إقرأ أيضاالرئيسيةتقارير

“سوريا”.. طالب يرسب رغم أن مجموعه يفوق 85%.. ويناشد التربية إنصافه

طالب يرسب لأنه كتب بقلم أزرق غامق.. مصححة المادة تؤكد أنه أجاب على 85% من الأسئلة بنجاح.. ومدرسة اللغة العربية: كان طالباً مجداً

 سناك سوري- نورس علي

تسبب نوع من الأقلام الزرق ذات اللون الغامق، برسوب الطالب “صالح علي الحطاب”، في امتحانات الشهادة الإعدادية، رغم أن مجموع علاماته يتجاوز الـ85% من المجموع التام، وخاصة في مادة اللغة العربية.

“الحطاب” وهو من الذين خرجوا مع عوائلهم هرباً من “داعش” في مدينتهم “الرقة” قبل عدة سنوات، أحد الطلاب المتفوقين في مدرسته “عماد عرنوق” بمدينة “بانياس”، يقول لـ”سناك سوري”: «بعد أن بدأت بالإجابة على أسئلة مادة اللغة العربية البسيطة بالنسبة لي، تحدث إلي المراقب بخصوص استخدامي القلم الأرزق الغامق، وطلب مني التوقف ريثما يسأل رئيس المركز عن صحة استخدام هذا اللون الغامق، وكان جوابه “لا يوجد مشكلة وليتابع الإجابة بذات القلم وعلى ذات الورقة”».

يضيف: «حينها لم يكن قد مضى أكثر من ربع الوقت الامتحاني، وكان بمقدوري إعادة كل ما كتبته بقلم مختلف وعلى ورقة امتحانية جديدة لو أكد رئيس المركز أن القلم لا يصلح، وهنا أؤكد أن الخطأ الذي أضاع عليّ سنة دراسية كاملة ليس خطأي، وإنما قرار رئيس المركز سبّب رسوبي في المادة خلال عملية التصحيح بعد الحصول على الدرجة صفر».

اقرأ أيضاً: “حنين الجباعي” الناجية من مجزرة “داعش” تحقق النجاح في الثانوية

مدير المركز ومدير التربية لا يردان!

حاول “سناك سوري” التواصل مع رئيس مركز “عبد القادر عرابي” الامتحاني الطابق الثاني، المدرس “صالح سليمان” ولكنه رفض التصريح بأية معلومة بخصوص هذه الحالة، وأكد أنه وضع تقريره الخاص بين يدي مدير التربية في طرطوس “علي شحود” الذي حاولنا التواصل معه مراراً وتكراراً أيضاً ولكن دون نتيجة، حتى أرسلنا له رسالة نصية وعرفناه بسبب التواصل معه لنحصل على إجابة، ولكن لم نفلح.

بحثنا عن شهود عيان على الحادثة بعدما رفض مدير المركز الامتحاني ومدير التربية منحنا أي معلومة، وتمكنا من الوصول إلى الطالب “براء مرتظى” الذي كان بذات القاعة الامتحانية مع “الحطاب”، حيث قال لـ”سناك سوري”: «كنت في ذات القاعة الامتحانية مع الزميل “صالح علي الحطاب” وبجواره تماماً، وقد أوقفه مراقب القاعة عن الكتابة لبيان صحة الكتابة باللون الأزرق الغامق من رئيس المركز، وبسرعة جاءه الجواب بأنه لا توجد مشكلة وليتابع بذات القلم وعلى ذات الورقة، حيث كانوا حريصين على عدم هدر وقته الامتحاني».

وفي حديث خاص للمدرسة المصححة “هيام إبراهيم” قالت لـ”سناك سوري” عن هذه الحالة: «رأيت هذه الورقة أثناء عملية التصحيح، وطلبت من المسؤول الأعلى السماح لنا بتصحيحها بكون نسبة الإجابات السليمة في ورقته تفوق 85% وتخوله الحصول على ما يزيد عن 500 درجة، لكنه رفض بحجة أن لون خط القلم غير مسموح به في الامتحان، وحاولنا وزميلاتي المصححات إثارة الجانب الإنساني لديه ليسمح لنا بتصحيح الورقة ولكن لم نتمكن بحجة أنه القانون».

مدرسة مادة اللغة العربية “ياسمين رسلان” أكدت أن “صالح الحطاب” هرب من ظلم الحرب ليقع بظلم البشر، فهو كان طالب مجتهد وملتزم جداً خلال عامه الدراسي، ولا يحتاج إلى وضع علامة فارقة على ورقة إجابته لتتم مساعدته خلال عملية التصحيح، خاصة أنه من وجهة نظر وزارة التربية أي علامة فارقة على ورقة الإجابة تهمل الورقة من التصحيح ويحصل الطالب على العلامة صفر، وهنا يعود الحق على المراقب ورئيس المركز منذ البداية.

القاضي “محمد الحطاب” أكد وجود تعليمات وقرارات وزارية تمنع الكتابة باللون الغامق، ولكن يجب مراعاة أن طالب التاسع طفل يخضع لرهبة الامتحان لأول مرة ولا يدرك هذه القواعد والقرارات الرسمية، وهنا يجب العمل بروح القانون ويجب أن تكون الإنسانية فوق كل شيء.

ينتظر الطالب أن يتم إنصافه وهو يناشد وزير التربية “عماد العزب” لمساعدته، فليس من المنطقي أن يضيع عاماً كاملاً من عمره جراء خطأ غير جوهري كهذا، خصوصاً أنه من الطلاب المتفوقين بحسب ما أجمع الجميع، بالإضافة إلى مجموعه الكبير في العلامات، وهو يأمل أن يمنح فرصة جديدة خصوصاً أن الخطأ يتشارك به مع مدير المركز ولا يتحمل المسؤولية عنه لوحده.

اقرأ أيضاً: طالبة بكالوريا يبتسم لها الحظ بعد الرسوب.. ما علاقة وزير التربية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى