أخر الأخبارشباب ومجتمع

غزل البنات.. حلوى رمضان الحلبية التي أبعدها الغلاء عن الموائد

تغزلاً بجدائل البنات.. الحلبيون صنعوا حلوى خاصة و سموها “غزل البنات”

سناك سوري – بريوان محمد

تغزلاً بجدائل البنات الحلبيات، تفنن “أهل الكار” في مدينة “حلب” بصناعة أحد أنواع الحلوى المصنوعة من السكر والمحشية بالقشطة والفستق الحلبي وسموها حلوى “غزل البنات”.

ترتبط حلوى “غزل البنات” بشهر رمضان الذي يعتبر موسماً لصناعتها كواحدة من الحلويات التراثية الشهيرة، حسب ما أكده “علاء دليل” الذي ورث صناعة هذا النوع من الحلويات عن والده وجده، يقول في حديثه مع سناك سوري، إنها حلوى يدوية الصنع بشكل كامل وتحتاج جهداً كبيراً لتحويل السكر المطبوخ إلى خيوط من خلال الشد وهو جهد لا يمكن للنساء أن يقمن به، لذا لا يمكن تحضيرها في المنزل.

يحتاج تحضير حلوى “غزل البنات” لحرارة عالية لطبخ السكر وفقاً لحديث “دليل” أما مكوناتها فهي السكر والماء يضاف إليها ماء الورد للتعطير والدقيق المحمص في مرحلة الشد لتشكيل الخيوط، والفستق الحلبي للحشوة، ويستعاض عنها بالقشطة أحياناً، أما طريقة التحضير فتمر بعدة مراحل يوضحها لنا “دليل” فيقول:«نذيب السكر بالماء على نار هادئة ثم نصفيه ليعاد وضعه على النار في إناء نحاسي في درجة الحرارة تفوق 300 درجة مئوية، ونحركه حتى يتبخر الماء ثم نسكب المزيج في حوض حتى يجمد نوعاً ما، وبعد أن يجمد قليلاً نضعه على طاولة حجرية لتبدأ عملية التبريد والتبييض من خلال شد المزيج بشكل يدوي».

اقرأ أيضاً:السوريون في “رمضان”… طقوس تعود بعد غياب ومدن تشهد تغيرات في موائدها

في المرحلة الثانية من صناعة “غزل البنات” يقول “دليل”:« نضع العجينة على طاولة خشبية ويقوم أربعة إلى خمسة رجال بشدها دائرياً ويضاف إليها أثناء الشد الدقيق المحمّص لتتشكل الخيوط، ثم نقطعها ونلفها ونحشيها بالفستق الحلبي وهو حشوتها الأصلية والتي أضيفت لها في السنوات الأخيرة أنواع أخرى من المكسرات كالكاجو والجوز والقشطة»، موضحاً أن البعض يفضلها دون حشوة وهم غالباً من الأطفال الذين يستمتعون بمذاقها الحلو والأثر الأبيض الذي تتركه على وجوههم وهم يأكلونها.

سعر هذا النوع من الحلوى مرتفع حسب ما أكده المواطن “رامز المنجد” من أهالي مدينة “حلب” حيث يبلغ سعر الكيلو السادة منها 6 آلاف ليرة سورية وسعر الكيلو المحشي حوالي 12 ألف ليرة سورية، مؤكداً أن كيلو حلوى “غزل البنات” المحشي بالفستق الحلبي قبل الحرب كان 900 ليرة سورية فقط لتوفر الفستق بكميات كبيرة، لكنه اليوم يشتري أحياناً قطعاً صغيرة منها فقط، بسعر 800 ليرة سورية لكل قطعة، وكثيرون من أهالي حلب لم يعد بإمكانهم اليوم شرائها أبداً .

اقرأ أيضاً:“الناعم” حلوى الفقراء في زمن التقشف!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى