إقرأ أيضاالرئيسيةتنموييوميات مواطن

المواطن يقدم حلاً لإيقاف هدر الخبز.. هل تأخذ به الحكومة؟

هدر الخبز يكلف المواطن مبالغ إضافية تذهب من خزينة الدولة التي هو أولى بها والحل يكمن بتحسين نوعية الخبز لا تصغير الرغيف

سناك سوري-دمشق

ترمي “سمر” من أهالي ريف “اللاذقية” كل ما تبقى من ربطة الخبز، مساء اليوم الذي ابتاعتها به صباحاً، كونها لم تعد صالحة للاستهلاك البشري على حد تعبيرها!.

تضيف “سمر” لـ”سناك سوري”: «الخبز الذي نشتريه سيء جداً، فمرة يكون يابس، ومرة يصبح بعد ساعات قليلة من شراءه كما التراب ذو رائحة قوية، وهو ما يجعله غير صالح للأكل فنضطر لرمي البواقي منه بدل الاستفادة منها في اليوم الثاني».

بدورها “سهيلا” تؤكد أن الخبز لو كان جيداً كما في السابق ما قبل الأزمة فإن ربطة الخبز الواحدة تكفي عائلتها الصغيرة ليومين، أما مع وضعه الحالي فإن الربطة لا تكفي سوى يوم واحد حيث تضطر لرميها في اليوم التالي هي الأخرى.

“لارا” من سكان مدينة “اللاذقية”، تقول إنها باتت في حيرة من أمرها بما يخص الخبز، فحين تشتري من الأفران العامة تكون الربطة مثالية من حيث العدد لكن الخبز فيها «يفتفت بسرعة ولا يعود صالحاً للأكل»، وحين تشتريه من الفرن الخاص القريب من محل سكنها على “دوار الأزهري” يكون جيداً نوعاً ما بحسب “الحظ”، ولكن الرغيف صغير جداً ولا يوجد في الربطة الواحدة سوى 8 أرغفة كما هو العدد، أما من حيث الوزن فلم يخطر ببالها أن تزنه لكنه بالتأكيد ليس وزناً نظامياً على حد تعبيرها.

أما “حلا” فلا تشعر بأي سوء وهي تشتري الخبز من فرن “البهلولية” بريف المدينة، تضيف: «سمعت من صديقتي في العمل أن فرن قريتهم ينتج خبزاً جيداً، وبعد أن ضقنا زرعاً بسوء نوعية الخبز هنا في المدينة، قررنا أنا وزوجي أن نخرج بسيارتنا مرة أسبوعياً إلى فرن البهلولية ونشتري مؤونة الأسبوع كاملة حيث نضع الخبز في الفريزر ويبقى طازجاً حتى آخر رغيف».

اقرأ أيضاً: تجربة “الرغيف الصغير”.. “تيتي.. تي تي متل مارحتي متل ما جيتي”

“اسماعيل” أيضاً سمع عن جودة خبز فرن “بستان الباشا” فبات يتناوب أسبوعياً مع شقيقه، للذهاب إليه وابتياع الخبز كما يقول لـ”سناك سوري”.

بعيداً عن مدينة “اللاذقية”، “سناك سوري” رصد عبر مراسليه نوعية الخبز في باقي المحافظات، حيث يؤكد مراسلنا في “حماة” أن نوعية الخبز جيدة جداً بغالبية الأفران دون أي شكاوى تذكر من نوعيته، في حين قالت مراسلتنا في “دمشق” أن جودة الخبز تتفاوت بحسب الأفران، فأفران العشوائيات تميل لأن تكون سيئة، في حين أفران الأحياء الكبيرة جيدة جداً، وأوردت مثالاً عن الخبز في الضاحية حيث الرغيف صغير يميل لونه للسمار وغالباً ما يكون محروقاً.

بالنسبة لـ”السويداء” قالت مراسلتنا هناك إن نوعية الخبز تختلف من أسبوع لآخر، لكنها بالغالب من النوعية غير الجيدة حيث يتكسر الخبز بسرعة ويتعرض لليباس بمجرد ملامسته للهواء كما أنه من اللون الأسمر، أما “طرطوس” و”حلب”، فقد أكد مراسلانا هناك أن نوعية الخبز متفاوتة، فأحياناً جيدة وأحياناً سيئة، وكأن الأمر خاضع لمزاج العاملين في تلك الأفران.

وسط هذه الظروف تبحث الحكومة منذ أكثر من سنة في كيفية إيقاف هدر الخبز التي تقول إنها تكلفها مبالغ مالية كبيرة جراء دعمها له، وبحثت العديد من السبل لتقليل هذا الهدر، لتعلن عن إنتاج الرغيف الصغير الذي توقف الحديث عنه، مع توقعات بعدم تحقيق هذا الأمر أي جدوى طالما نوعية الخبز سيئة بغالبية المناطق وستؤدي حتماً إلى إهدار المزيد من الكميات.

إذاً وكما يبدو فإن تحسين نوعية الخبز كفيلة بتخفيف هدره وبالتالي تقليل الأموال التي تخسرها الحكومة جراء ذلك الهدر، الأمر أبسط مما يبدو ويحتاج إلى فرض المزيد من الرقابة على أصحاب الأفران فقط.

اقرأ أيضاً: “النداف”: لا نمنن “ماعاذ الله” لكن الحكومة تدعم الخبز يومياً بمليار و100 مليون ليرة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى