إقرأ أيضاالرئيسيةتنموي

قصتي، من عديم المعرفة إلى مطّلع على عالم ريادة الأعمال والريادة الاجتماعية

سوريون نجحوا في ريادة الأعمال … ورياديون نالوا جائزة نوبل للسلام

سناك سوري – علي عبد اللطيف

ريادة أعمال، وشركة ناشئة، وريادة اجتماعية، مصطلحات باتت شائعة جداً في مجتمعنا، وباتت تشكل هاجساً لفئة كبيرة من الشباب، ومع ازدياد حركة النشاط المدني والتنموي في البلد، باتت ورشات عمل الريادة بنوعيها كثيرة وتستقطب عدد كبير من الشبّان واليافعين ممن يرغبون بالانخراط في عالم الريادة.
ولكن ماهي ريادة الأعمال والريادة الاجتماعية؟

كانت أول مرة أسمع فيها بهذه المصطلحات عندما أقدمت على حضور محاضرة تعريفية بمجال الريادة، وقد علمت بأن ريادة الأعمال تتلخص في استكشاف مشاكل في مجالات مختلفة، والعمل على حلها، وطُلب منّا أن نعود للمنزل ونبحث في هذا الموضوع وأن نتطلع على تجارب لرواد أعمال، وكان أكثر مالفتني هي تجربة “لين درويش” و”محمد سلطان”، فقد وجد كل من الشاب والشابه، خريجي كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق، أن العديد من الأشخاص في العالم العربي يرغبون بتعلم لغات البرمجة وخاصة برمجة تطبيقات الويب، لما لها من أهمية في الوقت الحالي، فعلى الرغم من توافر منصات تعليمية كثيرة لتعلم البرمجة، إلا أنها غير متوفرة باللغة العربية، ومن هنا جاءت فكرة منصة “رماز” التفاعلية لتعليم برمجة تطبيقات الويب، حيث تعتمد هذه المنصة على توفير إمكانية التعلم من خلال التطبيق العملي وباللغة العربية، وتستهدف فئة الأطفال من عمر 7 وحتى 13 عاماً، لتعليمهم أساسيات تطوير تطبيقات الإنترنت، ولدى المنصة اليوم أكثر من 8000 مستخدم نشط.
ومن هنا يمكن القول بأن ريادة الأعمال تشتمل على استغلال رأس المال، والخبرات، والموارد المتاحة من أجل تصميم وإطلاق شركة جديدة وتدعى عندئذ بالشركة الناشئة، أو تطوير شركة موجودة بالفعل.
وتحويل فكرة عظيمة إلى عمل تجاري عظيم، مروراً بكافة مراحل من الفكرة إلى التنفيذ، أما رائد الأعمال مثل “لين” و”محمد” فهو شخص مغامر ومبدع يقوم بتحويل فكرته إلى عمل واقعي متحملاً كل المخاطر.
وبالنسبة للريادة الاجتماعية، فهي تشبه ريادة الأعمال من حيث أنها تهدف لحل مشكلة بإنشاء مشروع، ولكن من أجل الوصول إلى تأثير مجتمعي بشكل أدق، عن طريق استخدام الأساليب الإبداعية والمبتكرة لحل مشاكل وأزمات مجتمعية أو بيئية أو ثقافية، وهي غير هادفة للربح لكنها تبحث عن مصدر تمويل أو دخل لها وهو مانسميه بالاستدامة، كمثال: قد تقوم منظمة تهدف إلى توفير السكن والعمالة للمشردين بتشغيل مطعم لجمع الأموال وتوفير فرص العمل للمشردين.
وللتعرف أكثر على مبادرات اجتماعية ورواد أعمال اجتماعية، قمنا بإجراء بحث عن  أبرز رواد هذا المجال وجدنا البروفيسور “محمد يونس” أستاذ الاقتصاد في إحدى الجامعات الكبرى في بنغلادش، فعندما عاد إلى بلاده ليشغل هذا المنصب بعد الاستقلال، وجد أن الأهالي يعانون ظروفاً معيشية صعبة، وتلا ذلك مجاعة قتل فيها مايقرب من مليون ونصف إنسان، وبعد فشله في إقناع البنوك التجارية لإقراض الفقراء بدون ضمانات، صمم على إيجاد حل لذلك، وقام بإنشاء بنك “جرامين” المشهور، لإقراض الفقراء قروض صغيرة جداً تساعدهم بأعمال تدر عليهم دخلاً معقولاً، وحصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006.
وبذلك نستطيع القول بأن المبادر الاجتماعي، هو من يقوم بملاحظة مشكلة في المجتمع ويبادر لحلها عن طريق إقامة وإدارة مشروع.
شخصية أخرى يجب على كل شخص يطّلع على الريادة الاجتماعية أن يعرفها وهي الناشطة الباكستانية “ملالا يوسفزي”، اكتسبت شهرتها لدفاعها عن حق التعليم وتعليم الإناث، وهي أصغر حاصلة على جائزة نوبل حيث أنها مواليد 1997، وقد قامت “ملالا” في يوليو 2015 وكانت تبلغ الثامنة عشرة من العمر بافتتاح مدرسة في منطقة سهل البقاع في “لبنان” للاجئين السوريين، حيث قامت مؤسسة “ملالا” غير الربحية برعايتها، وتقدم التعليم والتدريب لأكثر من 200 فتاة من سن 14 إلى 18 سنة.

ولأعرف أكثر أين هي الريادة الاجتماعية في “سوريا”، قمت بسؤال صديقي والذي يعمل في موقع الكتروني متخصص في مجالات التنمية عن ذلك، فأخبرني بأنه نستطيع إسقاط مفهوم الريادة الاجتماعية على المبادرات وبعض الفرق، “دوبارة” مثلاً ومن لايعرف الدوبارة وهي الحل، وهي فكرة الشاب السوري “أحمد إدلبي” في محاولة لتوفير التواصل بين السوريين عن طريق منصة الكترونية تدعى دوبارة، تساعد السوريين بعدة مناحي مثل تأمين فرص العمل، وفرص التعليم، والمنح الجامعية، ودليل يوضح أساليب الحياة في المغترب، وكل ذلك عن طريق الموقع وصفحة الفيسبوك ومجموعات الفيسبوك، وقس على ذلك من المبادرات الكثيرة الأخرى، ويرى صديقي بأن على كل فرد التعرف على هذه المفاهيم والانخراط فيها لتقديم المساعدة للمجتمع والعمل على تنميته، فضلاً عن تطوير المهارات الشخصية للفرد نتيجة ذلك.

اقرأ أيضا : “الحوكمة”.. المصطلح الذي ستسمعونه كثيراً خلال الأيام القادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى