كيف لسوريا أن تمتلك كل شيء ولا شيء بنفس الوقت!
أنا من هالبلد الحلو المليء بالتناقضات

أنا من سوريا هذا البلد الذي يمتلك كل شيء ولا شيء بنفس الوقت، هذا البلد المليء بالتناقضات التي نحلم أن تسقط مع سقوط النظام.
سناك سوري-داليا عبد الكريم
أنا من سوريا التي تمتلك عشرات الآبار النفطية والغازية، والتي لا تمتلك أدنى احتياجات الناس منها. من سوريا التي تمتلك سهول القمح من دون إتاحة رغيف الخبز بسهولة.
أنا من تلك البلاد التي تمتلك آلاف المطاعم والمنشآت السياحية، ولا يمتلك معظم سكانها أكثر من ترف النظر إليها من بعيد.
سوريا التي تمتلك ثروات حراجية وأشجار باسقة، لكن سكانها لا يمتلكون سوى تقنين الحطب المتبقي لديهم للسهرة لأن البرد أكبر.
سوريا التي تمتلك معامل أدوية على امتداد مدنها ومحافظاتها، لكن سكانها لا يمتلكون ثمن شراء دوائهم أو علاجهم.
أنا من البلاد التي تمتلك تنوعاً كبيراً في مكوناتها، دون أن تمتلك ما يكفي من الثقة لتبثهم الطمأنينة تجاه المستقبل.
من هذا البلد الذي يمتلك ملايين المحللين السياسيين المطبلين، وعدداً قليلاً من النخب الذين يتجرؤون على السير أمام الناس وليس خلفهم.
الذي يمتلك عشرات آلاف المدراء، لكنهم لم يمتلكوا سلطة اتخاذ القرار، كذلك مئات ألوف الموظفين دون أن يعملوا إلا وفق نظام الريموت كونترول.
سوريا التي تمتلئ محالها التجارية بما لذ وطاب، لكن أهلها لا يمتلكون المال الكافي حتى لشراء علبة مرتديلا من النوع السيء.
التي تمتلك عشرات السجون والأقبية، ولا يمتلك معظم أهلها منازل أو حلم اقتناء منزل. التي تحوي عدداً لا أعلمه من الفاسدين من دون القادرين على إيقافهم.
سوريا كانت تمتلك حكومة ورئيساً وعدداً لا محدوداً من الوزراء والمسؤولين الذين يعملون لإرضاء “ثقة القيادة” ولم يهتموا يوماً بالناس وخدماتهم.
أنا من سوريا التي شهدت حرباً ودماراً ، زلازل، فيضانات، موت، فقر، تشرد، مخيمات وفي يوم وليلة استعادت الأمل بالغد الأفضل وسقوط حقبة الماضي مع سقوط النظام. فهل تعود بلدنا بلد الكل شيء لكل الناس؟