الرئيسيةفن

رأس السنة السورية هل نعرف حضارتنا جيداً؟

كيف احتفل السوريون ببداية الحياة منذ 70 قرناً

سناك سوري _ دمشق

إنه الأول من نيسان لكنه ليس كذباً بل عيداً تاريخياً للشعوب التي سكنت “سوريا” منذ آلاف السنين و المسمّى “آكيتو” و هو رأس السنة السورية !

بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن التقويم السوري القديم الذي يعود إلى أكثر من 6 آلاف عام يعتبر الأول من نيسان هو رأس السنة فيه حيث يصادف اليوم بداية السنة 6769 .

الكلدانيون و السومريون احتفلوا برأس السنة “أكيتو” منذ القرن الرابع قبل الميلاد فيما توارثت الحضارات المتعاقبة على “سوريا” طقوس الاحتفال و مواعيده عنهم حتى يومنا هذا حيث لا زال بعض السوريين يحيون طقوس هذا العيد .

تقول الدراسات أن الشعوب السورية القديمة كالأكاديين و البابليين و الآشوريين و الكلدان كانت تحتفل بهذا العيد ابتداءاً من أول نيسان كرمز لبداية الربيع و عودة الخصب و كانت الاحتفالات تستمر لمدة 12 يوماً مقسّمة ما بين طقوس العبادة و فعاليات سياسية و اجتماعية تتعلق بتجديد السلطة إضافة إلى مراسم الفرح و الاحتفالات بأعياد الربيع .

اقرأ أيضاً :في حالة نادرة الإعلام الرسمي يهتم بعيد رأس السنة السوري “أكيتو بريخو”

ارتبطت احتفالات “أكيتو” بالطقوس الدينية و أساطير الآلهة القديمة ، كما ساهمت طبيعة المجتمع الزراعي الذي يعتمد على دورة حياة الأرض باعتماد بداية الربيع كبشارة للخير و الخصوبة و تجدد الحياة .

ظهرت في السنوات الأخيرة دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين السوريين تروّج للعودة إلى التاريخ السوري القديم و اتّباع خطى الحضارات السورية القديمة و اعتماد الاحتفال بالأول من نيسان كمظهر من مظاهر العودة إلى الجذور القديمة .

في الوقت ذاته فقد أسهم الوضع الراهن في “سوريا” و مواقف الدول العربية التي ينتقدها الكثير من السوريين إلى دعوات باعتماد “الحضارة السورية” كهوية مستقلة عن الحضارة العربية و عادت من جديد محاولات تثبيت دلائل تاريخية تضفي صفة الهوية السورية للبلاد تخرجها من الهوية العربية .

ربما يتخذ الجدل الدائر حول الهوية ما بين السورية أو العربية شكل جدل بيزنطي لا طائل منه إلا أن بلاداً لها في عمر الحضارة أكثر من 6 آلاف سنة ينبغي لها أن تعرف جيداً كيف تحل أزماتها بعيداً عن الإقصاء و الإلغاء و الحرب ! و أقلّ ما يمكن فعله أن نعود إلى رسالة مكتوبة على لوح طيني في “سوريا” يعود لعدة قرون قبل الميلاد يقول فيها الإله “بعل” « حطم سيفك و تناول معولك و اتبعني لنزرع السلام في كبد الأرض » ! السوري قبل 70 قرناً كان ينبذ العنف و يدعو للسلام فماذا يفعل الآن في الألفية الثالثة ؟؟

اقرأ أيضاً :النسيج السوري يكمل اللوحة الفسيفسائية العالمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى