2022 تكمل مسيرة الانتهاكات بحق الصحفيين في سوريا
اعتقال صحفي صوّر مكبّاً للنفايات وضرب آخر أمام رجال الأمن
تكاد تكون الانتهاكات بحق الصحفيين/ات أحد القواسم المشتركة القليلة المتبقية بين كل الأعوام ومختلف مناطق السيطرة في سوريا منذ سنوات عديدة خلت.
سناك سوري _ دمشق
حيث استمرت الانتهاكات من اعتداءات واعتقالات بحق الصحفيين على خلفية عملهم، والبداية كانت مع الصحفي “كنان وقاف” الذي اشتكى في بداية العام من كثرة التحقيقات التي تجريها أجهزة أمنية متعددة معه، لإجراء تحقيقات عنه وعن عائلته، على خلفية كتاباته وانتقاداته للفساد عبر صفحته على فايسبوك.
بعد ذلك ظهر “وقاف” في مقطع مصور بدا أنه سجّله على عجل وقال أن زوجته اتصلت به وأخبرته أن قوة مدججة بالسلاح أتت لاعتقاله ما سبّب رعباً كبيراً لعائلته بينما كان خارج المنزل.
كما قال الصحفي “محمود إبراهيم” بعد تلك الحادثة بأيام، أن دورية مؤلفة من مجموعة رجال ملثمين بكمامات طبية وسلاح حربي قاموا بمداهمة منزله في الساعة الثالثة والربع فجراً، بحثاً عن زميله الصحفي “كنان وقاف”.
وقد تم اعتقال “وقاف” لاحقاً في شباط، لكن تم الإفراج عنه في أيار بموجب مرسوم عفو رئاسي.
اقرأ أيضاً:اعتقال الناشط الإعلامي بكار حميدي من منزله ومصادرة هاتفه
سحب رخصة صحفي صوّر مكب نفايات
وفي كانون الثاني أيضاً، أصدرت “الإدارة الذاتية” (تسيطر على مناطق واسعة في الجزيرة السورية) قراراً ألغت بموجبه رخصة عمل مراسل وكالة الأنباء الفرنسية “دليل سليمان” بسبب تصويره لمشاهد جوية تظهر حراقات النفط في ريف “القامشلي” الشرقي والمخيمات العشوائية بمدينة “الرقة” ومكب النفايات وأوضاع العاملين فيه.
اعتقال صحفي وتعذيبه
تعرّض مراسل موقع “يكيتي ميديا” “جيندار بركات” للاعتقال من مقر عمله في مدينة “الحسكة” يوم 18 كانون الثاني.
وبحسب الموقع الذي يعمل فيه “بركات” فقد اعتقلت “قسد” الصحفي لعدة ساعات قبل أن يتم الإفراج عنه بعد حملة تضامن كبيرة معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما أظهرت صور “بركات” أنه تعرّض للتعذيب خلال فترة اعتقاله.
اختطاف صحفي من منزله
في 19 شباط، خطفت مجموعة مسلحة الصحفي “أحمد صوفي” من منزله في قرية “بانه قصري” بريف “المالكية” شمال شرق “الحسكة” وفق ما ذكر موقع “باسنيوز” مرجّحاً أن تكون المجموعة تابعة لـ”قسد”.
بينما ذكر موقع “تلفزيون سوريا” المعارض أن دوريات “قسد” احتجزت ابن الصحفي كرهينة ما اضطره لتسليم نفسه، دون أن يتم الكشف عن التهمة الموجهة إليه، علماً أنه مراسل لقناة “آرك” التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني المعارض لسياسات “الإدارة الذاتية”.
حالة مماثلة جرت في آب حين اعتقلت دورية من “قسد” الصحفي “برزان فرمان” مراسل شبكة روداو من مقر عمله في مدينة “القامشلي” بينما قالت مصادر مقربة من عائلة الصحفي أن “قسد” و”الأسايش” نفوا أي صلة لهم بعملية اعتقاله.
ضرب صحفي أمام عناصر الأمن
مع أواخر أيلول أعلن الصحفي “إيفان حسيب” أنه تعرّض للضرب على يد مجموعة من “الشبيبة الثورية” وهو تنظيم تابع لحزب “الاتحاد الديمقراطي” الذي يقود “الإدارة الذاتية”.
وأفاد “حسيب” أن الاعتداء عليه تم أثناء تغطيته لوقفة احتجاجية ضد منع تدريس المناهج الحكومية أمام مقر “الأمم المتحدة” في “القامشلي”، مبيناً أن ما جرى تمّ أمام أعين عناصر “الأسايش” المسؤولين عن الأمن في المنطقة، إلا أنهم لم يحرّكوا ساكناً بل منعوا الصحفيين من تغطية الاعتصام.
منع زاوية صحفية بسبب تعليق على فايسبوك
وفي الشهر ذاته، كشفت الصحفية “لينا ديوب” عن تعرضها لعقوبة شفهية بمنع زاويتها الأسبوعية في الصحيفة الحكومية التي تعمل بها بسبب تعليق لها على فايسبوك.
وأشارت “ديوب” إلى أنها لا تعلم ما إذا كانت العقوبة من رئيس التحرير أم من المدير العام، مضيفة أنها علمت بأن السبب تعليقها عبر فايسبوك على خبر يخص وزير “التجارة الداخلية وحماية المستهلك”.
اقرأ أيضاً:ضرب صحفي أمام عناصر الأمن على يد الشبيبة الثورية
اعتقال ناشط انتقد النصرة
“جبهة النصرة” قائدة الانتهاكات الأولى باسم الحرية اعتقلت في أيلول الناشط الإعلامي “بكار محمد حميدي” من منزله في بلدة “مشمشان” بريف “إدلب” وذلك على خلفية انتقاده لممارسات “النصرة” وانتهاكاتها في المنطقة.
توقيف صحفي لدى القضاء العسكري
ولم يمضِ العام 2022 بسلام على الصحفي “رضا الباشا” الذي واظب على كشف ملفات فساد تتعلق خصوصاً بقضية المحروقات في مدينة “حلب”.
فبعد عدة دعاوى أقيمت ضده بتهمة “وهن عزيمة الأمة” جراء منشورات حول ملف المحروقات، تم توقيفه في كانون الأول من العام 2022، بعد استدعائه للمثول أمام القضاء العسكري، لكن الأمر لم يطل إذ أفرج عنه في اليوم التالي.
ربما شهد العام 2022 تراجعاً في وتيرة الانتهاكات بحق الصحفيين مع تراجع حدة العمليات العسكرية والأمنية في عموم البلاد، لكنه لا يزال ملفاً مفتوحاً وتضاف إليه الحوادث عاماً تلو آخر وذلك في كافة المناطق السورية على اختلاف الجهات المسيطرة عليها، ما يؤكد على أن بيئة العمل الصحفي في البلاد لا تزال خطرة ولا يزال الصحفيون مهددين بأي لحظة بمخاطر ترتبط بعملهم .