حتى السمك في سوريا يعاني من التقنين الكهربائي وأجور المواصلات
ارتفاع ثمن ألواح الثلج يؤدي لارتفاع ثمن السمك أيضاً
سناك سوري- نورس علي
يفتقد “مصطفى بربر” من أبناء مدينة “بانياس” إحدى أهم عاداته، كابن للمدينة الساحلية الشهيرة بأسماكها، كونه لم يعد قادراً اليوم على إرسال هديته المعتادة لأقاربه في المحافظات الأخرى، وذلك ليس فقط لارتفاع ثمن السمك، إنما أيضاً بسبب زيادة كلفة شحنه ونقله بين المحافظات.
عادة إرسال السمك كهدية من ابن الساحل لأقاربه وأصدقائه في باقي المحافظات، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياة سكان المدينة بشكل خاص القريبين من البحر حسب “بربر” مضيفا في حديثه مع سناك سوري أنه اعتاد أن يرسل لأخيه في “دمشق” وجبة سمك شهرياً، ولكنه لم يعد بمقدوره ذلك منذ حوالي العام نتيجة ارتفاع أسعار السمك كذلك مكعبات الثلج الحافظة وزيادة تكاليف النقل والعبوة الحافظة.
وأضاف: «كنت أرسل شهرياً حوالي /2/ كيلوغرام من أحد الأنواع الشعبية فأدفع /1000/ ليرة ثمناً للعبوة الحافظة “فلينة” مع الثلج و /1500/ ليرة أجرة الشحن، بينما الآن أدفع /3000/ ليرة ثمن العبوة مع الثلج وحوالي /2500/ ليرة أجور الشحن».
تجار السمك تأثروا أيضاً بارتفاع سعر مكعبات الثلج ومنهم “خالد سليمان” الذي أصبح يشتري أقل من حاجة محله يومياً، بخلاف العادة التي يتبعها منذ حوالي 40 عام، خوفاً من فساده وتسببه بحالات تسمم غذائية مع عدم توفر الكهرباء لزوم تشغيل ثلاجته الحافظة، وارتفاع أسعار مكعبات الثلج الجاهز البديل الوحيد عن الثلاجة لحفظ الأسماك، لحدود /2500/ ليرة لكل مكعب، حيث كان يشتري حوالي /100/ كيلوغرام سمك على دفعات بحسب كميات الصيد وأنواعه وتواصي زبائنه، ويحتاج حوالي /10/ مكعبات ثلج بتكلفة /1000/ ليرة فقط لتسويقها وحفظها وإرسالها بالشحن، بينما الآن يشتري حوالي /30/ كيلوغرام سمك فقط وحوالي /3/ مكعبات ثلج فقط بتكلفة /7500/ ليرة.
اقرأ أيضاً: دمشق.. كيلو سمك بـ50 ألف ليرة فقط
ارتفاع أسعار مكعبات الثلج القادمة من المعمل الوحيد الموجود في منطقة “الخراب” جنوبي مدينة “بانياس” بحسب حديث “سليمان”، من سعر /1000/ ليرة لسعر /2500/ ليرة للمكعب الواحد الذي يبلغ طوله حوالي المتر وعرضه حوالي /30/ سنتيمتر وسماكته حوالي /20/ سنتيمتر، أدى لقلة الإقبال على التحزين من يوم ليوم أخر وخفف نسبة البيع والتداول بين التجار وحتى مع الزبائن القادمين من مسافات بعيدة، وزاد أجور نقله بين المناطق والمحافظات بالنسبة للتجار المتعاملين مع المطاعم والمنتزهات، وذلك نتيجة ارتفاع سعر مكعب الثلج لحدود فرضت زيادة سعر السمك.
تاجر السمك “سليمان العتم” المسؤول عن استجرار المكعبات من المعمل وتوزيعها على التجار في سوق السمك، أكد أن ارتفاع أسعار المكعبات هو نتيجة تشغيل المجمدات على المولدات الكهربائية العاملة على المازوت، مع عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها، مما يعني أننا أمام ارتفاع جديد لسعرها في الأيام القادمة نتيجة الارتفاع الجديد لسعر المازوت.
يذكر أن سعر السمك مرتفع بشكل عام، ويصعب على المواطنين من ذوي الدخل المحدود شراءه في ظل الارتفاع الكبير للأسعار بشكل عام.
اقرأ أيضاً: كيلو السمك 90 ألف .. كم راتب يحتاج السوري لشرائه؟