الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

بعد الصبار …. أشجار التين يغزوها المن القطني

خسائر كبيرة للمزارعين… والحلول غائبة

سناك سوري – خاص

يقف “دحام عيادة” 43 عاماً من أبناء ريف “القنيطرة”  الجنوبي مكتوف اليدين يراقب بحسرة حقل التين الذي يملكه والذي غزاه المن القطني كما غزا سابقاً حقول الصبار وفتك بأكثر من 30 دونم من الصبار الشوكي.

يقول”عيادة” في حديثه مع سناك سوري :«إنها المرة الأولى التي تغزو فيها حشرة المن القطني التين، فبعد أن التهمت تلك الحشرة كروم الصبار في الجنوب ككل ها هي اليوم و للمرة الأولى هذا العام نشاهدها تغزو أشجار التين ولا نعرف ماذا نفعل لإيقافها».

في العموم لم يكن ينقص أبناء محافظة “القنيطرة” بعد انقطاع التيار الكهربائي المستمر عن المحافظة والجفاف الذي أصاب عدداً كبيراً من الآبار والينابيع في ريف المحافظة الأوسط والجنوبي سوى غزو تلك الحشرة لتهدد مصدر رزقهم كونهم يعتمدون على الزراعة بالدرجة الأولى خاصة بعد خسارتهم بالجملة لموسم الصبار الشوكي على مدى الأربع سنوات الماضية دون أي تدخل حكومي جدي لمعالجة المشكلة، ويخشون أن يكون مصير مواسم التين والرمان والعنب نفس مصير الصبار، حيث أن الوقاية والاجراءات البدائية لم تفلح في علاج المشكلة بل بات “المن القطني” يجتاح محاصيل التين والصبار بشكل سريع.

مزارعون كثر ليس لديهم أي دراية أو خبرة باسم المرض وآثاره وكيفية علاجه، حيث اعتمدوا في مواجهة تلك الحشرة كما يقول “عيادة”:«على رش محاصيلهم بالماء والملح، أو بمبيد ديمتوات أو كلوربيريفوس، وهو مبيد حشري جهازي لم يثبت كثير من الفاعلية، في حين لجأ آخرون على قطع الصبار المريض وحرقه لمنع انتقال العدوى بعد أن أثبتت المبيدات الحشرية فشلها».

اقرأ أيضاً:حين تجعلنا الحرب خبراء زراعيين

سبب انتشار المرض؟

تنتشر هذه الحشرة بشكل كبير في منطقة” الجليل” في “فلسطين” المحتلة ومنها انتقلت إلى”القنيطرة” و”درعا” وجنوب “لبنان”، حيث تذكر بعض المصادر أن “المن القطني” قدم عبر مستوطن (اسرائيلي) كان يعمل بمعمل صباغة واستوردها من “الأرجنتين” وهي تحوي داخلها مادة إرجوانية تساعد في الصباغة وقد خرجت عن سيطرته فانتشرت في “الجليل” ومنها أتت إلى “القنيطرة”.
هذا في حين يرجع قسم كبير من المزارعين أن سبب انتشار الحشرة بشكل كبير في جنوب “سوريا” يعود بسبب الجفاف الذي حل بالمنطقة، حيث تتقوى تلك الحشرة من النبتة الضعيفة وهو ما ساعدها للانتشار بسبب التغير المناخي.

ما هو “المن القطني”؟

غزت حشرة “المن القطني” “القنيطرة” منذ نهاية العام 2016، والتي ظهرت على شكل قطع بيضاء قطنية تخيم على ألواح الصبار الشوكي وعلى ثماره، وبعد مدة من الإصابة يخرج من تلك القطع مادة حمراء تشبه في لونها لون الدم الأحمر القاتم، وبعد إصابة أي قطعة صغيرة من النبتة سرعان ما تنتشر في باقي الشجرة ومن بعدها لكامل المحصول، ويتميز هذا المرض أنه سريع الانتقال عبر العدوى عن طريق الهواء. حيث تؤدي تلك الحشرة إلى جفاف النبتة بشكل تدريجي وبالتالي فقدانها لونها الأخضر ليصبح مائل للصفرة، ومن ثم تأخذ لونها الأسود النهائي حتى تتيبس وتموت.

المهندس “عبيد الله عبدالله” يوضح لسناك سوري صفات الحشرة فيقول:« أن “المن القطني” تسببه حشرة حرشفية تدعى Cochineal، واسمها العلمي Dactylopius opuntiae (Cockerell)، والتي يعود اكتشافها إلى بدايات القرن العشرين، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز طولها ٥ مم، حيث تغطي نفسها بإفرازات قطنية بيضاء وتنتج حمض الكارمين لحماية نفسها، و لممارسة عملها تتعلق بورقة النبات أو بثمرته من ثم تقوم بامتصاص الماء ما يجعلها ثابتة في موقعها أثناء التغدية».

اقرأ أيضاً:الخنازير الإسرائيلية تهاجم القنيطرة ليلاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى