالها ولو ليوم واحد إلى البلد، حتى زوجته، التي كان يحبها في فترة الجامعة أرسل أهله لطلب يدها، وجعلهم يرسلونها إليه بالطائرة..

اجتمعت العائلة لاستقبال الدكتور “حسان” وتهنئته بالسلامة والاحتفال به، وأثناء خروجنا سأله الوالد:«ابن العم، يعني عشرين عام منقطع (قولة سعدون الجابر)، وش ذكرك بينا!؟، يعني العالم عم تهرب انت بترجع!؟».

أجابه الكيميائي المنحدر من هونولولونيا “حسان”:«اشتقت يا ابن عمي اشتقت، وبالوقت هاد البلد بحاجة ولادها، يلي فيه يرجع ويقدّم ما لازم يتردد».

شعرت بأبي لحظتها أنه يريد أن يطلق ضحكةً تصل إلى لندن.. لكنه تمالك نفسه وسأله:«طيب شو بدك تشتغل!؟ بيجوز تضل دهر قبل ما يلاقيلوك شاغر يليق بشهادتك وتباشر (عطاء)».

ابتسم “حسان” وقال:«لاتخاف ابن العم، اليوم وانا جاي من المطار مريت ع الوزارة، واهتموا جداً بتحصيلي العلمي، حتى أن المسؤول قال “إني اجيت بوقتي”، ورح يلاقولي مكان يليق بمكانتي العلمية (بحسب تعبير المسؤول) بأقصى وقت ممكن».

انصدم أبي وشعرت بأنه لام نفسه على سوداويته وتشاؤمه، ليتمنى للدكتور العائد التوفيق والنجاح..

اقرأ أيضا : إعفاء مسؤول رفيع من منصبه بسبب ممارسات نجله

وما إن مرّ أسبوع حتى عيّن فعلاً…. في “مديرية السياحية الهونولولونية” هناك وجدَ مكتبه في انتظاره، داوم لأسبوع كامل، من دون أن يؤدي عملا ًمهماً واحداً على الأقل أو حتى غير مهم، شريكه في المكتب نصحه أن يشتري كشاشة ذباب ليتسلى بها، بعد أن علم أنه (دكتور بالكيميا وكان بلندن ورجع)».

بعد هذا الأسبوع ضاق خلق الدكتور، توجه للوزارة محتجاً ليقابله نفس المسؤول السابق والذي تفاجأ من نكرانه للجميل قائلاً:«ولوه يا دكتور ماصرلك أسبوع بالبلد ولاقينالك شاغر وعيناك، ولشهاداتك عيناك بمكان ما بتتعب فيه ولا بتعذب حالك وهي مكافأة كبيرة من الوطن لتفوقك مابيصير تحتج عليها، أو ليكون بدك مكان يطلعلك فيه برّاني!؟».

اغتاظ الدكتور، عادَ إلى بيته مسرعاً حزم امتعته وسافر على متن أول طائرة إلى لندن، ترافقه ضحكات أبي..

يمكن أن يكون الدكتور “حسان” أي مغترب سوري وممن أن يكون أبي أي أب في سوريا، وممكن أن تكون حكاية هونولولوا مشابهة لحكايات في سوريا.

اقرأ أيضا : “إن لم تستطع قول الحق.. حاول أن لاتصفق للمسؤول الفاسد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى