الرئيسيةيوميات مواطن

3 اجتماعات بيوم واحد لمواطنة عادية.. إي صاححلها!

صديقتي المواطنة العادية ضحت باجتماع يخص طفلتها.. الغلبة للقمة العيش!

سناك سوري-وفاء محمد

استخدمت صديقتي “السمايل الضاحك” ذلك الذي تتطاير الدموع منه لشدة الضحك، كثيراً في محادثتنا الأخيرة عبر الماسنجر، ما دفعني لسؤالها عن الخطب الذي تعانيه، كنت أعرفها جيداً، غالباً ما تستخدم ذلك السمايل بكثرة تعبيراً عن التوتر والضغط، على مبدأ “لا تحسبوا رقصي معكم فرحاً، الطير يرقص مذبوحاً من الألم”.

ما بك؟، سألتها، وأجابتني أنا مضطرة لحضور 3 اجتماعات بأماكن مختلفة وبتوقيت واحد تقريباً، تضيف موضحة: «الأول في عملي الحكومي عند الـ12 ظهراً، والثاني أون لاين، في عملي الخاص عند الـ3 ظهراً، والثالث اجتماع أولياء أمور في مدرسة طفلي عند الـ11 صباحاً».

المشكلة أن مدرسة طفلها في القرية، ودوامها الرسمي في المدينة، وحين موعد اجتماعها الأون لاين تكون في السرفيس عائدة إلى منزلها، ترسل صديقتي المزيد من السمايلات، وتضيف لي: «وكله ما بده أعذار، بالأول قررت اقسم حالي لعدة شقفات، اكتشفت إنو هذا حل مستحيل منفصل عن الواقع».

اقرأ أيضاً: المرحلة بدها هيك – وفاء محمد

وبعد الكثير والكثير من السمايلات متطايرة الدموع، تقول صديقتي إنها حلّت الأمر، ضحت باجتماع أولياء الأمور وخذلت طفلها، ذهبت إلى عملها الحكومي لحضور الاجتماع، وأخبرت مدراءها في عملها بنظام العمل عن بعد بأنها ستحضر الاجتماع الأون لاين من السرفيس، لذلك لن تستطيع المشاركة كثيراً بالحوار، وستكتفي بالاستماع وتدوين الملاحظات، تضيف: «الغلبة للقمة العيش، وللأقوى».

تختم صديقتي كلامها بالمزيد من الدموع الإلكترونية المتطايرة، وتقول: «3 اجتماعات رسمية بيوم واحد لمواطنة عادية، إي صاححلي، والله لو مسؤولة ما كانت صارتلي»، وتتطاير الدموع الضاحكة مجدداً.

في الحقيقة الاجتماعات التي يهاجمها كثير من الناس لكونها خالية النتائج، ليست أمراً ممتعاً كما يعتقد الغالبية منّا نحن مواطنو الدرجة العادية، بل هي مرهقة ومتعبة، وكان الله في عون المسؤولين وصديقتي!.

اقرأ أيضاً: سوريا: وزير التربية سيفاجئ المدارس.. القرارات والاجتماعات لم تعد تنفع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى