الرئيسيةسناك ساخر

فحل البصل والغربة على موائد الطبقة المخملية-داليا عبدالكريم

ستعود بعد أن تخالط الكلورتس رائحتك في أفواههم حتى تمتصها، كما يمتص أي فحل شرقي رائحة جاريته ويرميها حطبة يابسة

بكل ثقة واقتدار، وبعد سنوات من الصبر والسعي وصل “فحل البصل” إلى المكان الذي يعتقد أنه يستحقه، متفوقاً حتى على الموز الصومالي في السعر. وما بين فحلنا وموزهم كانت الغلبة لذلك الفحل الذي تلذذنا به سنوات طويلة دون أن ندري أنه سيأتي يوم نلوح له من بعيد ونمضي في حال سبيلنا تاركينه لأفراد الطبقة المخملية في البلاد.

سناك سوري-داليا عبد الكريم

بكل ثقة واقتدار، وبعد سنوات من الصبر والسعي وصل “فحل البصل” إلى المكان الذي يعتقد أنه يستحقه، متفوقاً حتى على الموز الصومالي في السعر، وما بين فحلنا وموزهم كانت الغلبة لذلك الفحل الذي تلذذنا به سنوات طويلة دون أن ندري أنه سيأتي يوم نلوح له من بعيد ونمضي في حال سبيلنا تاركينه لأفراد الطبقة المخملية في البلاد.

1200 ليرة سعر كيلو البصل السلموني، لماذا فعلتها يا صديقنا الحميمي سابقاً، وتخليت عن موائدنا ورفقة صحن البرغل ببندورة، والمجدرة والشنكليش؟، هل تعتقد أنك ستجد لنفسك مطرحاً على موائدهم، بين الكوردن بلو والإسكالوب والفيتوتشيني؟، راجع نفسك قليلاً وتحلى بقدر من الوفاء لنا نحن الذين ما تذمرنا يوماً من رائحتك ولا مضغنا الكلورتس بعدك.

بعيدنا عن توسلاتنا لسمو فحولتك، وحزننا على أننا سنفقد نظنظتنا بك مع صحن أرز معونة، نشكرك قد منحتنا أملاً كبيراً، وحق الحُلم، بأن أكثر المهمشين منا قد يضحك لهم الحظ و”أشياء أخرى” يوماً ما حين يدور دولاب الحياة مستقبلاً، قد نصل إلى مكاننا المُستحق كما وصلت، قد يرتفع سعرنا بالدرجة التي نستحق، أنت حقاً مُلهم بطريقة فريدة، حتى في لحظة الوداع.

اقرأ أيضاً: “لبنان” كما “سوريا”.. يضم الكثير من السوريين الفقراء! – داليا عبد الكريم

صديقنا الحميمي سابقاً، هلا تدلنا كيف وصلت؟، من يقف خلف ارتفاع سعرك، من ذا الذي اكتشف أهميتك بعد كل هذا الزمن وحرمنا منك، وقل لنا حيث أنت، هل نمتلك فرصة الوصول مثلك؟ أم أننا بتنا مُستهلكين جداً للدرجة التي لم نعد نغري بها أي مُستهلك مخملي.

رغم كل جحودك، لا أعتقد أن قلة الوفاء ستصل بك إلى درجة قبولك أن تُمنح لنا عبر البطاقة الذكية، نرجو فحولتك ألا تفعلها، أنت بالتأكيد قبل أن ترتفع فوق رؤوسنا، حين كنت تتوضع في سلال مطابخنا البسيطة، تتذكر كم من الآهات أطلقنا ونحن نتحدث عن بلاوينا معها، كُن لطيفاً معنا ولا تفعلها، كرمى لنا لا تصبح ذكياً بهذا القدر!.

صديقنا الحميمي العائد إلينا ولو بعد حين، لن تطول غيبتك عن برغلنا ومجدرتنا ومفركة البطاطا خاصتنا، التاريخ يعيد نفسه، وكما ابتعدت عنا البطاطا يوماً وعادت إلينا، ستعود أنت، بعد أن تشعر بالغربة بينهم، وتخالط الكلورتس رائحتك في أفواههم حتى تمتصها، كما يمتص أي فحل شرقي رائحة جاريته ويرميها حطبة يابسة، ستعود إلينا، ونحن لن ننبذك ولن نذكرك بجحودك، أشواقنا ستغلبنا، وسنفتح أفواهنا لالتهامك بشغف، وستدمع عينا صحن البرغل فرحاً، ونحن سنفقد حلم الوصول مثلك، في الحقيقة سندرك أنه لم يكن بالوصول المغري كما يبدو.

اقرأ أيضاً: “خليل” الذي غرس سكيناً عميقاً في قلبي.. سيكبر يوماً – داليا عبد الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى