الرئيسيةيوميات مواطن

استنجدتُ بالكورونا فخذلني.. شو هالفايروس يلي بلا هيبة؟

تجربتي مع الكورونا.. الله لا يوفقو دفعني هديك الحسبة أوكسجين ومااحتجتوا

منذ وصل فايروس كورونا إلى سوريا، العام 2020 الفائت، وأنا أعيش بانتظار لحظة الإصابة، ليس بالمعنى “تبع روح زت حالي بالكرنفالات والمسيرات لألتقط العدوى”، ولكن دائما كان هناك شعور داخلي يساورني بوجوب الإصابة لعدة أسباب، بينها أني من تلك الفئة من الناس الذين حين يهاجمهم الضبع، يقولون له انتظر قليلا، افتح فمك، ثم أدخل إليه معلنة انتصاري (الذي يشبه هدوك الانتصارات بالمناسبة).

سناك سوري-وفاء محمد

قبل أسبوعين تقريبا، بدأت أشعر بألم شديد في الساقين ووهن كبير (مترافق مع تيارات غربية، لا هي مزحة)، بالإضافة إلى سعال جاف لم أعره أي انتباه، واعتقدت للوهلة الأولى أن السبب، تدخيني لباكيت مضروبة من النوع الذي أدخنه في العادة (اشتريتا بـ2800 ورقة معقول كبها لأنها مضروبة؟)، واستمر الوضع هكذا حتى فقدت نهائيا حاستي الشم والتذوق (بالمناسبة اسمها حاسة التذوق وليس الذوق وهي كتير مهم ننتبه الها).

زرت الطبيب بعدها مباشرة، ليزف إليّ بُشرى الإصابة، إلا أني لم أقتنع كثيرا، فذهب وأجريت مسحة سرعان ما جاءت نتيجتها إيجابية (ومالكم عليي يمين لأول مرة بحياتي بيطلع شي نتيجتو إيجابية)، وبعد وصف الدواء والفيتامينات والتحذيرات، أخبرني الطبيب أن أكون مستعدة، فأنا أنهيت أول 5 أيام من الإصابة، وبانتظاري 10 أيام أخرى كارثية، وبالفعل جهزت الأوكسجين واشتريت جهاز الأكسجة وانتظرت.

اقرأ أيضاً: حتى في أزمة الكورونا.. نحلم أن ينالنا رذاذ عطسة الحكومة

ومرّت الأيام ثقيلة جداً، والعوارض بدأت بالاندثار، ولم أعد أشعر بأي ضيق أو مرض، على العكس عدت لكامل حيوتي، مع وجود ميل كبير للنوم، حتى أني في إحدى المرات أخذت استراحة من عملي الأون لاين، وحين انتبهت كان قد مضى عليّ نحو 20 دقيقة وأنا نائمة.

ترقبت كثيرا تدهور أموري الصحية، لآخذ إجازة، وهنا يطيب لي أن أخبركم أننا لسنا كلنا في “سوريا” تنابل نكره العمل “ومامنصدق نلاقي حجة لنغيب”، البعض منا تربى بطريقة مختلفة، وينظر للعمل بعين المسؤولية لدرجة أن ينتظر المرض حقا ليستطيع أخذ إجازة دون تأنيب ضمير.

هذا الكورونا اللعين فاقد الهيبة في جسدي وفي منزلي، حتى جارتي البسيطة حضرت إلى بابي، دقت الباب ودخلت، وأنا محرجة أمامها، قالت لي: “قال معك كورونا”، فرددت: “إي والله انتبهي”، لتفاجئني قائلة: “والله ما معك كورونا إذا أنا معي، هذا كريب قوي شوي روحي اعملي قهوة”، نظرت إلى أسطوانتي الأوكسجين في منزلي وإلى جارتي وإلى ذلك الفايروس الناكر للجميل، ثم قلت في نفسي: “يلي مالو حظ لا يتعب ولا يدعي على حالو بالكورونا”، ولا أخفيكم سرا أن أكثر ما آلمني تلك الآلاف التي دفعتها ثمن أوكسجين لم أستخدمه.

ملاحظة: العوارض الخفيفة التي شعرت بها الكاتبة، ربما يكون سببها أنها كانت قد حصلت على لقاح كورونا، والفايروس يبقى  خطرا ويجب الحرص من الإصابة به ما أمكن.

اقرأ أيضاً: المرحلة بدها هيك – وفاء محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى