طلاب السكن الجامعي بلا حمام دافئ طوال الشتاء .. والإدارة تبرر
البعض خاطرَ باستخدام سخانات الكهرباء.. وألواح الطاقة الشمسية موجودة لكن لم يتم تشغيلها!
أمضى طلاب السكن الجامعي المقيمين في تجمع “المزة” بـ”دمشق” شتاءهم محرومين من حمام دافئ، حيث غابت المياه الساخنة عن حماماتهم المشتركة التي لم تمنحهم سوى مياه باردة تقطر من صنابيرها المتآكلة بفعل الصدأ.
سناك سوري _ خاص
يتشارك الطلاب المقيمون في السكن الجامعي بالحمامات ضمن الوحدات السكنية المقسّمة إلى طوابق. حيث يضم كل طابق 3 فروع يحوي كل فرعٍ منها 3 مرافق من الحمامات. أما القاسم المشترك بينها فهي أن جميعها بلا مياه ساخنة.
تقول “رزان” 24 عاماً طالبة في السنة الرابعة بكلية الهندسة الزراعية لـ سناك سوري. أن الطلاب حُرموا هذا الشتاء من المياه الساخنة دون مبرر. مضيفةً أن الحال في الشتاء الماضي كان مختلفاً حيث كانت المياه الساخنة تضخ من مساء الخميس حتى الجمعة كل أسبوع.
وتابعت “رزان” «كنا ننظم أدواراً ونتجمع في طوابير صغيرة أمام أبواب الحمامات للاستحمام. لكننا هذا العام أصبحنا نتمنى عودة المشاكل والطوابير من أجل الحمام الساخن».
لا تخفي “مريم” 22 عاماً وهي طالبة طب تنحدر من “مصياف”، قلقها الدائم وتفكيرها المفرط بكيفية الاستحمام. وتقول أنها تقتطع وقتاً من فترات دراستها لتقوم بتسخين المياه عبر سخانة كهربائية قبل انقطاع التيار. من أجل استخدام المياه الساخنة في الاستحمام وفي غسل ملابسها.
وتضيف “مريم” «لو توافرت المياه الساخنة لما تكبدت كل هذا العناء واقتطعتُ جزءاً من وقتي الدراسي كي أقوم بتسخين المياه مرة للاستحمام ومرة أخرى لأغسل ثيابي. حتى أنني أحمل المياه الساخنة بوعاء كبير ودائماً ما أخاف أن أسقط أثناء حمل هذه الكمية من المياه حتى الوصول للحمام».
أقرأ أيضاً:طالبات في المدينة الجامعية تشاركنّ تكاليف إصلاح وتنظيف الحمامات
البحث عن حلول مؤقتة
لم ينتظر بعض طلاب المدينة الجامعية حلولاً أو وعوداً وهمية بعودة المياه الساخنة خلال الشتاء. فراحوا يبحثون عن حلول بديلة وإن كانت مؤقتة، عوضاً عن الاستسلام للوضع الراهن والبقاء بلا حمام.
اشترى “هارون” 23 عاماً، سخاناً كهربائياً صغيراً حيث يضع المياه في وعاء كبير ثم يسقط السخان بالوعاء حتى يسخن. ويشير الشاب إلى أنه اشترك مع زملائه في الغرفة بدفع ثمن السخان. كي يتمكنوا من الاستحمام، حيث تقاسموا كذلك أيام استخدامه فيما بينهم. لافتاً إلى أنه خيار أفضل من البقاء بدون استحمام على الرغم من خطورة هذا النوع من السخانات.
حمام الطناجر
تسخين المياه على السخانة الكهربائية بالطنجرة. نقله الطلاب من بيوتهم إلى المدينة الجامعية، فهو الحل الأسهل والأكثر أماناً لهم من أجل الحصول على حمام دافئ وليس ساخناً.
يقول “محمد” 24 عاماً ويدرس في كلية الهندسة المعمارية: «نستحم على دفعات، فالطنجرة الأولى من أجل غسل الرأس والأخرى من أجل غسل الجسم.والمياه لا تكون ساخنة كثيراً بل دافئة نستطيع تحملها».
الاستحمام ليس رفاهية
لا يعدُّ الاستحمام نوعاً من الرفاهية التي يطالب بها طلاب المدينة الجامعية. حيث تقول “لميس” 23 عاماً وهي طالبة لغة روسية. أنه لا يمكن للطلاب البقاء بدون استحمام بانتظار أن ترأف إدارة السكن الجامعي بحالهم. وتقوم بتشغيل المياه الساخنة لهم.
وتشير “لميس” إلى وجود ألواح طاقة شمسية في المدينة الجامعية لكنها لا تعمل. مضيفة أن بقاء الإنسان بدون استحمام يؤثر على حالته النفسية والمعنوية فضلاً عن حالته الجسدية. وقالت أن الطلاب لا يطلبون تشغيل المياه الساخنة طوال الوقت ولكن على الأقل يومين أسبوعياً. كي يتمكن الطلاب من الاستحمام ولا يبقى الحصول على حمام ساخن حلماً غير قابل للتحقيق لا في المنزل ولا في السكن الجامعي.
تبرير جاهز
يعزو مصدر في إدارة السكن الجامعي سبب عدم تشغيل المياه الساخنة لعدم توافر المحروقات الكافية لتشغيلها، فيما تستخدم المحروقات التي تصل إلى المدينة الجامعية لتشغيل المولدات الكهربائية للوحدات الطلابية.
ويضيف المصدر لـ”سناك سوري” مفضلاً عدم الكشف عن اسمه، أن ألواح الطاقة الشمسية تم تركيبها. إلا أنهم لم يشغلوها بعد. دون إضافة المزيد من التفاصيل أو تحديد موعد لتشغيلها.
يذكر أن فصل الشتاء لهذا العام يمرّ بأيامه الأخيرة وقد مرَّ قاسياً على طلاب المدينة الجامعية في “دمشق”. دون أن يحاول أحد إيجاد حلٍّ لمشكلتهم التي تمسُّ حياتهم اليومية وتؤثر على يومياتهم وحتى دراستهم. فهل ستجد إدارة السكن طريقةً لإنهاء مشكلتهم أم ستكتفي بتبريرات من قبيل قلة المحروقات؟ وهل سيتكرر السيناريو خلال الشتاء القادم أم ستكون المشكلة قد وجدت طريقها إلى الحل؟.