طبيب : فقدان حاستي الشم والتذوق مرتبط بالمراحل الأخيرة لكورونا

د.”جوليان سنكري”  لـ سناك سوري: الإمكانيات اللوجستية الحكومية لا تساعد على تحديد العدد الحقيقي للإصابات

سناك سوري – دارين يوسف

كَثُرَت في الآونة الأخيرة الأحاديث والتساؤلات المتداولة عبر مواقع “سوشيال ميديا” حول الأعراض الأكثر شيوعاً التي يُسببها فيروس كورونا.. وهل فقدان حاستي التذوق والشم هو إشارة للإصابة بالفيروس؟، لاسيما أنها تتشابه مع عوارض أمراض أخرى لاعلاقة لها بكوفيد 19، كما أنها تختلف من شخص لآخر ..

وفي رد على تلك التساؤلات، يقول الطبيب “جوليان سنكري” والمشرف على علاج مرضى كورونا في ألمانيا، لموقع “سناك سوري” أن «الأعراض الأكثر شيوعاً للفيروس هي أعراض عامة مرافقة للكريب من حرارة وألم عضلي وألم بلعومي والسعال الجاف على خلاف الأمراض الأخرى التي يكون فيها سيلان أنف وبلغم».

أعراض نادرة لكورونا.. 

ويوضح “سنكري” أن «من الأعراض النادرة التي يمكن أن ترافق مرض كورونا هي أعراض هضمية حيث أن من 30% إلى 50% من المرضى يحدث لديهم أعراض هضمية وهي أعراض قصيرة الأمد لمدة 3 أيام من تشنجات بالمعدة وإسهال وإقياء وغثيان ويعتبر الغثيان العرض الأكثر شيوعاً عند الأطفال».

وبالنسبة لفقدان حاستي الشم والتذوق لمريض كورونا، يقول سنكري إن «الدراسات في ألمانيا تشير إلى أنها مرتبطة بأواخر المرض بينما في الولايات المتحدة تعتبر من الأعراض السابقة للمرض.. ولكن برأيي الشخصي ومن خلال مراقبتي دائماً فقدان حاستي الشم والتذوق تكون بشكل كلي ومرتبطة بالمراحل الأخيرة من المرض وتبقى هذه الحاسة حتى تعود من 9 إلى 14 يوم وممكن أكثر من ذلك».

مشيراً إلى أن «فقدان حاستي الشم والتذوق هي مميزة لهذا النوع من فيروس كورونا لأننا لسنا معتادين خلال الكريب العادي أن تُفقد حاستي الشم والتذوق إلا في حال وجود احتقان ولفترة أقل من التي يسببها كورونا».

اقرأ أيضاً: كيف يحمي مرضى السكري أنفسهم من عدوى كورونا؟

قد نصل للذروة خلال ثلاث أسابيع..

وبعد مضي 4 أشهر على الإعلان عن أول إصابة بكورونا في سوريا.. وفرض إجراءات احترازية واستثنائية في البلاد ثم التخفيف من تلك الإجراءات تدريجيا، استمر تسجيل إصابات ووفيات بالفيروس بشكل يومي تقريباً.. الأمر الذي أثار جدلاً حول عدد الإصابات الحقيقي و المرحلة التي تعيشها سوريا من وباء كورونا؟

وفي إحاطة عن ذلك يقول د. سنكري أن «سوريا حالياً بمرحلة الانتشار الأفقي ولم نصل بعد للذروة.. علماً أن الإحصائيات الرسمية وبسبب ضعف الإمكانات اللوجستية (القدرة على إجراء تحاليل بأعداد كبيرة) لا تعطي عدد حقيقي للإصابات، وممكن أن نصل إلى أعلى عدد من الاصابات خلال أسبوعين أو 3 أسابيع بحسب المنطقة، ونلاحظ حالياً أن دمشق وريفها فيهما ذروة إصابات لكن في باقي المحافظات ستكون الزيادة بحسب الممارسة المجتمعية».

وفي رد على سؤال موقع “سناك سوري” فيما يتعلق بالاستشارة الطبية المبكرة وفائدتها للمصابين؟.. وهل تُنقذ كبار السن والمرضى المزمنين من الوفاة بكورونا في حال التعرض للعدوى؟

يوضح الطبيب أنه «لن يكون لها دور كبير لأنه بشكل عام النصائح العامة يجب أن تُتبّع سواءً الآن أو بعد فترة»، وأنصح كبار بالسن ومن لديهم سوابق مرضية والمرضى المزمنين وضعيفي المناعة أن يكون لديهم حذر كبير وبغض النظر عن الاستشارة المبكرة يجب أن يكون لديهم وقاية مبكرة فهي تعتبر الأساس.

مضيفاً أنه «مبدئياً لايوجد علاج نوعي للكورونا وأن التشخيص الباكر قد لايقدم الكثير ولكن مراقبة الأعراض وتدارك الموضوع في حال ظهور أحد الأعراض الخطيرة وهي نزول الأكسجة وضيق النفس وشعور الضغط بالصدر وعدم القدرة على الحركة بسبب ضيق النفس هو مؤشر على ضرورة العناية الطبية بشكل مبكر».

التجربة الألمانية ..

وبالنسبة لتجربة الطبيب “جوليان سنكري” مع “القطاع الصحي الألماني”، وحول الرعاية الصحية، والحماية، التي تؤمنها ألمانيا لمرضى كورونا ..

يروي سنكري تجربته، قائلاً «في ألمانيا كان الموضوع متكامل طبي ومجتمعي.. نظام الرعاية الطبية الألماني يُعد من أفضل الأنظمة عالمياً ويٌقدم العلاج لأي شخص يعيش في ألمانيا دون تكاليف إضافية، كما أن سعة المشافي كبيرة إضافة إلى أنهم توسعوا بالمشافي وأقسام العزل واستحدثوا أقسام جديدة لكورونا مجهزة بكافة أنواع الأجهزة الطبية».

مؤكداً أن «الموضوع المجتمعي هو الأساس، المجتمع الألماني واعي والتزم التزاما مطلقا بإجراءات وزارة الصحة والحكومة الألمانية بشكل عام».

اقرأ أيضاً: الطب الشرعي: حرق جثامين وفيات كورونا يخالف عادات وتقاليد المجتمع

وتابع أنه «لم يتم فرض حظر تجول بل خففوا الزيارات ووجهوا بإرشادات عامة والناس التزمت فالتجربة كانت ناجحة مع المجتمع أكثر من النظام الصحي الألماني، فالأخير بات العمل فيه أقل خلال أزمة كورونا، لأن الناس لم تعد ترتاد المشافي بسبب الخوف من الفيروس كما توقفت العمليات غير الإسعافية وخُصصت غُرف المشافي لمصابي كورونا».

وتشير بيانات “وزارة الصحة” إلى أن إجمالي عدد الإصابات بكورونا في سوريا بلغ 694 حالة، منها 434 حالة نشطة، وتعافى منهم 220 شخص، بينما الوفيات بلغت 40 حالة، في وقت تشدد فيه الوزارة والجهات المعنية بالتصدي للوباء على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية للتقليل من توسع الإصابات.

وتجاوزت حصيلة ضحايا فيروس كورونا في أنحاء العالم 16 مليون مسجلةً 16,489,485 وعدد المتعافين 9,581,047 والوفيات بلغت 654,169 حالة وفاة، بحسب أحدث الإحصائيات العالمية الرسمية.

اقرأ أيضاً: تعرفوا على بروتوكول استخدام الكمامة لوقاية أعلى من كورونا