إقرأ أيضاالرئيسيةحكي شارع

تخبط في إيران للبقاء أو الخروج من سوريا .. واتهامات لروسيا بالخيانة

وسائل الإعلام الإيرانية تشن حملة شرسة ضد “روسيا” التي تضعف “محور المقاومة”، وتبحث عن مصالحها.

سناك سوري – ضياء صحناوي

بين النفي لخروج “القوات الإيرانية” من “سوريا”، وتهدئة الرأي العام الإيراني الغاضب من تصرفات “روسيا”، وبين الإعلام الذي يتيقن بانقلاب المواقف السياسية، خرج عدد من المسؤولين الإيرانيين بتصريحات محيرة زادت من حالة الالتباس التي حدثت طوال الأيام الماضية.

فقد نفى المتحدث باسم الأركان المسلحة الإيرانية اللواء “مسعود جزايري”، أمس الأحد، وجود مطالب بانسحاب وشيك لـ “القوات الإيرانية” من “سوريا”، مؤكداً على إخراج “القوات الأميركية” من الأراضي السورية، وقال «وجود المستشارين الإيرانيين، على خلاف “القوات الأميركية” وحلفائها في المنطقة، يأتي بطلب من الحكومة والشعب السوري».

“جزائري” حسم بكشل غير مباشر وجود “إيران” جنوب سوريا بقوله: «لقد أصبح على حدود أراضي “الكيان الصهيوني” رجال المقاومة الإسلامية، وهذا مرعب جداً له، وهو بصدد تغيير هذا الواقع بأي شكل من الأشكال، لكن عليهم ان يعلموا أنه لن يتغير».

تصريحات المسؤولين الإيرانين توحي بأن الروس ينقلون رسائل بين “إيران” و”الاحتلال الإسرائيلي” خصوصاً عندما يقول مستشار وزير الخارجية الإيراني “حسين شيخ الإسلام” قال لموقع “نامه نيوز”: «إن الإسرائيليين أبلغوا الروس بعدم تكرار ما حدث عقب الهجوم على قاعدة “تي فور”».

في هذه الأثناء يوزع المسؤولون الإيرانيون الرسائل يميناً وشمالاً، حيث يقول “شيخ الإسلام”:«”سوريا” الوحيدة التي يحق لها أن تقرر مَن يبقى على أراضيها ومَن يخرج، وليست “روسيا”، على موسكو ألا تتدخل بالشؤون الداخلية للسوريين».ورغم هذا التصريح فإنه ينفي وجود خلاف مع روسيا.

المسؤول الإيراني ذكر بتضحيات بلاده في سوريا، لكنه قالها علانية إن هذه التضحيات جاءت كرمى لإيران وليس من أجل سواد عيون السوريين كما يُسوِق البعض، وقال:«إيران ضحَّت وخسرت قواتها في “سوريا” من أجل أمنها، وليس من أجل جني الأموال».

وعن دور “إيران”، لا سيما في مرحلة “إعادة الإعمار”، قال “شيخ الإسلام” إن “إيران”: «لم تقدم الأرواح حتى تجني الأموال، وإنما للدفاع عن أمن البلاد». لكنه أضاف: «أن طهران تقوم بنشاط اقتصادي واسع في “سوريا”، وهناك شركات إيرانية تستحوذ على 50 في المائة من مشروعات الكهرباء والمياه، فضلاً عن مصافي البترول، ومخازن القمح، ومصانع شركة “سايبا” للسيارات».

اقرأ أيضاً موسكو: تم التوصل لاتفاق حول الجنوب السوري

واتهمت وسائل الإعلام الإيرانية “روسيا” بالانفراد بالمكاسب في “سوريا” بعد انهيار “داعش”، متهمة إياها بخيانة “إيران”، و”محور المقاومة” عبر التقارب مع “إسرائيل”، و”الولايات المتحدة”.

ورأت صحيفة “قانون” في التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية السوري “وليد المعلم” حول مسار “آستانا”، ووجود “القوات الإيرانية”، دفاعاً ضمنياً عن وجود “المستشارين الإيرانيين”، كما بينت أن تصريحات المسؤولين الصهاينة والاتفاقات الروسية – الإسرائيلية:«مخطط لإقصاء “إيران” من ميدان المقاومة»، وقالت: «الأعداء لجأوا إلى طريقة التطميع بعد الفشل في الوصول إلى الأهداف بسبب تضحيات المقاتلين الإيرانيين».

في هذه الأثناء قالت “حميميم” إنها لن تغطي جوياً أي معركة في الجنوب السوري تشارك فيها قوات لم يتم الاتفاق عليها في بداية المعركة، وهذا تلميح واضح لـ”إيران” ولا يمكن فصله عن الملامح المتدوالة إعلامية لاتفاق الجنوب.

يبدو أن خلافات الدول تتصاعد داخل سوريا وعليها، وصراع النفوذ على أشده وهو لا يقتصر على الإيرانيين والروس بل يمتد ليشمل الأميركان والأتراك إضافة لمخاوف الاحتلال الإسرائيلي، بينما ينكفئ السوريون على أنفسهم ويغيب عنه المشهد المشروع السوري الخاص الذي ينقلب على مصالح كل هذه الدولة ويتبناه مختلف الأفرقاء منطلقين من مصلحة سوريا والسوريين.

اقرأ أيضاً القناة الثانية: اتفاق روسي إسرائيلي على إبعاد إيران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى