خرج علينا مسؤول رفيع قبل أيام، ليعبر عن رأيه بالحكومة ويقول إن أداءها خلال السنتين الفائتتين كان مقبولاً قياساً بالإمكانات.
سناك سوري-وفاء محمد
التصريح أثار استهجان البعض انطلاقاً من معاناتهم خلال السنتين المقصودتين. وللأسف لم يستطع الغالبية قراءة العمق الذي تضمنه تصريح المسؤول. ولم يستطيعوا التوصل إلى القيمة المضافة التي حصلوا عليها نتيجة القلّة في المواد المتوفرة.
على سبيل المثال، تخيلوا لو أن الكهرباء تأتي على مدار 24 ساعة، هل تتخيلون قيمة الفاتورة الشهرية التي ستدفعونها؟. عوضاً عن شكر الحكومة على نعمة التقنين للأسف هناك من يطالب بإقالتها أو استقالتها لعدم قدرتها على تأمين الكهرباء. (وكأن المواطن قادر يأمن الفاتورة).
يعيب البعض على الحكومة عدم قدرتها على رفع الرواتب والأجور. التي بقيت دون الحد الأدنى من توفير احتياجات المواطنين. ومع ذلك يتناسى غالبيتهم أنهم مازالوا يعيشون ويتناولون الطعام حتى “يتبقى منه أجزاء في المعدة تهضمها وتخرجها في بيت الأدب يعني الحمام”.
لم يستطع الموظفون أن يدركوا بأنهم تعلموا أبلغ الدروس الاقتصادية، وكله من قلة رواتبهم وهي فرصة تعليمية نادرة الحدوث في أي مجتمع معاصر. وتراهم غاضبون من الحكومة (دون أن يلتفتوا للميزة والخبرة الجديدة التي حصلوا عليها في الاقتصاد والتدبير).
“وهلا بينطلك واحد وبيقلك ورفع سعر المحروقات وقلتها؟”، للأسف أصحاب هذه النظرية غير مدركين للخطر المحدق الذي تتعرض له الكرة الأرضية حالياً. جراء الاستخدام المفرط بالوقود الأحفوري والمحروقات. حيث يبحث العالم كله عن مصادر طاقة نظيفة مثل طاقة الشمس والرياح، (يعني الحكومة ما جايبة الطاقة الشمسية من جيبتها ولا بنات أفكارها. بل تماهي مع الحرص العالمي على الكوكب والبيئة النظيفة).
وبينما تجد فلان أو فلانة من الناس يكتبون منشوراً احتجاجياً على فيسبوك يخص الخبز وتقنينه. تراهم في اليوم الثاني عند طبيب التغذية الذي يخبرهم بأنه يتوجب عليهم الامتناع عن تناول الخبز لتخفيف الوزن والعناية بالصحة. ورغم أنهم يدفعون للطبيب ولا يدفعون للحكومة إلا أنهم يشكرون الطبيب ويهاجمون الحكومة.
