
3 عمال يجمعون أطناناً يومية من النفايات والبلدية عاجزة … تحقيق عن واقع النظافة في أرواد!
سناك سوري- نورس علي
مع عدم تقبل فكرة العمل كعامل نظافة، وعدم قدرة البلدية على حل مشاكلها الصغيرة، تعاني شوارع وأزقة جزيرة “أرواد” من روائح كريهة نتيجة تراكم النفايات فيها لفترات زمنية تتيح إتمام عملية التخمر لها، وهو ما يسمح لزائرها (السائح) الذي وعدته الجهات الرسمية بصيف ساخن، ومهرجان سياحي مركزي، أن يتنزه ويتمتع بتفرد الفكرة، في الجزيرة السورية الوحيدة، دون أن يتنعم بفشل المهرجان ومنظميه (بعد تقزز نفسيته على قولة جودي أبو خميس).
تغفو بلدية “أرواد” على كنوز السياح القادمين إليها (كما وعد مسؤولي الحكومة) دون إيجاد حلول للروائح التي باتت تراثاً خالداً يحتاج من يضعه في (قماقم عطرية جاهزة للتسويق) فشماعة العجز والتقصير جاهزة كالعادة عن الحرب ومآسيها على الاقتصاد والعباد، ولكن المشكلة أكبر بكثير، كما قال الأروادي “محمد جمعة” لسناك سوري: «في كل زقاق توجد النفايات، فهي أمام المنازل، وبجانب أعمدة الكهرباء، وبجانب الآثار، حتى بجانب براميل القمامة الممتلئة، تفوح الروائح من بعضها نتيجة عدم تفريغها بشكل يومي، مما ساعد بإتمام عمليات التخمر لها وانتشار الروائح.
لا أذكر يوماً أن الجزيرة كانت بهذه الحالة المتردية، والتي دفعت سكانها ليحملوا حقائبهم باتجاه مدينة “طرطوس” رغم أنوفهم. فالواقع، ونحن في فصل الشتاء غير مقبول، فكيف سيكون مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف».
إقرأ أيضاً: بعد إهمالها لعقود الحكومة تقرر الاهتمام بجزيرة أرواد
خلال جولتنا شاهدنا بأم العين عمليات نقل القمامة من بعض الأزقة، وليس من جميعها، وكأن لا تقصير من البلدية، وهذا ما أثار فضولنا لمزيد من البحث في التفاصيل، فالشاب “أحمد لبادي” الذي أكد بكلمات قليلة أن: «المشكلة تكمن في الأهالي الذين لا يساعدون العمال على نظافة الجزيرة، بل يرمون النفايات في الأزقة في كل لحظة، لأن همهم أن تخرج من منازلهم وحسب، والقريبون من المياه يرمونها فيها، ولكن البحر نظيف يغسلها ويعيدها إليهم». (يعني يا عين عمك جزء من المشكلة توعية حول موضوع النظافة). سناك سوري
المختار “خالد بصو” أكد أن أبناء الجزيرة لا يقبلون العمل بوظيفة جمع النفايات، رغم العروض الكثيرة التي وجهت لهم لهذه الوظيفة، وتابع: «الخدمة المخصصة من البلدية لهذا الجانب الحيوي ضعيفة جداً، وتحتاج لموارد أكبر يمكن أن تكون من أمانة المحافظة، علماً أنه يوجد عمال مخصصين لجمع النفايات من الأزقة، ولكن عددهم غير كاف، وملتزمين بساعات عمل معينة، وهم محكومين بالوقت والأحوال الجوية السائدة، وحركة سير المراكب وساعات ذروتها، كونهم غير مقيمين هنا».
في السابق كان عدد السكان قليل، وكان الأهالي يلزمون أطفالهم برمي القمامة في البحر دون أي تأثير جانبي على الثروة السمكية، (أيوااا)، بينما الآن العدد كبير جداً، ولا يلزم أرباب الأسر أبنائهم بحمل نفايات منازلهم ورميها بالبحر، (ثورة التكنولوجيا أفسدت الأخلاق، معقول ما بيمون على ابنه يرمي النفايات بالبحر)، بل بجانب باب المنزل فقط، كما قال رئيس البلدية “محمد بصو”، وتابع: «بعد جمع النفايات بشكل يومي يقوم العمال بإشعال النار في المكب الموجود في الجهة الجنوبية، وذلك عندما تكون الرياح شمالية، لتتحول النفايات إلى رماد لا تأثير بيئي سلبي لها، علماً أن كميات النفايات اليومية للجزيرة تقدر بحوالي 6 طن، ولدينا تجربة جديدة نسعى لإتمامها وهي ترحيل النفايات اليومية إلى “مكب وادي الهدى” عبر مركب مجهز بذراع ينقل الحاويات إليه، ليوصلها إلى مدينة “طرطوس” لتتم عملية الترحيل الكاملة».
ويتابع: «يلزمنا آليات صغيرة الحجم تستطيع السير ضمن الأزقة الضيقة خلال عمليات جمع النفايات، وكذلك نحتاج إلى كوادر وعمال نظافة وبأجور جيدة لكي يلتزمون بالعمل».
عامل النظافة في البلدية “علي أحمد الباب” تحدث عن واقع عمله بالقول: «عندي طقطيقة بكزدرها بين الحواير، وبجمع الزبالة كلها يومياً، وبفضيها بالمكب، وبشعلها لما يكون الهوا شمالي، والشغل والله صعب لأن كمية الزبالة كبيرة، وما في التزام بمواعيد كبها من طرف الأهالي، ونحن كعمال من كم يوم كنا خمسة، واليوم صرنا ثلاثة بسبب الحرب، يعني هلق بجمعها وبعد ساعة ببرم عليها بلاقي في كوام منها».
هامش عندما كان عمال النظافة من أبناء الجزيرة كانت الجزيرة بحالة جيدة جداً، وهي حالة أشاد بها الجميع، فهل يمكن أن يمنح هؤلاء العمال أماكن إقامة ضمن التنظيم الجديد لجزيرة “أرواد” ليعود ألق النظافة إليها؟.
إقرأ أيضاً: الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة بالسكان غارقة بالأزمات المعيشية