شباب ومجتمع

من اخترع الدبدوب وكيف تغيرت هدايا الفالنتاين السورية؟

الاحتفال بالفالنتاين واجه انتقادات التيارين الديني والقومي

سناك سوري _ زياد محسن

من اخترع الدبدوب؟

إلى الجنوب من “الولايات المتحدة” وتحديداً في ولاية “الميسيسيبي” كان الرئيس الأمريكي “تيودور روزفلت” عام 1902 يشارك في رحلة صيد لكنه فشل في اصطياد أي شيء.

ومنعاً للحرج قام مضيفوه بالقبض على دب كبير وربطه إلى شجرة كي يطلق الرئيس النار عليه بسهولة، إلا أن “روزفلت” رفض ذلك وقال أنه لن يكون فخوراً بنفسه إذا أطلق النار على الدب العجوز المتعب وقد شدّ وثاقه إلى شجرة.

تصدّرت الحادثة عناوين الصحف والتقطها رسام الكاريكاتير “كليفور بيريمان” ليرسم دباً بشكل كاريكاتيري كناية عن الحادثة، ومع الانتشار الواسع للرسمة تحولت إلى مصدر إلهام لصاحب متجر حلوى في “بروكلين” يدعى “موريس ميتشوم” والذي صنع أول لعبة دب محشوة وأطلق عليها اسم “روزفلت”، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى تحولت شركته “إيديال توي” إلى واحدة من أغنى الشركات في مجال صناعة الألعاب ولا يزال الدبدوب رائجاً في جميع أنحاء العالم حتى الآن.

دبدوب الفالنتاين

يعتبر عيد “الفالنتاين” من الأعياد النادرة التي خرجت عن صبغتها الدينية وتحولت لمناسبة اجتماعية للجميع من كل الأديان وفي كل الدول، بعيداً عن الارتباط بمنشأ المناسبة التي تعود إلى اسم القديس “فالنتاين” الذي كان يزوّج العشّاق سراً حين كانت المسيحية محرّمة في الإمبراطورية الرومانية، ودفع حياته ثمناً لذلك، وفق أكثر الروايات مصداقية في التداول.

لكن ارتباط الاحتفال بـ”الفالنتاين” مع هدية الدبدوب يبدو مثيراً للاستغراب نوعاً ما، حيث كان من المعتاد أن يكون الدبدوب هدية للأطفال يلهون بها ويلعبون معها، لكنه ولسبب ما أصبح هدية يتبادلها العشاق في عيدهم.
اقرأ أيضاً:بيوم الحب.. صبايا كسرت الحرب قلوبهنّ وحرمتهنّ حب حياتهنّ
هدايا الفالنتاين السورية

في تسعينيات القرن الماضي، اتّسم احتفال الجيل الشاب في “سوريا” بالفالنتاين بكثير من البساطة في الهدايا، والتي كانت تقتصر على شريط كاسيت لأغانٍ رومانسية وبطاقات كرتونية مزينة بالقلوب الحمراء تتيح مساحة بيضاء لكتابة رسائل غزل مقتضبة.

وفيما كان المحتفلون بالفالنتاين يتمثّلون بشكل رئيسي في طلاب المدارس والجامعات، فإنهم كانوا يواجهون رفضاً أو محاربة لطقوسهم الاحتفالية من جهتين، إحداهما ديني اعتبر أن هذا العيد بدعة محرّمة، والآخر قومي اعتبر أنه استيراد لعادات غربية من الدول الامبريالية، ورغم ذلك بقي العشّاق مستمرون في ممارسة احتفالاتهم كل عام.

مع مطلع الألفية الثالثة وبداية الثورة الرقمية وانتشار القنوات الفضائية ثم الهواتف المحمولة ثم الانترنت ولاحقاً وسائل التواصل الاجتماعي، تغيّرت طقوس عيد الحب في “سوريا”.

وإذا كانت الهدايا في البداية تقتصر على دبدوب صغير رمزي، فإنها تطورت لاحقاً لتصبح بأحجام كبيرة وأسعار خيالية، وأصبح شراء الدبدوب يوم 14 شباط مشروعاً مكلفاً قد يحتاج قرضاً من البنك باسم “قرض الدبدوب”.

شيئاً فشيئاً، طغى الجانب المادي لهدايا الفالنتاين على رمزيتها الرومانسية وانتهت بساطة أشرطة الكاسيت ورسائل الغرام المكتوبة، إلى دباديب هائلة الأحجام وهدايا هائلة التكاليف، لكن الفالنتاين بقي عيداً رسمياً للعشاق حتى رغم سنوات الحرب وحافظ على رمزية الإصرار على الحب رغم مآسي الكراهية والحقد التي شهدتها البلاد طوال الأعوام العشرة الأخيرة.

اقرأ أيضاً:في عيد الحب.. علي وسهام 30 عاماً من الحب والود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى