أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

200 ألف سوري في خطر .. نعيش على حافة الجوع ولا نستطيع العودة

سوريا تخسر ملايين الدولارت التي كانت تأتيها من فنزويلا .. سوريون عبروا 20 كم سيراً على الأقدام حتى يعودوا إلى بلادهم

سناك سوري-رهان حبيب

يعاني السوريون في فنزويلاً من واقع معيشي صعب جداً نتيجة تدهور الأوضاع في البلاد التي هاجروا إليها خلال العقود الماضية، حيث يقفون في طوابير يصل طول بعضها إلى 2 كم من أجل الحصول على الطعام الذي لا يتعدى “الرز” وبعض “الدقيق والمعكرونة”.

يقول “حسان” وهو من أبناء السويداء ويعيش في فنزويلاً إن :«السوريين في هذه البلاد يعيشون على حافة الجوع، نقص حاد في المواد التموينية، وهبوط حاد في العملة».

اقرأ أيضاً: لقطة سورية .. معلم ينظم السير أمام مدرسته لحماية الطلاب (صور)

ويضيف “حسان” في حديثه مع سناك سوري:«حياتي مهددة قد أمضيت في هذا البلد 15 عاماً أسست منزلاً وفرناً، وكان لدي فائض مالي أرسل منه إلى بلادي، لكننا اليوم بتنا نبحث عن الدولار وقوت يومنا، إن حالنا أسوأ من حالهم في سوريا بدرجات».

بعض السوريين باعوا أملاكهم قبل سنتين أو ثلاثة وغادروا يحملون بعضاً مما جنوه في هذه البلاد، لكن اليوم اختلف الأمر وباتت أسعار العقارات في الحضيض.

استقبال الزعيم تشافيز في السويداء

هل يعيد الزمن نفسه؟ ويعود أبناء المدينة بهجرة معاكسة إلى الوطن؟

تشهد فنزويلا اليوم هجرة عكسية باتجاه سوريا وإن كانت بأعداد قليلة حتى الآن، تقول “ليلى” إنها مشت 20 كم على قدميها حتى وصلت إلى الحدود الكولومبية لتغادر “فنزويلا” وتعود إلى بلادها التي غادرتها قبل ثلاثين عاماً، تقول “ليلى” لـ سناك سوري:«ضاقت بنا السبل كنا نعمل كالمعتاد في متاجرنا لكن ما ننتجه لا يكفي لغداء واحد للعائلة، رغم صعوبة الرحلة والمخاطر الكبيرة، تمكنا من العبور والحصول على تذاكر سفر، وتنقلنا في خمس مطارات لنحط الرحال أخيراً في وطننا ولا نملك في جيوبنا أكثر من مائة دولار فبعد عقود من الغربة عدنا سيراً على الأقدام ليصدق القول، ما تزرعه في غير بلدك ليس لك ولا لولدك».

تشير السيدة السورية العائدة على وطنها إلى أن هناك عائلات سورية كثيرة سارت معها بنفس الطريق لتعود تاركةً خلفها منازلها التي جمعت ثمنها بالكد والتعب، إلا أن تكلفة العودة حتى ارتفعت كثيراً وبات حجز الطائرة يكلف 1500 دولار للشخص الواحد وهو رقم مرتفع جداً إذا ماعلمنا أن الدولار الواحد بات يساوي 240 ألف بوليفر (العملة المحلية).

المراقبون يعتبرون أن واقع فنزويلا سينعكس سلباً على السويداء التي كانت تعتبر هذه الدولة الأميركية الجنوبية خزنة أحلام أبنائها ومورداً هاماً لهم، حيث كان يحول إلى السويداء شهرياً آلاف الدولارت من أبنائها المغتربين ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد وتحسين واقع المعيشة في المحافظة الواقعة جنوب سوريا، أما الآن فقد خسرت “السويداء” ما كانت تحصل عليه سابقاً وفوق ذلك عاد إليها أبناؤها يبحثون عن فرص عمل.

اقرأ أيضاً: “ملك الأناقة” التسعيني الذي يحتفظ بأكثر من 500 ربطة عنق

رغم مغادرة بعضهم تلك البلاد إلا أنهم لا ينكرون حبهم لتلك البلاد التي احتضنتهم، يقول “صالح نصر” مؤسس جمعية “الصداقة السورية الفنزويلية” التي تتخذ “السويداء” مقراً لها:«لا ننكر أننا نعيش حالة عاطفية تجاه تلك البلد التي احتضنتنا، وكانت عبر قرن من الزمن الوطن الثاني بعد سورية، فقد سجلت أولى رحلات اغتراب عام 1920 لآل “الغطريف” واستمرت، لتجد في كل ولاية منها سوريين من أبناء مختلف العائلات والقرى في السويداء، واليوم كلنا أمل أن تستعيد فنزويلا عافيتها ويحافظ أولادنا استثماراتهم فيها والاستفادة من حصيلة جهدهم وتعبهم لعقود مضت».
200 ألف مهاجر من “السويداء” يقيمون في فنزويلا

صالح نصر

بحسب الجمعية فإن فنزويلا تستضيف أكثر من 200 ألف سوري من السويداء وصلوا إليها تباعاً، وفي فترات معينة كان يهاجر إليها 20 شخصاً كل شهر من قرى السويداء بحثاً عن أحلامهم، فقد كانت بمثابة المشروع الرابح لهم لكن اليوم خسارتهم فيها لاتقدر بثمن.

حقق السوريون خلال سنوات وجودهم في فنزويلا تمثيلاً سياسياً وفي إحدى الدورات الانتخابية وصل 4 سوريين إلى البرلمان هناك، بينما تولى بعض السوريين الآخرين مناصب حكومية مثل محافظ ومدير صحة، حتى أن هذا الوجود السوري والنجاح في فنزويلاً دفع الرئيس “هوغو تشافيز” لزيارة السويداء عام 2009.

وفقاً للوضع الحالي لا مستقبل يرتجى للسوريين هناك فقد تحولت هذه البلاد إلى خزينة محبوسة بعد أن كانت شلال خير، وكانت بداية لمشاريع عاد بها أولادنا إلى الوطن وأسسوا فعاليات اقتصادية كبيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى